هو محمد عبدالرحمن بن عبدالعزيز الباهلي من مواليد عام 1327ه ولد - في مدينة الدرعية من أسرة البواهل الكريمة ذات الجهاد والنضال بالدرعية، حيث انبثقت الدعوة السلفية بالدرعية فواكبها وعملوا مع من عمل لإظهارها وشيوعها. إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب، ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه خالدة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيّرة. انتقل إلى رحمة الله الشيخ محمد الباهلي أمير الدرعية «سابقاً». وقد شغل هذا المنصب لمدة «35» عاماً قضاها في خدمة الدولة السعودية بكل أمانة وإخلاص وتفان. ولقد نشأ أمير الدرعية محمد الباهلي في رعاية والده الذي علّمه القرآن الكريم منذ الصغر ثم درس على يد عدد من أصحاب الفضيلة العلماء بمدينة الدرعية ومنهم الشيخ - محمد بن عبدالعزيز الهلالي في كتاب التوحيد والفقه أصول اللغة العربية وعدد من العلوم الشرعية. له مشاركات في عدد من المناسبات الوطنية الرسمية والشعبية وتوجيه الكلمات الإرشادية للمواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة. خدم في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمهم الله- حيث بدأ خدمة دينه ومليكه ووطنه في سن مبكرة مع موحّد المملكة الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه- عندما رافقه إلى مكةالمكرمة في عام 1344ه ثم انتدب من قبل الإمام عبدالرحمن الفيصل بناءً على طلب الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى الطائف وملحقاتها للدعوة والإرشاد في نفس العام، كما عيّنه الملك عبدالعزيز لمرافقة بعض القادة أثناء غزواتهم من عام 1345ه إلى عام 1352ه إماماً ومرشداً لهم ثم رافق الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله- في حرب اليمن عام 1353ه وفي سنة 1354ه كان من الأعضاء المرافقين للملك عبدالعزيز في زيارته للكويت. وقد عيّن بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمدة 27 عاماً من عام 1355ه - 1382ه ثم رئيساً لأحد مراكز الهيئة بمدينة الرياض، حيث صدر أمر صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض القاضي بتعيينه أميراً لمدينة الدرعية عام 1385ه وقام بأعمال المحافظة خير قيام حتى أحيل للتقاعد في عام 1420ه وله - رحمه الله- إسهامات في الجانب الاجتماعي، حيث رأس أول مجلس إدارة للجمعية التعاونية بالدرعية وترأس كذلك لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالدرعية فترة لا تقل عن عشر سنوات. وقد حصل على العديد من الجوائز والدروع التقديرية من داخل المملكة وخارجها وهو محب للاطلاع على كل مفيد خاصة فيما يتعلّق بكتب الثقافة الإسلامية والتاريخ وبعض المجالات الأدبية والاجتماعية وكتب السير والتراجم وغير ذلك. فعوّد جميع أفراد أسرته على طاعة الله، إضافة إلى ذلك كان ضليعاً متمكناً بتاريخ الدولة السعودية من بدايتها الأولى وحتى الدولة السعودية الثالثة - أدامها الله وحفظها - وخاصة تاريخ الدرعية والمواقع التاريخية والأثرية فيها.. وعندما نستمع إليه وهو يروي تلك الأحداث كأنك تقرأ أحد الكتب التاريخية الموثقة.. والشيخ محمد الباهلي كان من أشد المخلصين للدولة السعودية ومحباً للحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-. وكانت حياته حافلة بالجد والاجتهاد والإخلاص المتفاني والعمل الدؤوب، حيث إنه كان يقول ويكرر -رحمه الله- (العمل أمانة أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام ولاة الأمر -حفظهم الله-، حيث وثقوا فينا وحملونا المسؤولية وأمام جميع من وكل إلينا خدمتهم فنسأل الله العون والتوفيق، فالكبير أخ لنا، والصغير ابن لنا، فيتوجب علينا الحرص على تذليل ما يقف أمامه من صعوبات وتيسير أمورهم بقدر المستطاع وعمل مثل عمله يتطلب العمل المتواصل الدؤوب ليلاً ونهاراً لأنه يتصل بعدة جهات حقوقية وأمنية وتنموية. سبحان الله الذي جعل الموت علينا حتماً محتوماً يأخذ منا أهلنا وأقاربنا وأعزاءنا كل يوم لنا فقيد عزيز على قلوبنا، وليس بأيدينا إلا أن ندعو الله له بالرحمة والمغفرة, الحياة أيام قلائل مهما عشنا ومهما طالت السنون فإنما هي كحلم أو لمح بصر تنقضي نفقد أحبابنا ونفقد أولادنا.. ووالدينا نفقد الأخ والأخت نفقد الصاحب والصديق والجار... وهم سيفقدوننا. عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة صاحب حنكة وبصيرة ثاقبة وهو الرجل الذي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقه ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل، إنه الإنسان الذي أجزم أن كل من عرفه -حتى ولو لبعض الوقت- يتفق معي أنه قد تملّك فيه جانباً من مودة خالصة وإعجاباً عميقاً. وله من الأبناء الأستاذ عبدالرحمن والأستاذ سعود والأستاذ عبدالعزيز والأستاذ قتيبة والأستاذ خالد والأستاذ سليمان والأستاذ عبدالله والأستاذ فهد والبنات سارة -رحمها الله- ونورة -رحمها الله- وطرفة وشيخة والجوهرة وهند وحصة وأسماء وأمل وريم ورنا، وله من الأصدقاء الشيخ حمود عبدالعزيز السبيل الباهلي وعبدالرحمن بن عبدالله بن صالح السويدان الباهلي - رحمهما الله. فعزاؤنا لجميع أفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه وجيرانه وجميع أسر البواهل، فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون. ** **