إلى المعالي قائد الرياضة اسمح لي بأن أقول إن الاتحاد السعودي ورابطة دوري النجوم والأندية السعودية هذه الأيام يمرون بظروف خاصة، دخولهم عصر الاحتراف الرياضي، والمداخيل الخارجية، وتنمية أصولهم، وتنويع مصادر دخلهم، وترك الاعتمادية الشرفية! والسلطة الأبوية! قراراتكم تصب في صالح الأندية والرياضة السعودية، عقد بث مرتفع مع الاتصالات السعودية جعل الموسم الواحد بقيمة 660 مليون ريال!، أجانب من العيار الثقيل، أحمد موسى نصراوي وعموري هلالي، والبقية تأتي، ولكن؟ وآه من لكن، وجودها أحياناً كأهمية الملح للطعام! لكن.. أين إدارات التسويق؟! .. أكبر لكن تواجهنا الآن! في كرة القدم بل والرياضة العالمية، وبأمثلة من الواقع لو سألت المدير العام لأي نادٍ في دوري البيسبول الأمريكي مثلاً وقلت له ما هو حجم فريقك، سيحدثك بالأرقام، فريقي يساوي 100 مليون دولار، قيمة لاعبيه وأصول للنادي، سنلعب أمام نيويورك يانكيز، إنهم يساوون 4 مليارات دولار! إذن في مباراتنا معهم لن ننجو! لذلك لن تجد التصريحات من نوعية «لا أفهم لماذا خسر فريقي» التي نقرأها ونراها بعد المباراة في الرياضة العربية عامةً! إذن الأندية في عصر الاحتراف تقاس بما تملك وبما يدخل لها، وبما تنفق كل موسم لترميم بنائها الفني والإداري!، إذا قمت بزيارة أي نادٍ عربي الآن أتحداك أن يزيد العاملون بالتسويق فيه عن 20 شخصًا، وهذا الرقم تساهلت فيه وتباسطت! من جانب آخر منصة التوظيف الأولى عالمياً «لينكد إن» لاحظت أن عدد العاملين بالتسويق في نادي برشلونة الإسباني مثالاً عددهم 117 موظفًا وكادر تسويقي، وفي مانشستر يونايتد الأمر مثير للعجب، 914 موظفًا بدوام كامل، مقسمين على إدارت منها التنظيم والإدارة 445، و الإعلام 90، و التسويق والاستثمار الرياضي 120 كادر أجنبي من النوع العالمي الذي يليق بمكانة النادي! لذلك لا نتعجب من وصول مداخيل قميص النادي فقط من الرعاية ل148 مليون باوند سنوياً! الأندية السعودية مطالبة بالاستغناء عن قيمة عقد ورواتب لاعب أجنبي واحد، لتقسيم هذا الرقم على رواتب موظفي وكوادر التسويق والاستثمار السعودية والأجنبية، ف(الأندية العربية بشكل عام تتعاقد مع نجوم سوبر بغرض التعاقد والفخر والخيلاء!، بينما الهدف الرئيس من الإنفاق هو: تحقيق الفوز!). وجود إدارة تسويق رياضي بكل نادٍ، تكون مُهَيْكَلة بشكل علمي واحترافي حديث: يحقق اكتفاء النادي ذاتياً من الجانب المالي، وعدم استجداء الدعم والأموال من الخارج سواء من المحبين أو تبرعات وهبات أو دعم حكومي! ولكن أن يكون الأمر بوجود شركات تسويق الرياضي كوسيط يستحوذ على حقوق تسويق الأندية: لا يحل المشكلة: بل ينقلها من منطقة إلى أخرى داخل دائرة نفسها عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي! لا أعرف كيف أسوق لنفسي: فأتيت بكيان وسيط يدير الأمر بطريقته وحسب مصالحه هو في المقام الأول! وليس في مصلحة النادي.. وهي الأهم والأجدى! كيف نصل؟ الاتحاد السعودي ورابطة دوري النجوم والأندية يجب عليكم تفعيل التسويق في منظوماتكم إذا أردتم أن تصلوا لكل الأهداف لنصبح كرة القدم السعودية منظومة متكاملة يشهد لها القاصي والداني. التسويق هو العمود الفقري لكل الاتحادات والأندية الناجحة، مهما دفعتوا للتطوير لن تصلوا إلى الهدف بدون إدارات تسويق محترفة. حكمة المقال: ابدأ.. تصل!