انتقل إلى رحمة الله الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن العثمان يوم الاحد الموافق 15-7-1439ه، وصلي عليه بعد صلاة عصر يوم الأحد بمسجد الملك خالد بالرياض ودفن في مقبرة الدرعية بالرياض. {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب، ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة خالدة بأفعاله وأعماله وأخلاقه الفاضلة الصالحة الخيّرة؛ فالدنيا منقطعة زائلة فانية فلا ينبغي للعبد أن يشتغل بالفاني الزائل عن الباقي الدائم، فالدنيا تجري وتسير بسرعة، والنبي عليه السلام وصفها، لهذا علمنا كيف نتعامل معها بقوله: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل فنحن في هذه الدنيا أمانات وودائع والموت يأخذ الأمانات والودائع، يا للموت من مفاجأة أليمة محزنة يباغت فيها الإنسان ويمتحن فيها المؤمن على قوة إيمانه وصبره، فيأخذ على غرة، تعددت أسبابه، وتلونت أشكاله، واختلفت أعماره، وتنقلت أوقاته، لا يميز بين الطفل والشاب والشيخ، كل له أجله المكتوب، وعمره المحسوب، عند رب رحيم حليم. فصاحب العمل الصالح تبقى ذكراه خالدة في هذه الدنيا سبحان الله الذي جعل الموت علينا حتماً محتوماً يأخذ منا أهلنا وأعزاءنا وأقاربنا وأولادنا، كل يوم لنا فقيد عزيز على قلوبنا، وليس بأيدينا إلا أن ندعو الله للمتوفى بالرحمة والمغفرة، وأن نسامحه ونطلب من الله له المغفرة. الحياة أيام قلائل مهما عشنا ومهما طالت السنون فإنما هي كحلم أو لمح بصر تنقضي، نفقد والدينا وأحبابنا وعلماءنا الإجلاء ونفقد أولادنا، ونفقد الأخ والأخت، نفقد الصاحب والصديق والجار... وهم سيفقدوننا، إنه الموت الذي يفر المرء منه إليه، يفر الولد من أبيه، ومن حضن أمه، ومن بين إخوانه وأخواته في لمحة بصر، والزوج من زوجته، نصحو على أمر عظيم، وأعظم من المصيبة الفقد، وكان رحمه الله مخلصاً في عمله محتسباً فيه، كان رحمه الله رجلا فاضلا ومخلصا أمينا، ويتعامل مع الناس بالرفق واللين ونصح المحب ويعامل الناس معاملة حسنة، شهد له الكبير والصغير، فإني مهما كتبت فلن أوفيه -رحمه الله- جزءاً يسيراً من حقه عاش في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم. نسأل الله الكريم ذا الفضل والجود أن ينزله منازل الشهداء والصالحين، وأن يجمعه بمن يحب في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعل ما أصابه رفعة له وتكفيراً لسيئاته ومضاعفة لحسناته، كان رحمه الله قد وهبه الله الأخلاق الحسنة لا يضمر الحقد والحسد لأي شخص ويحب مساعدة الفقراء وذوي الحاجة. فالفقيد الغالي نعزي فيه أنفسنا وجميع أسرة ال العثمان، وأخص بخالص العزاء والمواساة أبناءه الاستاذ فهد، والاستاذ عبدالرحمن والاستاذ محمد والاستاذ عبدالعزيز، وبناته الأستاذة فهدة والاستاذة فدا والأستاذة فردوس وزوجته وإخوانه والأستاذ عبدالعزيز والأستاذ فهد والاستاذ محمد والاستاذ خالد والاستاذ تركي والاستاذ احمد واخواتهم الاستاذة جواهر والاستاذة حصة والاستاذة نهى وجميع أفراد أسرته ومحبيه وأصدقاءه وجيرانه وزملاءه وإنا على فراقك يا أبا فهد لمحزونون سائلاً الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان وأن يسكنه فسيح جناته. ** **