اختتم (منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي) مساء أمس الأول، موسمه الثقافي، بإقامة حفل التكريم ل«الشخصية المكرمة» الدكتور خيرية السقاف وذلك لموسم المنتدى الثقافي 2017م في قاعة نيارة بالرياض، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي. الاحتفال بدأ بكلمة للدكتور عمر عبدالله بامحسون قال فيها: إن اللجنة المختصة اختارت الدكتور خيرية السقاف صاحبة العطاء الفكري الذي عرفت به السعوديات في كتاباتهن ودفاعهن عن الثقافة الإسلامية والقيم النبيلة. من جانب آخر، قال راعي المنتدى، عبدالله سالم باحمدان: لقد قدم مجتمع المرأة في بلادنا خلال مراحل تأسيسها أمثلة كثيرة ومشرقة فالرعاية والاهتمام التي حصلت عليه منذ نشأة الدولة أوصلتها في حالات كثيرة لأعلى المراتب العلمية والقيادية. وبين اختيار السقاف كشحصية مكرمة لكونها رائدة من رائدات الحركة الأدبية في بلادنا وعلم في سماء الصحافة واسم بارز في المؤسسة التعليمية ورمز من رموز مجتمع المرأة. وقال باحمدان إنه يتذكر جيداً احتفاء وكالات الأنباء العالمية يوم أصبحت أول مديرة تحرير لصحيفة عربية في عام 1980، ونتذكر أيضاً أسلوبها المميز في كتابة المقال الأدبي عندما كانت في طليعة جيل من الصحفيات اللواتي أسسن صحافة المرأة.. إنها باختصار امرأة ذات سيرة تستحق التأمل لها إشعاعها الخاص وامتلكت الجرأة والمهارة لخلق التنوع في ذاتها باستمرار. أما المتحدث (الرئيس) عن الشخصية المكرمة عضو مجلس الشورى السابق عبدالرحمن الشبيلي فقد ألقى كلمة بعنوان: «خيرية السقاف: مشكاة التنوير الرزين» قال فيها: الدكتور خيرية السقاف المشكاة الاصيلة التي أضاءت سماء ثقافتنا بشموع المعرفة. مبيناً أنه زاملها لأربعة عقود حينما كانت بدايات الاعلام، حيث تسعى للتحليق في فضاء التطور النوعي في برامج الأسرة والطفل وترنو لتحقيق الأهداف المثلى في التربية والتثقيف. واستطرد: جمعتنا مع خيرية السقاف مظلة التعليم العالي بمجالسه ولجانه والتقينا على هواية الكتابة والبحث والتأليف والتوثيق، مشيراً إلى انها تقلدت تاج الأوسمة الذي يحمل وسم المغفور له الملك المؤسس واسمه قلّدها إياه خادم الحرمين الشريفين قبل ثلاثة أشهر، حيث جاء تكريمها في مهرجان الجنادرية شهادة سامية بالمرتبة الرفيعة التي سمقت إليها في ميداني التعليم والثقافة وحافظت فيها على أخلاقيات الكلمة وترفعت عن منزلقاتها حتى توافق المجتمع على احترامها. واختتم حديثه بقوله: إن لخيرية السقاف من التاريخ والحضور المشرق ما يجعلها دوماً محل حفاوة الوسط الثقافي والجامعي واحترامه، ويكفيها أن لها في سدانة اللغة العربية وآدابها" ثم قام راعي المنتدى عبدالله باحمدان وعمر بامحسون بتقديم درع منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي للشخصية المكرمة الدكتورة خيرية السقاف، ختاماً لموسم المنتدى الثقافي لهذا العام. أستاذة الجيل من جهته نوه الدكتور أمين سيدو بالتكريم المستحق لهذه الأديبة التي وصفها بأستاذة الجيل؛ لمكانتها المميزة في جغرافية الوعي الثقافي المعاصر، ليس على مستوى المملكة فحسب، وإنما على امتداد مساحات الفكر، وفضاء الثقافة، وعالم الأدب. وأضاف سيدو: إذا كانت خيرية نبعاً من ينابيع ثقافة هذا العام، فإنها سيدة الكلمة ومعينُها الذي لا ينضب دائماً، فهي شخصية استثنائية برُقيّ فكرها، ونُبل أخلاقها، وسُمو رسالتها، قلّ نظيرها في هذا الزمان. فكم من ليلة ظلماء مرّت على أُسرٍ محتاجة عاش أهلها في ضائقة وكربٍ، فكانت خيرية تصل إليهم كطائر العنقاء حيويةً ونشاطاً، برفق رفيق دربها مُحب الجميع الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد تقضي لهم حاجاتهم وطلباتهم. وكم من أسرة كانت على شفا حفرة من التفكك والضياع، كانت لخيرية اليد البيضاء جاهدة في رأب الصدع بين أبنائها، وجمع شملها وإعادة المياه إلى مجاريها. أما عن شفاعاتها للكثير من الأخوات لتسهيل أمورهن في الجامعة، أو في الوظيفة، فأمر لا يمكن حصره، لأن خيرية بذاتها جامعة في العطاء المعرفي والإنساني. Your browser does not support the video tag.