تحتفل الأحساء اليوم بتسجيل واحتها الغناء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو؛ وهو إنجاز يسجذل باسم الوطن؛ ويرفع من عدد المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي إلى خمسة مواقع. تتميز الأحساء بطبيعتها الساحرة؛ و»عيونها» الفوارة؛ وأهميتها التاريخية والتراثية. ضمت واحتها الجميلة أعذب ينابيع المياه؛ وأنواع النخيل؛ فشكلت بخيراتها؛ سلة الغذاء الأكثر أهمية وتنوعاً لسكان المنطقة. للأحساء علاقة وثيقة بالسياحة التقليدية؛ فبساتينها الجميلة؛ وجبالها الشاهقة؛ وعيونها الفوارة؛ وآثارها التاريخية أَثرَت الحركة السياحية في بداياتها الجميلة؛ وها هي تعود من جديد لتحتل موقعها المستحق في اليونيسكو. أعود لتأكيد ما كتبته من قبل بأن «الأحساء؛ أشبه بالذهب الخالص الذي يخبو بريقه ولا ينتهي؛ فيعود أجمل روعة وتألقاً متى صُقِل بيد الصائغ المحترف»، حيث عادت الأحساء اليوم إلى الواجهه من خلال تسجيل واحتها ضمن المواقع البيئية والتراثية في اليونسكو. جهود متميزة تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ لتوثيق المواقع التراثية المهمة في جميع مناطق المملكة؛ وتسجيلها دولياً لتعزيز مكانة المملكة السياحية والتراثية. يعمل الأمير سلطان بن سلمان؛ رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ وفق إستراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز مقومات السياحة؛ واستكمال بناها التحتية لضمان الانطلاقة السريعة نحو المستقبل. وأحسب أن التوثيق في قائمة التراث العالمي باليونيسكو أحد أهدافه الرئيسة التي ستبنى عليها أهداف تنموية سياحية طموحة؛ حيث يشكل التسجيل العالمي بداية الطريق نحو تعزيز الوجهه السياحية الثقافية واستكمال احتياجاتها التنموية وبيئتها الحاضنة. تشكل واحة الأحساء اللؤلؤة الخامسة في عقد المواقع التراثية السعودية المسجلة في اليونسكو؛ وهو إنجاز مهم سيُتبَع بإنجازات أخرى ومواقع مهمة من واحة الأحساء الجميلة؛ ومناطق المملكة الأخرى. تسجيل «الواحة» ضمن المواقع العالمية في اليونسكو لا يعني نهاية الجهود المباركة؛ بل ربما بداية التنمية الحقيقية للبيئة الحاضنة لها؛ وفاتحة خير لمرحلة جديدة من التنمية والبناء؛ يقودها بكفاءة الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز؛ أمير المنطقة الشرقية؛ وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان؛ الحريصان على استكمال احتياجات الأحساء من المشروعات التنموية؛ وتعزيز مكانتها السياحية؛ أسوة بمحافظات المنطقة. إدراج «واحة الأحساء» في قائمة اليونسكو سيسهم في تحولها إلى وجهة سياحية عالمية؛ ما يستوجب العمل على استكمال مشروعاتها التنموية الداعمة؛ بدأ من مطار الأحساء ومروراً بالطرق والبيئة الحاضنة للمواقع السياحية المهمة؛ وانتهاءً بتطوير المواقع التراثية عينها لتكون قبلة للسائحين. تطوير البيئة الحاضنة بحاجة إلى مشروعات تنموية نوعية تعزِّز من قيمتها وتسهل الوصول إليها؛ وتحفز السائحين لزيارتها؛ لذا أقترح أن تكون لدينا مبادرة تنموية مستقلة لدعم المواقع السياحية والتراثية في الأحساء؛ وبيئتها الحاضنة بجميع مقوماتها واحتياجاتها؛ وأن تدعم بميزانية مستقلة تضمن تحسين وتطوير البيئة الحاضنة وتحويلها قبلة للسائحين العالميين والمحليين.