انطلقت يوم الأربعاء الماضي في تونس أعمال الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بمشاركة الدول العربية الأعضاء، وحضور معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور علي بن عبد الخالق القرني، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وممثلين لكل من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، واتحاد الجامعات العربية، والمجلس الدولي للغة العربية. وأكد معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى رئيس الدورة السابقة للمؤتمر، على دعم الجمهورية التونسية الدائم للألكسو، وعلى محورية التربية والتعليم في تحديد مصائر الأمم والشعوب مستقبلاً، وأهمية قيام الألكسو بدراسات استشرافية في هذا المجال، وقال معاليه «إن الهوية العربية هي جل اهتمامنا إيماناً منا بأهميتها ودورها في توحيد الصف العربي». وأكد معاليه أن دعم الدول العربية التي تمر بأوضاع حرجة هو أمر واجب على الجميع في إطار المسؤولية القومية الملقاة على عاتقنا، خاصة قضية فلسطين التي تظل قضية محورية بصفة عامة والقدس بالتحديد، ولا بد أن تكون حاضرة في وجداننا جميعاً في كل اللقاءات، وعلينا أن نواجه المستقبل لنحاكي لغاته ومتغيراته، فلغة الذكاء الاصطناعي وقواسم تقنية المعلومات وتحليلاتها وغيرها أصبحت ركائز أساسية في تعليم المستقبل، وإن محيطنا العربي لديه عقول إبداعية ومواهب ابتكارية إن تم تمكينها وتشجيعها وصقل تكوينها ستخلق حراكاً علمياً عربياً عالياً سيجعل من عالمنا العربي محط أنظار العالم كما كان قبل ذلك» . ودعا معاليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للقيام بدراسات استشرافية للمستقبل من خلال معهد الدراسات والبحوث للنظر في الوضع الحالي للدول الأعضاء وتقديم التوصيات من خلال برامج تطويرية تعليمية وتربوية والتأكيد على أهمية البحث العلمي». وأشادت الدكتورة آسيا محمد عبد الله، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية السودان، رئيسة الدورة الحالية للمؤتمر بدور الألكسو في دعم قطاعات التربية والثقافة والعلوم في الدول الأعضاء، داعية إلى بناء مجتمعات عربية مؤسسة على العلم والمعرفة. وأكد معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط على البعد الإستراتيجي لقطاع التربية والتعليم، مذكراً بأن الهدف من العملية التعليمية تنشئة الفرد القادر على التعامل مع المستقبل، مع ما يتطلبه ذلك من تطوير للمناهج والطرائق التعليمية في الدول العربية، والتركيز على تنمية مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات والقدرة على القيادة والتعلم مدى الحياة باعتبارها مهارات المستقبل التي ينبغي العمل على إكسابها للناشئة. وقال الدكتور سعود هلال الحربي، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالدور التربوي والثقافي والعلمي الرائد الذي تضطلع به المنظمة باعتبارها بيت الخبرة العربي في هذه المجالات، مؤكداً على ما تحظى به اللغة العربية من أهمية فائقة، مجدداً الحرص على دعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الألكسو الأساسية وطريق السلم والأمان الإنسانيين. كما أكد المدير العام في كلمته على ضرورة تجفيف منابع التطرف والإرهاب، وعلى تطوير رؤى ثقافية وتربوية مشتركة في هذا المجال، قبل أن يختم كلمته بالتأكيد على التعويل على دعم الدول العربية لما تنفذه المنظمة من مشاريع وأنشطة.