200 يوم عاصفة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، هذه الأيام التي وصفها في تغريدة له بأنها «لا مثيل لها ونادرا ما حققت أي إدارة ما حققناه، لا تصدقوا الأخبار الكاذبة عن استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن 38 % من الشعب الأمريكي يؤيدون تعامل ترمب مع مهامه كرئيس جمهورية، وفي المقابل أعرب 56 % من المشاركين في الاستطلاع رفضهم لما يقوم به الرئيس الأمريكي». بعد دخول ترمب لما بعد مرحلة ال 200 يوم، مازال الرئيس يعيد ترتيب أوراق البيت الأبيض من الداخل، وبحسب مصادر فإن ترمب سيحرص في المدى القصير في المئة يوم القادمة على غربلة البيت الأبيض من الداخل بشكل نهائي، لكي يستطيع أن يمضي بفريق متكامل في المرحلة القادمة التي تعتبر مرحلة كسر العظم بعد دخول قضية التسريبات في الانتخابات والتورط الروسي الذي دخل في منعطف مهم، خصوصا بعد سلسلة من الإقالات ضد عدد من القيادات المهمة، من أبرزها مدير البيت الأبيض رينس بريبزس وتعيين الجنرال المتقاعد وزير الأمن الداخلي كيلي مكانه، ليدخل البيت الأبيض في مرحلة الانضباط العسكري كما ذكرت عدد من الصحف الأمريكية. تعيين الجنرال كيلي مديراً للفريق الجديد هو أهم التغييرات الإستراتيجية التي حدثت في البيت الأبيض، إذ وصفته «نيويورك تايمز» ب «عسكرة نهج» وآلية العمل في البيت الأبيض. هذا التحول هدفه إنهاء ستة أشهر من حالة عدم الاستقرار في الفريق الرئاسي وسجل فيها الإعلام الأمريكي رقماً قياسياً للتسريبات، مثل نص مكالمات هاتفية لترمب، إلى العراك الداخلي، إلى تحركات العائلة ومن يدخل ومن يبقى خارج المكتب البيضاوي. كل ذلك يريد كيلي إيقافه وبدأ بإغلاق باب مكتب ترمب وعدم السماح حتى للابنة إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، الدخول من دون استشارة كيلي أو استدعاء مباشر من الرئيس. وبحسب مصادر مستشار الأمن القومي الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر، الذي يعتبر من صقور الإدارة الأمريكية قد يقدم استقالته نهاية العام لوجود خلافات وصعوبة مع وزارة الدفاع والكونغرس وأيضا مع جناح ستيف بانون كبير المستشارين، والذي دخل في معركة مفتوحة مع ماكماستر، كما أن وزير الخارجية تليرسون أيضا سيترك منصبه، ومن المتوقع أن يتقلد جون بولتون السفير الأمريكي السابق في الأممالمتحدة، منصب مستشار الأمن القومي، فيما لم يتحدد بعد بديل لتليرسون. ومنذ بداية حكم ترمب استقال أو أُقيل ستة مسؤولين في البيت الأبيض، ثلاثة منهم من مجلس الأمن القومي وهم مديرو الشرق الأوسط والاستخبارات والتخطيط الإستراتيجي ديريك هارفي، وإيزرا كوهين واتنيك، وريتشارد هيغينز، ومن حول الرئيس مدير الفريق ومسؤول الاتصالات أنتوني سكاراموتشي والناطق شون سبايسر.