يقترب كأس العالم شيئًا فشيئًا.. والمشاركة الحلم للأخضر هي هدف كل مواطني بلد الخير من متابعي كرة القدم أو غيرهم. فقيمة المحفل وراية المشارك كفيلتان بتسخير كل الجهود لخدمته. كل هذا لا اختلاف عليه من جميع الأطياف، ولكن الاختلاف يكمن في كيفية الوصول لهذه الجاهزية القصوى الكفيلة بتحقيق النتائج المرجوة.. فقبل يومَيْن ظهرت أخبار أن هناك دراسة للعب إحدى جولات الدوري بدون اللاعبين الدوليين. ومنذ فترة ليست بالقصيرة ظهرت أقاويل عن احتمالية لعب دور ال16 من دوري أبطال آسيا دونهم أيضًا، ولمح لتلك الاحتمالية رئيس الهلال ونائب رئيس الأهلي. فليس من المنطق إطلاقًا أن تكون مصلحة المنتخب سببًا في الإخلال ببرامج وتدريبات ومشاركات العناصر التي تشكل السواد الأعظم من تشكيلة المنتخب، وأخص بالذكر هنا لاعبي الهلال والأهلي؛ فهذان الفريقان وحدهما قدَّما لتشكيلة المنتخب الأخيرة 16 لاعبًا قادرين على تشكيل خريطة المنتخب الأساسية كاملة، وفي الوقت ذاته ينافسان بكل ضراوة على تحقيق لقب الدوري وتمثيل الكرة السعودية في المحفل الآسيوي. فأي إضافة تلك التي من شأنها قطع مشاركات لاعبيهم الحقيقية عالية التنافسية؛ لتستبدل بمعسكرات ومناورات في خارج وقت استعدادات بقية منتخبات العالم؟ تلك المنتخبات التي تسعد برؤية لاعبيها (يجهزون) لها في أنديتهم ومنافساتهم؛ ليكونوا جاهزين للمشاركة فور استدعائهم. فإن كان المنتخب أولاً فمشاركات الأندية خارجيًّا وباسم المملكة ثانيًا، والمنافسات المحلية ثالثًا. ومتى ما كانت هناك إمكانية لإعطاء كل من تلك الأولويات حقها الطبيعي، الذي ستتحصل من خلاله الفائدة الكبرى لجميع الأطراف، فمن غير المنطقي أن يتم الإخلال بالموازين وإن صفت النوايا. الجماهير السعودية بأطيافها كافة تعشق منتخبها؛ فلا تنغصوا عليها ذاك العشق باختبارات تضع عشق المنتخب وعشق النادي كبديلين لبعضهما؛ فلا يوجد رابح في تلك المعادلة.