تعثّرتُ ذات مساء بعبارة ل(دويستويفسكي) يقول فيها: «ماذا لو كان العنكبوت الذي قتلته في غرفتك، يظن طوال حياته أنك رفيقه في السكن؟ تذكرتُ خوفي الأزلي من (الوزغ) الذي كان يأتيني في مناماتي مذ كنتُ طالبة في المرحلة الثانوية حتى الآن وأنا أستاذة جامعية. هذا الكائن الذي أكرهه، وأخشاه، وأتوسل إليه أن يتنحى كلما رأيته فوق باب داري؛ أفتقده إذا غاب لا أقولها تجمّلًا، ولا تمثيلًا. كنت أخاف أن أصارح أحدًا بذلك؛ خشية أن أُتّهم بالغرابة، حتى تعثّرتُ بهذه المقولة في الصيف حيث يخرجهم الحر من مخابئهم، يتجمع ثلاثة منهم فوق الباب المؤدي إلى داخل منزلي ليلًا. في كل ليلة يدور الحوار بيني وبينهم، إما على هيئة شتيمة، أو توسل، وإذا كنت شجاعة تلك الليلة قد أقول: أهلًا يا أعدقاء ملطفة بها عبارة (أعدائي الأصدقاء)، وأنزلق إلى داخل البيت بخفة يغلفها الرعب. ينقبض قلبي لرؤيتهم، ومازال، ومع ذلك كنت أفتقدهم إذا غابوا؛ ليس شوقًا والعياذ بالله لكنني لا أريد أن يصيبهم سوء بدعواتي عليهم كلما أفزعني منظرهم. في المنزل لدينا مواهب رجاليّة فذة في قتل تلك الكائنات التي يمتقع وجهي عند أول نظرة تقع عليهم، لم أشهد ولا مرة عملية اغتيالهم، ولا سحل جثثهم، ولا أفكر أن أتخيل ذلك أبدًا أبدًا.. على كلٍّ وعلى غرار مقولة (دوستويفسكي) أقول: ماذا لوكان ذلك الوزغ وعائلته يتكومون عند باب داري لأنهم يفتقدونني ؟ لماذا فسرت وجودهم كل ليلة بسوء، ولم أفسره على أنه استقبال؟ الهواء في كل مكان، كان بإمكانهم ألا يتكوموا عند مدخل المنزل...من يدري!! ** **