يسيطر الهلال على مبارياته، يستحوذ على الملعب، لكنه لا يهدد مرمى الخصم بشكل حقيقي، ولا يستطيع تقديم صناعة لعب مثالية، ولا يتمكن من إيجاد حلول مناسبة خاصة أمام الفرق التي تتكتل في ملعبها -وهو ما يحدث كثيراً أمام الفريق- وتجيد الأسلوب الدفاعي المحكم، حتى ركلات الزاوية والكرات الثابتة على حافة منطقة الجزاء لا يستفيد منه الفريق، وضربات الجزاء أصبحت تهدر من بعض اللاعبين بكل برود، وفي النهاية يخرج الفريق من المقابلة بلا فائدة، ويخسر المزيد من النقاط، ويتساءل الجميع ماذا يفعل دياز ولاعبوه في تدريباتهم اليومية. هنا يكفي القول إن الفريق في دوري أبطال آسيا ما زال عاجزاً عن التسجيل في ثالث مباراة على التوالي، مما يكشف حال الهلال لمن يسأل عن الحال. يعاني الفريق كثيراً، لم تكن الأمور خافية على أحد، الهلال هذا الموسم حتى وهو يتصدر الدوري السعودي ليس هلال العام الماضي، والهلال اليوم لا يبدو أن سيذهب بعيداً، فقد خرج مبكراً من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وقبلها خسر النهائي الآسيوي وقد كان في متناول اليد، وفي الدوري فرط وفرط لكنه استفاد من بدايته القوية، ونتائج الآخرين ليبقى في الصدارة، وها هو يقترب من الخروج من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا في حادثة تجلب المرارة في لمدرج لم يتعود ذلك من قبل. موسم الهلال حمل بداية جيدة، وتوقع الهلاليون أن فريقهم ماض في امتداد طبيعي لما حققه الموسم الماضي، وحتى بعد التعثر في النهائي الآسيوي، ظل الفريق متماسكاً، ونجح في الفوز على منافسه الأهلي في الرياض والابتعاد بالصدارة، وهو فوز ما زال يجني مكاسبه حتى اليوم، لكن الظروف بقيت تلاحق الفريق وتحيط به إحاطة السوار بالمعصم، فالتفريط بنقاط ظن بعض الهلاليين أنها مضمونة، ثم توالي الخسائر الفنية داخل الفريق، وهنا يكفي الإشارة إلى خسارته لكل من إدواردو والعابد وخربين والفرج للإصابة، ثم احتراف سالم في الدوري الإسباني، وغياب مثل هذا الخماسي الذي كان عمود الفريق الفقري في الموسم، مع عدم وجود البديل المثالي، وعدم السرعة في حسم الصفقات، أرهق الفريق كثيراً وجعله يدفع الفاتورة غالية.. وغالية جداً. مشكلة الهلال قبل إصابة إدواردو وخربين كانت في الهداف الحقيقي، ثم ومع غيابها أصبحت المشكلة في صناعة اللعب والتسجيل، ولا يبدو أن البدلاء وبالذات (سيروتي) سيقدمون الحلول المطلوبة، وما يحدث في الفريق ليس وليد اليوم، فحاجة الفريق لمهاجم ماهر يصنع من نصف الفرصة هدفاً قديمة، فما الفائدة في أن يتفوق الفريق على منافسيه داخل الميدان، لكنه لا ينجح في وضع النهاية المناسبة للكرة، غياب الهداف حرم الفريق الكثير، وبالذات على الصعيد الآسيوي، وفي نهائيين بلغهما الفريق ظهر الأمر بجلاء، وتحدث كثيرون عن ذلك، لكن خيارات المدربين والإدارة ما زالت عاجزة عن وضع الوصول إلى اللاعب المطلوب، والأسوأ هو التعاقد مع لاعبين دون الطموح كثيراً، وحري بصناع القرار في البيت الأزرق أن يبدأوا من اليوم بالبحث عن ضالة الفريق، فالعلة واضحة، ولا يوجد إلا حل واحد لها، ولن يكون التأجيل في صالح الفريق إطلاقاً. الفئات السنية في الهلال تحقق الإنجازات على مستوى منافستها، لكن مخرجاتها ليست بالمستوى المطلوب، من هو آخر لاعب قدمته هذه الفئات للفريق في كافة المراكز، ولماذا ظلت طوال السنوات الماضية عن تقديم لاعب يعول عليه، لاسيما في مركزي قلب الدفاع ورأس الحربة، حتى ظلت الحلول محصورة في استقطابات محلية وخارجية، لم يقدم بعضها المردود المنتظر، ولم يصب النجاح الوافر مع الفريق. تجديد الدماء في الفريق أمر مطلوب، والهلاليون يجب أن يتركوا المجاملات جانباً، اللاعب غير المفيد و(المنتهي) فنياً يجب أن يذهب بعيداً عن الهلال أولاً هي العبارة التي صيرت الفريق بطلاً دائماً، وهي التي جعلته ثابتاً ويتغير منافسوه. الهلال يحتاج الكثير حتى بكون مستقبله أفضل من ماضيه وحاضره، ودراسة الأخطاء التي يعاني منها الفريق هذا الموسم كفيلة بتقديم وصفة علاج مناسبة للفريق. الاعتراف بالأخطاء بداية الحل... يا إدارة الهلال.