يُفتح باب الماضي على مصراعيه بين عامي 1385 هجرية -1400 هجرية بسيل الذكريات المتدفقة على أرض الخرج التي أزهرت بالعطاء لأهلها، التي يغطيها صفاء السماء وبياض الغيم انعكاسًا لقلوبهم. رصدت لنا بقلمها المؤلفة سارة الخزيم، ما هو بمثابة سيرة ذاتية تغطي الذات، الزمان، المكان، الناس - من الأهل والصديقات والقريبات، تقسمت على160صفحة و 68 عنوانًا على ورق فخم مقوى. نختار لكم بعض العناوين منها، ومقتطفات قصيرة تحت كل قسم. يقول الشاعر / بندر مباركي: وفي الخرج تبتسم الذكرياتْ ويصدحُ في الأفق لحن الحياةْ وتأوي إلى الأُنسِ أنغامُهُ بِجَزْلِ المعاني وعذبِ الصفات الخرج.. وما أدرك ما الخرج! نورد بعض مزايا مناطقها، السيح.. «السيح، عاصمة الخرج الحديثة ومركزها الإداري والاقتصادي. تمتاز باحتضانها للعديد من المنشآت العسكرية والحكومية المهمة، أبرزها: المؤسسة العامة للصناعات الحربية، بالإضافة إلى ما تتميز به المنطقة من نشاط زراعي ورعوي»1. أفياء المشتل ص18،19 يا لائمي في الخرج، رفقاً إنني أهوى هواها، حبَّ خِلًّ مغرما جمال الحمداء المحطة الأولى: السكن في حي العقم متنوع السكان من مناطق المملكة والوطن العربي، ساعد ذلك على الاطلاع على كثير من العادات والثقافات المتنوعة. أطباء لا أنساهم: جارتنا القابلة (أم صالح)، هي سيدة شامية فاضلة تحضر لمساعدة السيدات في منزلهن أثناء عملية الوضع. الطبيب محمد إسماعيل، عمل في الوحده الصحية للأولاد، ثم افتتح عيادته الخاصة. كان اجتماعيًّا بطبعه، ربطته صداقات كثير من أهل الخرج. مما يُحسب له علاج المحتاجين مجانا. ص80،81 زواج: »كان الشاب المتزوج حديثاً يسكن في غرفة في منزل والديه، مع من سبقه بالزواج من إخواته، كان هذا سائدًا إلى 1400 تقريباً ص121» على صعيد آخر.. »ففي بعض القرى التي ينحدر سكانها من أهل البادية.. تهرب العروسة ليلة زفافها، وتمعن في الهرب؛ فيخرج أكثر الجيران للبحث عنها.. كان الخوف والهلع سبب هروبها؛ حيث لا تعلم عن زواجها إلا قبيل مغرب يوم الزفاف، وتكون عائدة للتو من جلب عشاء الماشية أو الحطب، بالإضافة لصغر السن»ص125 معهد إعداد المعلمات الثانوي: »أنهينا الدراسة بفضل الله وتوفيقه، تخرجنا معلمات ونُشرت أسماء الخريجات في الصحف المحلية، أقيمت الولائم للخريجات، كل عائلة تفتحر بابنتها مربية الأجيال»ص155 نرفق للقراء الكرام رأيين في أفياء المشتل الأول: هذا الكتاب « أفياء المشتل في محافظة الخرج « عهدُ تدوينٍ جديد للسير الذاتية النامية، التي تجعل من قوابس المجتمع وموجوداته أرضاً خصبة لاستزارع الكفاح، وتمثل القيم التي تصنع النجاح. د. هيا السمهري. الثاني: كتاب أفياء المشتل للأديبة سارة الخزيم، يجمع التوثيق لمحافظتها الخرج في مرحلة سلفت،وبين الذكريات الخاصة التي تقرب من السيرة الذاتية والسيرة الغيرية لبنات جيلها. هذه الفترة يسميها الذين عاشوها (الزمن الجميل) أ.سعد الغريبي مما تقدم.. الكتاب يعد الدليل الشامل للخرج بداية من الطفولة البرئية، فمرحلة التعليم الشيقة مرورًا بالكثير من الذكريات تم اقتُبست، واختُصرت بلغة الكتابة الرشيقة المشحونة بالعواطف المدلل عليها بالوصف الدقيق.. كما أضافت الصورة التوثيقية والشعر الفصيح الرائع لبعض شعراء المنطقة، كذلك فحول الشعراء العرب، وبعض المقتطفات النبطية.. = الإصدار مادة غنية بالتاريخ، والعادات التقاليد لسكان المنطقة، وكذلك الجغرافيا.. من خلاله يمكن للقارئ التعرف على الخرج كأنه من سكانها، أو أنه قد زارها على أقل تقدير. - محمد بن زعير