توقفت كثيراً عند قراءة الجزء الخاص بالرياضة في رؤية المملكة 2030 والآمال الكبيرة المتعلقة برفع ممارسة الرياضة بشكل عام من النسبة الحالية التي تبلغ 13 % فقط إلى 40 % هذه القفزة العظيمة إن تحققت، فهي بلا شك إنجاز وطني رائع يستحق أن نفاخر به. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في طبيعة تعاطينا مع الرياضة والتي تتركز بشكل شبه تام في كرة القدم، وفي حقيقة الأمر أن كرة القدم كممارسة (حتى وإن كانت من باب الهواية) ليست للجميع. فوجود الرياضات المختلفة والبعيدة كل البعد عن كرة القدم، لا بد أن تتوافق مع مهارة وشغف وتكوين نسبة كبيرة من الشباب. و لكن هل تعرف تلك النسبة أنها مناسبة لتلك اللعبة أو تلك الرياضة؟ غالباً ستكون الإجابة بلا. لنأخذ الأولمبياد مثالاً، وبالطبع سنتحدث فقط عن الأولمبياد الصيفي. فالرياضات المعتمدة في مسابقات الأولمبياد كأقسام رئيسة تبلغ 42 رياضة، منها 32 رياضة فردية. وإحدى تلك الأقسام (ألعاب القوى) والتي تحتوي على 24 مسابقة منها 22 رياضة فردية. تعمدت ذكر الرياضات الفردية فقط لأن التميز فيها يرتبط بشغف وموهبة الشخص نفسه، بعيداً عن البحث عن فريق متكامل لتأدية اللعبة، بالإضافة إلى ذلك، فالألعاب الفردية هي الطريق الأقصر لتحقيق ميداليات الأولمبياد (والتي لا يوازيها رياضياً أي إنجاز آخر) التي وإن تحققت بجهد شخصي، فهي ستظل معنونة باسم الدولة التي أتى منها صاحب الميدالية. وهذا التنوع الجغرافي والعرقي الذي يملكه وطننا الحبيب، بالإضافة للتعداد السكاني الكبير يمثل فرصة ذهبية للتنوع الرياضي، وهذا ما لا يتوفر لدى الكثير من دول العالم. ورغم المحاولات -التي تذكر فتشكر- من المدارس عبر حصص التربية البدنية أو حتى عن طريق الاتحادات المتخصصة، إلا أننا لا زلنا عاجزين عن صناعة آلية فاعلة للتنقيب عن تلك المواهب الرياضية المدفونة في المقام الأول، فضلاً عن طريقة وآلية صقلها لتصبح منتجاً وطنياً قادرًا على كتابة اسم وطننا الغالي في صفحات تاريخ مجد الرياضة. لذلك سأقدم مقترحاً متواضعاً في المقال القادم (لا يسعه التفصيل بسبب ضيق المساحة)، عله يكون نواة مشروع وطني رياضي يرسم من خلاله المختصون خارطة طريق أوضح وأكثر نفعاً مما قد أقترحه، وأنا الغافل عن بواطن الأمور والعقبات التي قد تواجه الفكرة. فإلى الأسبوع القادم بإذن الله...