لا جديد على حال الهلال الذي كالعادة يقيل المدرب بعد تدهور النتائج وغياب المستوى المميز للفريق الذي يفترض أنه أفضل في الأداء من الوضع الذي هو عليه، منذ عدة مواسم كان الهلال فيها الخاسر الأكبر للبطولة القارية التي استعصت عليه ليس بصعوبتها بقدر ماهو قصور في عمل إدارات الهلال المتعاقبة منذ 2006، ويكمن القصور في أن الإدارات الهلالية لم تضع كأس آسيا هدفاً سنوياً لعملها ومنه تحكم على اللاعبين والمدربين والإداريين، فالهلال حقق آخر بطولة قارية في 16 محرم 1423 أي قبل 17 سنة، وهذه حقيقة مخيفة ومخجلة ومزعجة ولا تتناسب مع مكانة الهلال ولا مع حجم الصرف الهائل على الفريق الكروي خصوصاً في عهد آخر إدارتين!! الإدارات الهلالية لم تضع آسيا معيار نجاح اللاعب الأجنبي ومثله اللاعب المحلي المستقطب من ناد آخر، حيث شاهدنا في فترات سابقة عودة بعض اللاعبين الأجانب وكأن كرة القدم لم تنجب سواهم رغم إخفاقاتهم الواضحة في البطولة الآسيوية، كذلك يلاحظ استمرار عناصر محلية عديدة لفترات طويلة مع الفريق دون أن تقدم ما يوازي حجم هذا «الخلود» في دار الهلال الذي بات كدار إنسانية للاعبين العجزة أو الفاقدين للأهلية الكروية التي تسمح لهم بممارسة كرة القدم في ناد كبير كالهلال السعودي!! إن تواجد العناصر المفلسة من شأنه تثبيط العزائم وإعدام المنافسة على المراكز الأساسية والكشوفات الرسمية، فالهلال في السابق كان نموذجاً فريداً في خلق أجواء المنافسة بين لاعبيه حيث كانت المشاركة للأجهز والأفضل أداء لدرجة أن الهلال حقق كأس الاتحاد 1420 رغم وجود أسطورتيه « يوسف وسامي» على دكة البدلاء ولم يشاركا مطلقاً في ذلك النهائي القوي ضد الشباب بنجومه وجيله الذهبي المثقل بالبطولات والخبرة والمهارة. الهلال الحالي بحاجة إلى غربلة جادة وسريعة تؤدي بمن أفلس إلى خارج أسوار النادي، ولا يتم تجديد العقود إلا وفق مبرر فني مقنع أما أن يكون العقد الطويل الأجل بدافع المجاملة والطبطبة فلن يجلب للهلال إلا مزيداً من الخسائر والمشاكل التي تتراكم حتى أصبح الفريق الأزرق خاليا من النجوم وليس فيه لاعب حسم يستحق أن يسمى نجما من شأنه قيادة الفريق في أحلك الظروف «الفنية» والنتائجية كما كان يفعل الثنيان والجابر ونواف والجمعان. ** ** علي معتوق العمري - الدمام