نوه عدد من العلماء والمفتين والشخصيات الإسلامية بالجهود العظيمة التي سخرتها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم الخدمات المتميزة لهم، وتهيئة السبل كافة لراحة حجاج بيت الله الحرام حتى يؤدوا مناسكهم بكل يُسر وسهولة. وأكدوا أن تلك الإمكانات الكبيرة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن هذا العام هي استمرار لجهودها في كل عام خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. ورفض العلماء والمفتون تسييس الحج، وجعل الركن الخامس ميدانًا للصراعات والخلافات السياسية والطائفية، وأكدوا أن بلاد الحرمين الشريفين موطن لأداء العبادات، وأنها المختصة بتنظيم الحج وترتيباته. ادعاءات باطلة يؤكد معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، أن المملكة العربية السعودية قدمت -وما زالت- كل التسهيلات لقاصدي بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج في يسر وسهولة، مع الحرص على جمع كلمة المسلمين في كل الأوقات؛ إذ إن المملكة العربية السعودية قامت على الكتاب والسنة، وتعطي جل عنايتها ورعايتها لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال تسييس الحج لمصالح شخصية أو حزبية أو طائفية؛ باعتباره فريضة دينية، وركنًا من أركان الإسلام، لا ينبغي ربطها بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول. مشيرًا إلى الادعاءات الباطلة والأبواق الإعلامية الموظفة لخدمة أعداء المملكة التي تحاول أن تنال من المملكة وجهودها الكبيرة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن. العصبيات المذهبية ويشير معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى أن حكومة المملكة تبذل الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصديها، حجاجًا وعمارًا وزوارا، قربة إلى الله، وشعورًا بالمسؤولية.. وأن من ثوابت المملكة إبعاد الحج عن أي تشويش، خاصة دعوات «تسييس الحج». وسياسة المملكة منذ تأسيسها تشدد على أن الحج ليس ميدانًا للخلافات السياسية والعصبيات المذهبية، وموقعها في هذا الشأن حازم وصارم من أن يحول الحج إلى منابر سياسية تتصارع منه الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب. لا شعارات حزبية وبيَّن معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين سخرت كل الطاقات والإمكانات للارتقاء بالخدمة المقدمة لضيوف الرحمن، وأن الحج عبادة وتقديس، ولا مجال لتسييسه، فلا شعارات حزبية أو مذهبية ولا سياسة أو طائفية ترفع فيه، بل مناسك وعبادات، يتوحد فيها المسلمون؛ فلا مجال للفُرقة والفتن. مشيرًا إلى أن المملكة لا تمنع أحدًا من المسلمين من أداء فريضة الحج، وأي محاولة لتسييس الحج هي محاولات يائسة وباطلة. استغلال المناسك وحيا مفتي مصر الدكتور شوقي علام جهود المملكة العربية السعودية في رعاية ضيوف الرحمن، وهي التي لم تدخر جهدًا في توفير سبل الراحة كافة، وتذليل الصعوبات التي تواجه ضيوف الرحمن. وقال: وإننا نؤيد وندعم بكل قوة مواقف المملكة، وحرصها الشديد على أمن واستقرار موسم الحج. وبيَّن أن الحج من أعظم شعائر الإسلام، وأحد أركانه الخمسة، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية غير جائز شرعًا، ويخالف أحكام الشريعة الصريحة. محذرًا بشدة من أن تسييس الحج واستغلال المناسك في إثارة النعرات الطائفية يُدخل الأمة الإسلامية في فتن كبرى، تمزق وحدتها وتماسكها. محاولات التسييس وأعلن رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي وقوفهم مع المملكة العربية السعودية فيما تتخذه من إجراءات لحماية ضيوف الرحمن وسلامتهم، مشيدًا بخدمات المملكة والتسهيلات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وفي الوقت نفسه أبدى رفضه لمحاولات التسييس في الأماكن المقدسة، وأن على النظام القطري العودة إلى جادة الصواب، والاستفادة من الخدمات كافة التي تقدمها الحكومة السعودية للحجاج القطريين، وعدم اختلاق الأكاذيب، وبث الشائعات. مؤكدًا أن أنظمة المملكة قادرة على كبح تسييس الحج من أي دولة كانت، وجميع المسلمين يرفضون التسييس؛ إذ إن الركن الخامس من الإسلام ليس ميدانًا للسياسة. مستنكرًا كل الدعايات والافتراءات التي يقوم بنشرها الأعداء والحاقدون لتقليل أهمية المملكة العربية السعودية وثقلها لدى العالم العربي والإسلامي. المحاولات المرفوضة وثمَّن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في مصر د. محيي الدين عفيفي ما تبذله المملكة العربية السعودية من أعمال متواصلة للحرمين الشريفين. مؤكدًا أن المملكة على مدار تاريخها وهي تعمل على توفير الخدمات للحجيج، ولم يشكُ أحد منها. وأوضح أن تجديد محاولات قطر تسييس ملف الحج مرفوض من العلماء، وأن هذه المحاولات ما هي إلا لضرب وحدة المسلمين في أنحاء العالم، الذين يقرون بخدمة المملكة وقيامها على خدمة الحرمين الشريفين. إسفاف قطر وأعرب مفتي جبل لبنان الدكتور محمد علي الجوزو عن أسفه الشديد لدعوة دولة قطر إلى تدويل الأماكن المقدسة، وعرقلة توجه رعاياها إلى الحرمين الشريفين لتأدية فريضة الحج، وأنه لمن المؤسف أن تصل الأمور إلى هذا الحد من التفاهات والإسفاف؛ لأن مطلب تدويل المشاعر الدينية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة مطلب إيراني حاقد، لا يوافق عليه المسلمون، وإذا كررته قطر يكون أمرًا مخزيًا للغاية؛ لأن قطر تعرف أن هذا المطلب يحمل مشروعًا طائفيًّا ومذهبيًّا، ما برحت إيران تعمل على المتاجرة به لأسباب لا تخفى على أحد.