اختيار الطفل الأمريكي لوكاس وارين المُصاب بمتلازمة دوان، سفيراً ومُتحدثاً باسم إحدى أشهر الشركات العالمية المُتخصصة في إنتاج طعام الأطفال طوال عام 2018م تحوّل كبير في الاهتمام والرعاية بفئة الأطفال المُعوقين، وعدم الخجل من وجودهم في كل المجتمعات، بل إنَّ الخطوة التجارية والتسويقية التي تعد تحدياً كبيراً، وجدت ترحيباً عالمياً واسع النطاق خلال اليومين الماضيين, كون صورة الطفل لوكاس وابتسامته البريئة بملامح مُصابي متلازمة داون فازت من بين 140 ألف صورة لأطفال آخرين دخلوا المنافسة على هذا اللقب والفوز بالجائزة المالية والمنصب الدعائي والشرفي، لتظهر صورته في وسائل الإعلام ومنصات التواصل كسفير لمنتجات الشركة في كل أنحاء العالم دون خجل أو خوف من تأثر المبيعات، والفضل بكل تأكيد يعود لأسرة الطفل التي لم تخجل من إصابة ابنها في الأصل، وكان لديها الثقة الكاملة في أحقيته بالمُشاركة للفوز بهذه المسابقة أسوة بالأطفال الآخرين الأصحاء . آخر استطلاع نشر يوم أمس لباحث سعودي مُختص بالخدمة الاجتماعية (الدكتور وليد السلوم) يقول إنَّ 60 % من الأسر التي لديها طفل معاق «تخجل أو ترفض الاعتراف به» أمام الآخرين أو تقبل وجوده، مثل هذه النتائج لا يمكن تجاوزها بسهولة دون بحث الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة، فهي مؤشر مُزعج يسبب المزيد من القيود في الحياة على هذه الفئات في سن الطفولة المبكرة، وقد تتصاعد هذه العقدة مع الكبر ومرور السنين، ليجد المُعاق نفسه مكبلاً بنظرة قاصرة يطلقها هؤلاء كل يوم من عالمهم الضيِّق، الذي لا يستوعب أن الإعاقة لن تحرم الإنسان من تحقيق أحلامه بكل نجاح وثقة، وأنَّ مَن حولنا نماذج رائعة لأشخاص مُبدعين تجاوزوا إعاقاتهم الجسدية والجسمانية وحققوا أحلامهم، وتفوّقوا حتى على أقرانهم من غير المعوّقين. هناك ثلاثة لاعبين أساسيين في تشكيل نظرة أي مُجتمع تجاه الإعاقة، المُعاق نفسه، أسرته، البيئة المُحيطة بكل مكوناتها (تعليمية، ثقافية، إعلامية..) ويمكننا هنا إضافة دور جديد للقطاع الخاص والتجاري كمساند لدور الرعاية الحكومية والصحية، ممَّا سينعكس على المجتمع حتى يتغيّر المشهد, تماماً مثلما فعلت صورة طفل داون أعلاه في العالم. وعلى دروب الخير نلتقي.