ما كدت أسمع خبر تكريم الكاتبة والأكاديمية الدكتورة خيرية السقاف في نشرات الأخبار المحلية حتى وقفت فرحا ، وصفقت ، وتلك اللحظات مرت علي ببهائها الثقافي ، في وقفة لا انساها معي ، فهي لا تعلم -الدكتورة خيرية- أن كلماتها تلك جعلتني أحلق وارفرف باجنحتي الصباحية في الكون . حكايتي مع الدكتورة خيرية لها اختلافها الجميل ، لأنني لم أرها ، ولم ألتق بها ذات يوم وحتى الآن ، كنت فقط استمتع بقراءة كلماتها عبر عمودها الصحفي أو عبر لقاءاتها وعندما بدأت اشق طريق مغامرتي للثقافة والمجتمع ، وتأسيس دور للمرأة في البلدة التي كنت بها قبل سنوات ، وبالتحديد عندما أسست ملتقى ترنيمة الوادي*، كنت قد خططت لدعوة مثقفات سعوديات ليلهمن الحاضرات ، ويوضحن دور المرأة في التنمية ، وكانت من بينهن الدكتورة خيرية السقاف ، لا انسى سعادتها بي ، عندما هاتفتها ، واخبرتها في رغبتي في استضافتها في الملتقى ،بل أنها عرضت علي الدعم المادي للملتقى ، وهي الوحيدة التي عرضت علي ذلك في حين أن المؤسسات الحكومية ووزارة الثقافة لم تدعم الملتقى ماديا . أتذكر أنني كنت أشعر بالحرج لعدم وجود فنادق تليق بها في المحافظة ، واخبرتها بذلك ، فقالت لي : "اجيك يا تركية لو كنت في غرفة صغيرة ثلاثة متر ، فأنت تفتحتين نافذة ثقافة وفكر لبلدتك ولمجتمعك" لم ولن انسى تلك الكلمات ، تلك الكلمات هي التي جعلتني اتجاوز العقبات والصعوبات التي واجهت تأسيس الملتقى في بلدة لا تؤمن بنور الثقافة ،ولا بوجود المرأة الثقافي .بل جعلتني كلماتها أزداد ثقة بذاتي ، وبقدرات فكري . اتذكر عباراتها المفعمة بكلمات التشجيع ، لم تكن تخيفني من السير في الطريق ، بل كانت تؤكد أنني شخصية طموحة ، وسوف أصل . اتذكر أيضا عندما ارسلت لها صورة لوحة عبر الجوال كانت إلى حد ما ممتلئة بالكآبة ، فارسلت لي رسالة تطمئن علي فاخبرتها أنني بخير . خيرية السقاف قامت معي بدور المثقفة التي تدعم بنات وطنها ، وتشجعهن بكل صدق وتحاول تذليل الصعوبات لهن في طريق الثقافة الوارف بالحياة . وليلة البارحة ، وأنا اتابع احتفالية الجنادرية 32 ، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يسلم الدكتورة خيرية السقاف وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، تكريما لمسيرتها الثقافية المضيئة ، ودورها في تنمية الوطن ، وفي اللحظة ذاتها ، كان المليك يكرمني ، ويكرم كل مثقفات الوطن في كل جهات الوطن . كنت مع الدكتورة خيرية السقاف وهي تستلم الدرع ، ببهجة شعوري ، بافتخاري بها ، بمحبتي لها ، مثل ما كانت ذات يوم معي بمشاعرها النبيلة ، وأنا افتح نافذة نور هناك . وبعد ، أعتقد أن الدكتورة خيرية السقاف راءتني (لما هو آت)* . 7 فبراير 2018 *ملتقى ترنيمة الوادي ، 2008 وهو أول ملتقى ثقافي خاص بمنطقة عسير ، محافظة بيشة وكانت تقام انشطته في المكتبة العامة ببيشة . *عنوان العمود الصحفي الذي تكتبه الدكتورة خيرية السقاف بجزيرة الجزيرة. ** **