استخدمت مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أزمة وباء الكوليرا كورقة ضغط سياسية، لوقف الحرب وتمكين الانقلابيين من مفاصل الدولة والاستيلاء على مقدراتها، وذلك على مرأى ومسمع من الأممالمتحدة الرافضة لترحيل مكاتبها من العاصمة المحتلةصنعاء إلى عدن، حتى تعمل بحيادية وشفافية. وقال الناطق الرسمي باسم مركز الملك سلمان الإغاثي الدكتور سامر الجطيلي ل"الرياض": وباء الكوليرا أحد مظاهر التسييس، ولا يخرج عن كونه أحد الموضوعات التي تم تسييسها لهدف واضح وهو محاولة ضغط من الحوثيين لإيقاف الحرب في اليمن. الجطيلي ل«}»: الأممالمتحدة متمسكة بمكاتبها في صنعاء والبقاء تحت هيمنة الانقلابيين واستنكر في ذات الوقت موقف الأممالمتحدة وبعض المنظمات الدولية الاغاثية في إصرارها على استمرار وجودها في صنعاء دون تواجدها في المناطق الأخرى، مما يعيق عملها بحيادية وشفافية. وأكد الجطيلي بأن هذه المكاتب يتم التأثير عليها من قبل الانقلابيين والضغط عليها بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل صناع القرار في العاصمة صنعاء. وقال: للأسف أن كثيرا من الموظفين في هذه المكاتب لا يستطيع أن يتحرك بحرية داخل صنعاء للحصول على المعلومة ولذلك يضطر إلى أن يستخدم الأدوات الحوثية في جمع المعلومة وبعد ذلك في اتخاذ القرار. ولفت الناطق الرسمي باسم المركز إلى أن التقارير الأخيرة التي وصلت فيما يخص الكوليرا تشير إلى أن معدل الإغاثة انخفض 75 ٪ ، بعد أن انخفضت نسبة الإصابة إلى 60 ٪. وأشار إلى أن نسبة الاشتباه بداء الكوليرا أصبحت 40 ٪، كما إن معدلات الاستشفاء في وباء الكوليرا تجاوزت 99 ٪، إي أن عدد الحالات الموجودة والتي تتعالج 10 آلاف حالة فقط. موضحا بأن عدد الحالات التي اشتبه فيها بداء الكوليرا كانت 750 ألف حالة، وأن التقارير الأخيرة أكدت تشافي 740 ألف حالة، وبقاء 10 آلاف حالة لتلقي العلاج اللازم. وأكد الجطيلي إلى أن الكوليرا وباء مستوطن في اليمن من قبل الحرب، ومتكرر طوال ست سنوات، وأن المركز يعمل على برنامج الوقاية والعلاج. وحول الأطفال المجندين قال الجطيلي: إن الأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل مليشيا الانقلاب 10 آلاف طفل، وأن المركز نجح في إعادة تأهيل 2000 طفل، وأن مركز الملك سلمان يستهدف الأطفال المجندين في عدة مراحل، وأن كل مرحلة تحتاج 3 أشهر، مؤكدا أنه تم أعادة تأهيل 40 طفلا مع أسرهم بنسبة نجاح 100 ٪ . وقد أقام مركز الملك سلمان حفلا جماهيريا في محافظة مأرب، بمناسبة اختتام المرحلة الأولى من المشروع، والتي شملت إعادة تأهيل 40 طفلا موزعون بالتساوي بين محافظتي مأرب والجوف، ولا تتجاوز أعمارهم 15 عاما من الأطفال المجندين بصفوف الحوثيين. موضحا أنه يعقب هذه المرحلة الأولى إعادة تأهيل أربعين طفلاً آخرين في كل من محافظتي تعز وعمران، وستتلوها عدة مراحل تشمل كل محافظات الجمهورية اليمنية، ضمن سعي مركز الملك سلمان لتضميد الجراحات التي خلفتها الحرب في جسد الطفولة اليمنية والتي تنتهك حقوقها الصراعات كل يوم. وقال حول مشاريع المركز التي تستهدف الطفل: المشاريع المخصصة للأطفال 52 مشروعا موزعة على عدة مشاريع، بتكلفة تصل 196 مليون دولار خصصت فقط للأطفال وحمايتهم في عدة قطاعات. وأشار إلى أن ضعف الاقتصاد المالي والجانب الإعلامي أجبر الأسر على تشغيل أطفالهم بالحرب أما في المناطق العملياتية أو اللوجستية، وقد نجح المركز في حماية الدفعة الأولى المخرجة من برنامج إعادة التأهيل، التي تمت في مناطق آمنة وتحت حماية الشرعية، وهم الآن في مرحلة المتابعة حتى لا تعود الأسر إلى تسليم أطفالها مجددا. وتمنى الجطيلي من المنظمات الأممية بأن يكون عملها أكثر شفافية، وأن تذكر المعوقات التي يواجهها العمل الإغاثي من سرقات وإعاقة وصول. لافتا في ذات السياق إلى أن هذه المعوقات مذكورة في التقرير الذي رفعه الأمين العام حديثا، متمنيا أن يتم تجاوز حاجز الخوف وأن يكونوا في منتهى الصراحة، إذ أن هناك تهديدات مباشرة لهذه المنظمات بإيقاف عملها في صنعاء مما يجعلها تساير الوضع وأن تخضع لبعض التأثيرات والضغوط لاستمرار العمل الاغاثي، ولكن هذا لا ينفي أهمية وجود موازنة بين الحيادية والاستقلالية وبين متابعة سير العمل. هذا واستعرض مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ما