الرائديون هذا الموسم عاشوا المعاناة بكل تفاصيلها وأوجاعها، فوضع فريقهم في الدوري لم يكن جيداً أبداً، وجاءت مباريات الملحق بمنزلة الإنقاذ لموسم فعلاً لا بد أن يكون للنسيان. جماهير الرائد الغفيرة والوفية بوقفتها الصادقة هي من قادت رائد التحدي للبقاء، فهي لم تعط اليأس أي فرصة ليتسلل إلى داخلها، بل على العكس تحركت بجميع الاتجاهات لإخراجه من المأزق والوضع الصعب الذي يعيشه، وبدعمها القوي وحضورها الدائم خلف فريقها في أي مكان وبكل الأوقات نجحت بالسير بفريقها نحو بقعة بعيدة جداً يوجد فيها بعض الضوء الذي بالكاد يرى بالعين المجردة، حاملة آمالها وطموحاتها الكبيرة في تجاوز واحد من أصعب المواسم التي مر بها الرائد طوال تاريخه. فقمة المعاناة هي عندما يتخلى عنك الجميع وتجد نفسك وحيداً في منتصف الطريق، وتعرف جيداً أن أمامك عقبات صعبة ورغم هذا تصر على التكملة، فهذه هي قمة الشجاعة، وثقة كبيرة بفريقك لا حدود لها. انتصر الرائد على الكوكب وثبت أقدامه بين الكبار للموسم التاسع عشر بتاريخه كأكثر فريق قصيمي يلعب مع الكبار، لينشر الفرح بين عشاقه ومحبيه، عاد كبير بريدة وفخرها وملهمها من جديد للواجهة، نعم الرائد هو كبيرها فيكفي هذا الفريق القصيمي العريق أنه صاحب الأولوية في جلب الكبار لمنطقته في ليلة ماطرة تتذكرها الأجيال الرائدية بكل فخر واعتزاز ويتجرعها غيرهم بحسرة وألم كبير حتى يومنا هذا..! انتصر الرائد لأن خلفه جماهير عاشقة حتى الثمالة، ونجحت بدرجة امتياز في تجهيز وتهيئة فريقه قبل مواجهتي الملحق كما يجب. مهما حاول البعض عبثاً من طمس وتزييف بعض الحقائق التاريخية، إلا أن هذا الرائد لا يزال هو الرقم الثابت والبقية متحركون فمن أمامه مرت فرق النجمة والعربي والحزم ونافسته لسنوات وأخيراً التعاون لكن الرائد ظل هو صاحب الريادة لفرق المنطقة مع الكبار، ولمن أراد معرفة حقيقة الرائد أكثر وعن قرب فعليه فقط أن يتأمل حالة الفرح الكبيرة التي تجتاح القصيم عند فوزه، فعشاقه ملء السمع والبصر وانتصاراته لا يمكن أن تكون عابرة كغيره لأنه باختصار هو صاحب الجماهيرية الطاغية الأولى بالقصيم والجميع يأتي من بعده.. المهم هو أن يستفيد الرائديون من هذا الدرس جيداً فليس كل مرة تسلم الجرة، الموسم المقبل سيكون أكثر صعوبة من أي موسم مضى، ويحتاج إلى عمل وجهد كبير ويجب على الإدارة الرائدية أن تدع عملها هو من يتحدث عنها بعيداً عن الوعود الكثيرة والأحلام الوردية، فالجماهير أصبحت أكثر وعياً عن ذي قبل.