شارك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول في منتدى الأممالمتحدة السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة بجلسة كان عنوانها «منصة المساعدات السعودية». وأوضح مساعد المشرف العام على المركز للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل الغامدي أن المملكة - ممثلة بالمركز - تعمل حاليًا في 41 دولة حول العالم، وتلتزم بالقوانين الإنسانية الدولية كافة بحيادية، ودون تمييز، وتعمل بالتنسيق مع منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية لضمان الاستجابة الإنسانية المثلى وفق خطط الاستجابة الإنسانية التي تصدرها سنويًّا الأممالمتحدة بالتعاون مع الشركاء المحليين، والتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة اليمنية. وبيّن أن مشاريع المركز بلغت 439 مشروعًا، تم تنفيذها من خلال 124 شريكًا بمبلغ 1.826.962.993 دولارًا أمريكيًّا في قطاعات عدة، شملت برامج، سواء التغذية والإصحاح البيئي ومكافحة وباء الكوليرا والمأوى وتقديم التعليم، إضافة إلى البرامج النوعية، منها رعاية وحماية الأطفال الذين جندتهم مليشيات الحوثي الإرهابية؛ إذ حصل المركز على عدد من الإشادات لهذا البرنامج النوعي، وخصوصًا من منظمات الأممالمتحدة، وكذلك مشروع الأطراف الصناعية في مأرب لتعويض المصابين ما فقدوه من أعضاء. وعن المشروع الإنساني السعودي لنزع الألغام «مسام» أوضح الغامدي أن المشروع يهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، مبينًا أن خطرها في اليمن يأتي نتيجة لزراعة المليشيات الحوثية كميات منها بشكل عشوائي، أودت بحياة آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتسببت بعاهات مستديمة، أثقلت كاهل المنشآت الصحية والعلاجية، وتسببت في خسائر اقتصادية للأفراد والمجتمع. واستعرض الغامدي منصة المساعدات السعودية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، وهي منصة إلكترونية تم بناؤها عن طريق المركز من خلال فريق عمل، ضم العديد من خبراء الإحصاء وتقنية المعلومات، وتم تدريب الجهات المانحة داخل السعودية لتوثيق المشاريع الإنسانية والتنموية لديهم؛ إذ قسمت إلى ثلاث مراحل، تهتم الأولى منها برصد ما تم كافة من عام 2007م إلى عام 2017م. والمرحلة الثانية تهتم برصد ما تم كافة من عام 1996 إلى عام 2006م. والمرحلة الثالثة تهتم برصد ما قبل 1995م. ويقوم المركز بالتعاون مع الجهات المختصة بتوثيق بيانات المنصة في كل من fts وdac oecd، وتم الانتهاء من رصد المرحلة الأولى التي بلغت 33,29 مليار دولار، نفّذ خلالها 1196 مشروعًا في 78 دولة مستفيدة، فيما بلغ عدد المساهمات 489 مساهمة بمبلغ إجمالي 929.711.258 دولارًا أمريكيًّا. وقال الدكتور الغامدي: «تبوأت المملكة صدارة المانحين للعمل الإنساني في اليمن للعام 2018م وفقًا لتقرير أصدره مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA مؤخرًا، وذلك دليل على الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لخدمة العمل الإنساني». مشيرًا إلى أن المركز منذ تأسيسه نفذ 269 مشروعًا إغاثيًّا وإنسانيًّا متنوعًا لأرجاء اليمن كافة دون تمييز من خلال 80 شريكًا؛ إذ بلغ إجمالي مساعدات المملكة المقدمة لليمن من مايو 2015م حتى الآن 11.15 مليار دولار. وأفاد بأن المشاريع في اليمن شملت البرامج الصحية والإصحاح البيئي والنظافة ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية والإمداد المائي للمحافظات وبرامج مكافحة سوء التغذية والأمن الغذائي والتعافي المبكر والإيواء، إلى جانب تأمين محطات توليد الأكسجين للمستشفيات وتحسين خدمات التطعيم بإنشاء وتجهيز ورش العمل والتدريب والتثقيف الصحي، وتجهيز أقسام الطوارئ لعدد من المستشفيات، إضافة إلى مشروع مكافحة وعلاج الكوليرا مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف، واستجابة المركز للقضاء على حمى الضنك والدفتيريا. ونوه بمساعدات دول تحالف دعم الشرعية في اليمن خلال ثلاث سنوات البالغة 16 مليار دولار في المجالات الإغاثية والإنسانية، مؤكدًا استمرار المملكة العربية السعودية من خلال ذراعها الإغاثية (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) بدعم الملف الإنساني، ودعم الشراكات على مستوى الأممالمتحدة ومنظماتها والمنظمات الإنسانية الدولية والمنظمات الإنسانية المحلية في الداخل اليمني.