اختتمت أعمال «قمة القدس» بنجاح؛ على المستويين السياسي والتنظيمي؛ وحظيت بإشادات عربية مستحقة؛ كنتيجة مباشرة للدور الحيوي الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛ في جمع الصف ووحدة الكلمة والإعداد الأمثل للحصول على مخرجات مهمة وداعمة للوحدة العربية ومواجهة المخاطر؛ وصدور وثيقة الأمن القومي العربي؛ التي تهدف إلى مواجهة التحديات المشتركة. ووجهت القمة؛ قبيل إنعقادها؛ بحملات إعلامية منظمة؛ للتشكيك في قدرة المؤتمرين على مواجهة التحديات والتعامل مع القضايا الملتهبة؛ ومنها القضية السورية التي شهدت؛ قبيل انعقاد القمة؛ تطورات خطيرة على مستوى استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري؛ وتلقيه في المقابل ضربه عسكرية أمريكية. وبحكمته المعهودة؛ قاد خادم الحرمين الشريفين القمة نحو النجاح؛ وتحقيقها أهدافها المرسومة؛ وإعادة قضية القدس للواجهة؛ وحصولها على دعم استثنائي من المملكة يؤكد موقف قيادتها الثابت منها؛ ودعمها المالي اللا محدود؛ إضافة إلى إصدار وثيقة الأمن القومي العربي التي تعد الوثيقة الأهم الداعمة لأمن واستقرار المنطقة العربية وتنمية اقتصادياتها. لم تكن مخرجات القمة؛ الهدف الوحيد للمتآمرين عليها؛ وحملاتهم الإعلامية المنظمة؛ بل طال التشكيك والاستهداف مقر انعقاد القمة؛ بعد أن منح خادم الحرمين الشريفين المنطقة الشرقية شرف احتضانها؛ واستقباله؛ - حفظه الله-؛ وزعماء الدول العربية. كل شبر من أراضي المملكة مهيأ لاستقبال القمم والزعماء؛ فهي دولة بمواصفات قارة؛ حباها الله بنعمه؛ وبمقومات كثيرة تجعلها قادرة على احتضان شعوب لا زعماء وقمم سياسية فحسب؛ في أي من مناطقها المزدهرة. غاب عن مخيلة المشككين والمتآمرين الدلالات السياسية والوحدوية والاقتصادية التنموية والجغرافية التي تمثلها المنطقة الشرقية؛ والجمع بين القمة العربية وتمرين درع الخليج1 الذي تشارك فيه 24 دولة؛ الذي يعد الأضخم في المنطقة سواء من حيث عدد القوات والدول المشاركة، أو من ناحية تنوع خبراتها ونوعية أسلحتها، في مشهد نادر له من الدلالات الكثير؛ وبخاصة الجمع بين المسارين السياسي والعسكري وتدعيمهما بوثيقة الأمن القومي العربي الذي باتت المملكة القائد الملهم لدوله. نجحت المنطقة الشرقية في احتضان القمة العربية؛ والقادة العرب؛ وقادة الدول المشاركة في التمرين العسكري؛ ونجحت أيضًا في احتضان أكبر المناورات العسكرية في المنطقة. نجاح دعمه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ووقف خلفه فريق عمل متكامل؛ بدأ من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف؛ وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد؛ اللذين واصلا الليل بالنهار خلال أيام الاستعداد القصيرة وتمكنوا من مواجهة التحديات لضمان الجاهزية في يوم انعقاد القمة؛ وقد كان؛ إضافة إلى مهامهما الدبلوماسية في استقبال ومرافقة وتوديع الوفود وضمان توفير كامل الاحتياجات واستدامتها. إضافة إلى الجهود المتميزة التي قام بها أعضاء اللجنة العليا والتنفيذية للقمة العربية؛ والقطاعات العسكرية والمدنية وشركة أرامكو السعودية؛ الذين كان لها دور فاعل في نجاح التنظيم. وفي لفتة كريمة خصص الأمير سعود بن نايف المجلس الأسبوعي «الاثنينية»؛ للمشاركين في تنظيم زيارة خادم الحرمين الشريفين والمشاركين في التنظيم والإعداد والتجهيز للقمة العربية 29 وتقديم الشكر لهم على ما قدموا من عمل متميز أسهم في إنجاح التنظيم. أكَّد الأمير سعود بن نايف في كلمته؛ أن «الإنجاز في الترتيب والإعداد والتنظيم لم يأت من فراغ بل أتى بتوفيق من الله عز وجل ثم بجهود الرجال الذين عملوا ليل نهار وواصلوا الأيام وكانوا خلف كل إنجاز وخلف كل نجاح فلم يتم بالصدفة فعندما تعطى المسؤولية لرجال هذا الوطن فإنهم قادرون بعون الله وقوته على أن يؤدوا المهمة على أكمل وجه». أختم بالتأكيد على القدرات الاستثنائية للمنطقة الشرقية في استضافة القمم السياسية والمؤتمرات الاقتصادية؛ يدعمها في ذلك منظومة لوجستية متكاملة؛ وإدارة كفؤة يمثلها سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد؛ وقطاعات عسكرية ومدنية ملهمة؛ ووجود شركة أرامكو السعودية الشركة الرائدة ليس في القطاع النفطي والاقتصادي فحسب؛ بل وفي القطاعات التنموية والخدمات اللوجستية العالمية ومشاركتها المجتمعية والرسمية الفاعلة؛ التي كان من ثمراتها المقر الذي عقدت فيه القمة وهو مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء».