أكدت وزارة التعليم استمرارها في تقديم برامجها التقنية كمنظومة رقمية، تعنى بتطوير العملية التعليمة داخل مدارسها. مشيرة إلى النتائج الإيجابية التي أسهمت بها برامج العام الدراسي المنصرم، وما حققته من تنافس، ورفع لمستويات الإبداع والابتكار بين طلاب وطالبات التعليم العام، وذلك باعتماد التقنية لصناعة بيئة تعليمية جاذبة، وهو ما أشار إليه الدكتور أحمد العيسى: «وزارة التعليم تهتم بكل ما يدعم ويعزز توجهاتها المستقبلية لبناء منظومة تقنية تخدم الطالب والمعلم وأولياء الأمور، بما توفره من معلومات وخدمات إلكترونية، ولاسيما أننا على مشارف مرحلة مفصلية من تاريخ المملكة، تستوجب أن نستثمر ما توفره مؤسساتنا الوطنية من خدمات متقدمة ونطورها، وهي في حد ذاتها بوابة عصرية لاحتياجات المستقبل الرقمية». وكانت «التعليم» قد اعتمدت تنفيذ حزمة من البرامج والمسابقات التقنية المحفزة، وأعلنت إطلاقها «بوابة المستقبل» لتطبيق التحول الرقمي في جميع مدارس المملكة للبنين والبنات، والإسهام في التحول إلى بيئة رقمية تفاعلية، وهو الدور الذي تؤكد من خلاله وزارة التعليم أن التقنية ستقدم نموذجًا تعليميًّا مختلفًا؛ وبالتالي يجب أن نواكب هذا التغير وهذا التطور، ونسعى إلى تطوير آلياته وأساليبه ومناهجه؛ لكي يلبي احتياجات العصر، ويلبي احتياجات الجيل القادم. وتهدف «بوابة المستقبل» إلى تحقيق التحول الرقمي في التعليم من خلال توفير الحلول والأنظمة التقنية، وما تقدمه من وسائل تمكِّن التواصل مع الطالب ومع أولياء الأمور، كما تمكِّن المعلم من تطبيق نظريات التعلم المختلفة بفاعلية أكبر، إضافة إلى تعزيز النشاطات العلمية والتعليمية. ويستطيع المعلم أن يتابع ويناقش ويستقرئ مدى تمكُّن الطالب في كل مادة دراسية. وتكمن أهميتها في تقديم الموارد العلمية والتعليمية والواجبات والأنشطة الإلكترونية والاختبارات بصورة رقمية، إضافة إلى الحضور والانصراف وتحضير الدروس وحلقات النقاش والتواصل مع الطلاب وأولياء الأمور والتقويم الدراسي وإضافة الأنشطة ورصد السلوك. وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع مشاركة 150 مدرسة (بنين وبنات) في المنطقة الشرقية والرياض وجدة. وبلغ عدد الطلاب المشاركين 57072، وعدد المعلمين 4457، وعدد الفصول 1956 فصلاً. كما بدأ تطبيق المرحلة الثانية بعدد 150 مدرسة تمهيدًا للتوسع خلال العام الدراسي القادم إلى 1500 مدرسة، إلى أن يكتمل تطبيقه في مدارس المملكة كافة. وامتدادًا لمنظومتها التقنية أطلقت وزارة التعليم مسابقة «تحدي المستقبل» في مادة الرياضيات للمرحلة المتوسطة في التعليم العام، التي شهدت مشاركة 38 ألف طالب وطالبة، ينتمون لأكثر من 4600 مدرسة متوسطة، قضى فيها الطلاب مع المسابقة أكثر من 7 ملايين دقيقة، في الوقت الذي دونت فيه كشوفات التعليم حضورًا مميزًا لطلابها وطالباتها في مسابقة «ساعة البرمجة» تحت عنوان «السعودية تبرمج» بالتعاون «مسك» ومع مايكروسوفت؛ وذلك بهدف تعليم أساسيات البرمجة للطلاب عبر المشاركة في الحملة العالمية بعنوان (ساعة البرمجة). كما تجري الوزارة الاستعدادات المناسبة للبدء بتطبيق المهارات الرقمية خلال العام القادم، التي تهدف لتعليم البرمجة لطلاب المرحلة الابتدائية. وفي السياق ذاته عززت التعليم من المهارات المهنية والتقنية الأساسية لطلابها وطالباتها من خلال مبادرة «ماهر»، وعملت على توفير ورش فنية، تعنى بالمهارات الفنية والتقنية في المدارس الثانوية، وتعزز اتجاهات الطلاب المهنية بهدف البدء بتوفير البيئة الملائمة لاكتشاف ميولهم ومهاراتهم لمساعدتهم في تحديد توجهاتهم الفنية والتقنية المستقبلية من خلال تقديم برامج مهنية في ورش فنية تقنية تنفَّذ داخل المدارس. وتتيح مبادرة «ماهر» فتح شراكات دولية مع فريق من جامعة كاليفورنيا بيركلي وخبراء من معهد إم آي تي لتقديم خدمات ودراسات استشارية للمبادرة. وتؤكد الوزارة أنه سيتم بناء المواصفات والمعايير والكفايات اللازمة في الورش الفنية المستهدفة في المبادرة، إضافة إلى منظومة مؤشرات الأداء واستراتيجيات التعلم والتدريس، ومعايير وأساليب التطوير، إضافة إلى تعزيز وإسهام التعليم والتنمية من خلال توظيف تلك الممكنات في إحداث الأثر وتعزيز دور التعليم وتعزيز اتجاهات المتعلمين بهدف تنمية كفايات الطلاب، وتلبية احتياجات المجتمع.