لا يكاد البيت الأبيض يتخلص من مشكلة، إلا ويقع في أخرى، في مسلسل طويل ومعقد، ولكن المشكلة هذه المرة تبدو أكثر تعقيدًا، وقد كتبت فيما مضى أن الرئيس ترمب، وبسبب قلة خبرته السياسية، غامر في تعيين أسماء كثيرة، عملت معه وساعدته، أثناء ترشحه للرئاسة، ثم اتضح لاحقًا أن هؤلاء المخلصين، إن صح التعبير، لم يكونوا مؤهلين للعمل في البيت الأبيض، حيث تدار شؤون أمريكا والعالم، فمن الجنرال، مايكل فلن، مستشار الأمن القومي، إلى الداهية، ستيفن بانون، الذي كان له الدور الأبرز في فوز ترمب، ومن المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إلى الجنرال مكماستر، كلها أسماء تم عزلها لأسباب مختلفة، رغم أنها قريبة من ترمب على المستوى الشخصي، ثم اضطر لعزلها. لا حديث لوسائل الإعلام اليوم إلا عن سيدة مختلفة، عزلها رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض الصارم، الجنرال جون كيلي، قبل أشهر، واسمها، أوماروسا نيومان، وهي سيدة غريبة الأطوار، ترتبط بعلاقة عمل طويلة مع ترمب، وما يجعل هذه الحادثة غريبة، هو أن هذه السيدة نشرت تسجيلاً خاصًا بها من داخل البيت الأبيض، نعم، استطاعت أن تُسجِّل، ثم تنشر، محادثة الجنرال جون كيلي معها، حينما كان يبلغها بعزلها من العمل، وذلك في غرفة العمل المحصنة داخل البيت الأبيض!، وهي الغرفة، التي يفترض أن تدور فيها الأحاديث السرية للغاية، ثم وفي خضم نقاش وسائل الإعلام حول هذا الاختراق، حدث ما هو غير متوقع! سرّبت السيدة السمراء، أوماروسا نيومان، لقناة إن بي سي، أشد خصوم ترمب، محادثة أخرى، سجلتها خفية، مع الرجل الذي يحكم العالم، دونالد ترمب، وقد غضب ترمب غضبًا شديدًا، وهاجمها في عدة تغريدات، وقال إنها منحطّة، وبغض النظر عن موقف ترمب وإدارته، فإن السؤال الكبير هو: «كيف استطاعت هذه السيدة أن تسجل هذه المحادثات؟!، وأين كان الأمن، في المكان الذي يفترض أنه الأشد تحصينا، والأكثر سرية؟!»، ثم يتساءل الجميع: «هل تملك هذه السيدة محادثات أخرى مسجلة؟!»، وإذا كان الجواب بنعم، وهو الراجح، فمع من كانت هذه المحادثات، وماذا تحتوي، فالقصة إذاً لا تتعلق بعزل هذه السيدة، ثم انتقامها، بل بالاختراق، الذي حدث في المكان الذي يفترض أن يكون الأكثر تحصينًا، ولا تزال القصة في بدايتها، ولا شك أن تداعياتها ستكون كبيرة جدًا، وسنتابع كل تفاصيلها خلال الفترة القادمة!