قدّمه من أعمال إنسانية في اليمن، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الاثنين في الرياض. وكشف المتحدث الرسمي للمركز الدكتور سامر الجطيلي، أن المساعدات المقدمة من المملكة إلى اليمن بلغت بين عامي 2015 و2017 أكثر من 8 مليارات دولار. وأشار إلى أن أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في اليمن، حيث تجاوز عدد النازحين في الداخل اليمني 3 ملايين نازح. وقال المتحدث الرسمي للمركز: "قدّمت المملكة كامل المبلغ الذي طالبت به منظمة الصحة العالمية لمكافحة الكوليرا في اليمن، وبلغ إجمالي ما قدمته إلى البنك المركزي اليمني مليار دولار، وإجمالي ما تلقته الأممالمتحدة من المملكة حتى الشهر الماضي 976 مليون دولار". وأضاف: "نفذنا 80 مشروعاً في اليمن ركزت على تعليم الأطفال، و68 مشروعاً خُصصت للمرأة، واستقطبنا 40 طفلاً كانوا مجندين في صفوف مليشيا الحوثي". وأكد الدكتور الجطيلي على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أن يصل المركز إلى كل محتاج، موضحاً في هذا المجال أن أكثر من أربعة ملايين يمني تلقوا مساعدات من المركز، فيما تعرضت 56 سفينة إغاثية للاعتداء من المليشيات الانقلابية، وحول مساعدات المملكة الخارجية أعلن الدكتور الجطيلي أنها بلغت أكثر من 65 مليار دولار، استفادت منها 27 دولة. وأضاف أن من أهم التحدّيات التي تواجه العمل الإغاثي في اليمن هي تصرفات المليشيات التي تعرقل وصول المساعدات للمستحقين إضافة إلى فرض رسوم جمركية عليها، أو إعادة بيع تلك المساعدات في السوق السوداء، موضحاً أن المركز نفّذ العديد من العمليات التي كان هدفها وصول المساعدات إلى مستحقيها وتجاوز الصعوبات والعراقيل التي فرضتها المليشيات. وبيّن الدكتور الجطيلي أن المركز رصد قرابة 250 اعتداء على المساعدات الإنسانية خلال العام الماضي فقط، فيما رصدت منظمات إنسانية أخرى قرابة 181 اعتداء على المساعدات الإنسانية، مشدداً على أن المليشيات تعمل على تسييس تلك المساعدات وذلك بمنع وصولها إلى مستحقيها، كما أنها تدعي للمواطنين في المناطق التي تخضع لسيطرتها أن الحكومة والجهات الإغاثية لا تؤمن المساعدات لهم، وهو أمر عارٍ من الصحة، بل إن المليشيات الانقلابية تعمد إلى إحراق المساعدات الإنسانية بهدف منع وصولها لمستحقيها. ونفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 148 مشروعاً لتعليم وتأهيل المرأة والأطفال اليمنيين بقيمة 345 مليون دولار، ضمن خططه لتخفيف معاناة الشعب اليمني. كما نفذ خلال العامين الماضيين نحو 68 مشروعاً لتعليم وتأهيل المرأة اليمنية بقيمة 118 مليون دولار، إضافة إلى 80 مشروعاً مخصصاً للأطفال اليمنيين بقيمة 227 مليون دولار. وقال الجطيلي إن: "المركز الذي بدأت أعماله الإغاثية انطلاقاً من برامج في اليمن، سعى إلى إيصال المساعدات الإنسانية للأراضي اليمنية كافة بشكل محايد، وذلك بالتنسيق والمتابعة مع الحكومة اليمنية، والمنظمات الأممية الإنسانية"، منوهاً إلى إطلاق برامج مكّنت من إعادة أطفال إلى حياتهم الطبيعية بعد أن جنّدتهم المليشيات المسلحة، إضافة إلى برامج تستهدف ربات البيوت داخل اليمن لمساعدتهن على العودة إلى حياتهن الطبيعية. ولفت إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة نفّذ نحو 231 مشروعاً إغاثياً بقيمة 761 مليون دولار في اليمن. وأكد الناطق الرسمي باسم مركز الملك سلمان الإغاثي إلى أن البرامج الإغاثية نفذت بالشراكة مع 108 شركاء إغاثيين، وتنوّعت تلك المشاريع بين الأمن الغذائي، والتعليم والحماية والتعافي المبكر، والخدمات الصحية، والإصحاح البيئي، إضافة إلى مشاريع تتعلق بتقديم دعم وتنسيق للعمليات الإنسانية ضمن الخدمات اللوجيستية الإنسانية. هذا وتأتي كل هذه الجهود في ظل صمت الأممالمتحدة عن الدور الجبار الذي تقوم به المملكة في الجانب الإنساني والإغاثي في اليمن من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، واعتمادها في تقاريرها النهائية على تقارير عوراء، مزورة من جهة الانقلابيين، في ظل تزمتها بالتمسك بمكاتبها في العاصمة المحتلةصنعاء، ورغبتها في الاستمرارية في أن تكون ورقة ضغط من قبل الحوثيين على الشعب اليمني الأبي. الكوليرا داء يضرب أطفال اليمن وورقة مساومة بيد الانقلابيين