لا يمكن أن يستمر حزب الله بالتحرك بكل حرية بمطارات صنعاء وبيروت ودمشق وبغداد والدوحة وطهران دون قيود أو رقابة، ويقوم بالضاحية الجنوبية من لبنان بتدريب القوات الحوثية والحشد الشعبي وميليشيات الأسد العسكرية والشبيحة، ويتم أيضاً نقل السلاح والأموال والمقاتلين والمخدرات وعمليات غسيل الأموال بين هذه المطارات دون أن تخضع هذه المطارات والطائرات للرقابة الدولية والمطاردة القانونية، وهذا هو الذي يطيل أمد الحرب في اليمن، والاضطرابات في العراق، ويضعف الحكومة في لبنان، ويشجع القيادة القطرية على الاستمرار في التحدي وإيذاء جيرانها. صمت الحكومات العربية قبل الربيع العربي، وخداع إيران وحزب الله وإدعائهما الحروب ضد إسرائيل دفاعاً عن الجنوب اللبنان، هو الذي أطال أكاذيب حزب الله قبل أن تنكشف أوراق حزب الله مع بداية الحرب السورية ودخولها في الحرب الأهلية عام 2010م، ثم انضمامها إلى الانقلابيين الحوثيين في حرب اليمن منذ عام 2015م، وكما تقول الحكومة اليمنية إن حزب الله وإيران والميليشيات الشيعية كانت تشارك جماعة الحوثي في جميع الحروب الستة التي خاضتها الجماعة ضد حكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأن انضمامها الآن في حرب صعدة والحديدة هي لامتدادات سابقة كانت تشارك بالمال والسلاح والمقاتلين دفاعا عن صعدة. ورغم التأخر في مواجهة حزب الله خليجيا وعربيا إلا أن الحرب قد بدأت في محاربة حزب الله سياسياً وعسكرياً ومالياً لقص أذرعته في اليمن والخليج وتحجيم دوره في لبنان حتى لا يتحول إلى قاعدة خلفية للإرهاب الشيعي، وهذا يتوافق مع الحملة الدولية ضد إيران بلجمها اقتصاديًا ومحاصرتها حتى لا تصبح قادرة على الصرف على الإرهاب وتغذية ذراعها العسكري حزب الله في لبنان والمنظمات الإرهابية التي تمولها، وسحب قواتها من العراق وسورية والانكفاء داخل حدودها. التحرك الخليجي لمواجهة حزب الله اللبناني في الخليج العربي وفِي اليمن هي من أولويات الأستقرار لدول الجزيرة العربية والخليج بما فيها العراق واليمن، لذا فلا غرابة أن بدأت السعودية ودول الخليج والحكومة اليمنية في إعلان الحرب على حزب الله الميليشيات العسكرية الإرهابية محاربتها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من خلال العمل الميداني وعبر المنظمات الدولية والتتبع المالي.