تخيل أنك تمشي يوماً ما وعثرت على مخطوطة قديمة تحوي خلطةً سريةً لو صنعتَها وتناولتها فإنها تحسّن كل شيء في حياتك بما في ذلك صحتك النفسية ومسارك المهني وأداؤك في العمل وعلاقاتك مع الآخرين وقدراتك القيادية وغير ذلك، فهل ستفعلها؟ لا شك. لكن لا تحتاج مخطوطة ولا مصابيح سحرية لتحصل على هذه الأشياء، فهي في متناول اليد! فكلها من نتائج الذكاء المشاعري Emotional Intelligence، وهو علم مبادئه تركز على أمرين: ذاتك، وغيرك. ورأينا نماذج من ذلك في مقالات سابقة، ونرى اليوم 4 مبادئ تزيد من وعيك بذاتك: (1) احتفظ بكراسة يوميات لمشاعرك: إن أكبر تحد أمام زيادة وعيك بذاتك هو الموضوعية، فمن الصعب تكوين وجهة نظر صادقة وموضوعية إذا كان كل يوم من أيامك يشبه جبلاً يجب أن تتسلّقه، لكن بكراسة اليوميات تقدر أن تسجّل الأحداث التي أثارت مشاعر قوية فيك وكيف تعاملت معها. اكتب عن وقتك في العمل والمنزل وكل مكان، لا تترك شيئاً، وفي شهر فقط ستلاحظ أنماطاً معينة في مشاعرك تجعلك تفهم نفسك أكثر. لاحظ الناس والمواقف التي تثير حفيظتك بقوة، صف المشاعر التي تشعر بها في كل يوم، ولا تنس أن تسجل الأحاسيس الجسدية التي ترافق المشاعر. (2) توقف واسأل نفسك لماذا تفعل ما تفعل: سيزيد وعيك بذاتك إذا بدأت تتتبع مصدر مشاعرك. تعوّد أن تتوقف وتسأل نفسك عن سبب الظهور المفاجئ لبعض المشاعر التي جعلتك تتصرف خارج عادتك. الشيء المفاجئ هو أن مجرد التفكير هكذا يكفي أن يحسّن وضعك. بعد فترة ستصل لمصدر ردات فعلك الشعورية وتفهم وظيفة مشاعرك (نعم، لها وظيفة، حتى السلبية منها). (3) لاحظ مشاعرك في الأدب والفن: هل ترى أنك تميل لنوعية من الكتب والأفلام والموسيقى تثير فيك مشاعر معينة؟ الأشياء التي تميل لها قد يكون فيها إشارات لما تشعر به، وربما لا تقدر أن تعبّر عمّا في نفسك لكن تنجذب لأشياء تمثّل ذلك. (4) اطلب رأيهم عنك: كل شيء يمر عبر منظارك. الوعي بالذات ليس أن تعرف نفسك من الداخل للخارج فقط، بل حتى من الخارج إلى الداخل، والطريقة الوحيدة لهذا هو أن تفتح نفسك لانطباعات وآراء الآخرين عنك: أصدقاء، عائلة، زملاء عمل ... إلخ. احصل على أمثلة وإجابات محددة وحاول ملاحظة التشابهات. أربعة أشياء بسيطة لكن ستجد لها تأثيراً حسناً على نفسك ومشاعرك، وكلما ازددتَ علماً بالذكاء المشاعري زادك هذا العلم من كنوزه.