بينما تمنعت إيران عن الموافقة على دعوة الرئيس الأمريكي للحوار المباشر، تشير مصادر سياسية في المنطقة إلى تحركات من خلف الكواليس يمكن أن تدفع بالطرفين إلى الطاولة. ووفق المصادر، فإن دعوة الرئيس الأمريكي تشبه إلى حد بعيد دعوته لرئيس كوريا الشمالية، وما دار بعدها من مناكفات، لكنها انتهت إلى لقاء تاريخي يمهد لإنهاء المشكلة الكورية وفق الشروط الأمريكية. وتلفت المصادر إلى الرئيس الأمريكي يبحث عن اتفاق جديد من النظام الإيراني يكفل تضمينه برنامج الصواريخ البالستية، ووقف إثارة القلاقل بالمنطقة، والتخلي عن مشاريع تصدير الثورات، والرقابة الصارمة على البرنامج النووي الإيراني، وهي الشروط التي تجاهلها الاتفاق السابق مع الرئيس أوباما. من جانبه، رفض وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة مساء الثلاثاء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن «التهديدات والعقوبات وأساليب العلاقات العامة» الأمريكية «لن تجدي»، في الوقت الذي قاله فيه الرئيس الأمريكي ترامب إنه «يشعر» بأن إيران «ستتحدث قريباً جداً» مع الولاياتالمتحدة. وكان ترامب أكد الاثنين أنه منفتح على مفاوضات مع القادة الإيرانيين «في أي وقت». وكرر موقفه الثلاثاء بالقول «لديّ شعور بأنهم سيتحدثون إلينا في وقت قريب جداً...». ورداً على عرض ترامب المفاجئ إجراء محادثات دون شروط مسبقة، قال ظريف إن «إيرانوالولاياتالمتحدة أجرتا محادثات لسنتين». وأضاف «توصلنا مع الاتحاد الأوروبي / الدول الثلاث الكبرى في الاتحاد + روسيا + الصين إلى اتفاق فريد متعدد الأطراف (الاتفاق النووي). وكان يعمل ولا يمكن للولايات المتحدة أن تلوم إلا نفسها لانسحابها منه ومغادرتها الطاولة». وأكد وزير الخارجية الإيراني أن «التهديدات والعقوبات وأساليب العلاقات العامة لن تجدي». وأضاف «جربوا الاحترام للإيرانيين وللالتزامات الدولية». وكان وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي ردّ في وقت سابق على عرض الرئيس الأمريكي إجراء حوار مع القادة الإيرانيين. وقال إن الولاياتالمتحدة «غير جديرة بالثقة»، في موقف عكس الكثير من التشكيك الذي لدى الإيرانيين إزاء الطرح الأمريكي.