أسدل الستار على معرض روائع آثار المملكة بالمتحف الوطني بعد (45) يوماً سجل خلالها حضوراً كبيراً من جميع فئات المجتمع وطبقاته، وقد انطلق تزامناً مع ملتقى الآثار الوطني الأول. وقف خلف هذا المعرض لجان عملت قبل الافتتاح باجتماعات دورية مكثفة بتوجيهات من سمو رئيس الهيئة العامة لسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان للعمل الدؤوب المكثف لتحقيق رؤية المملكة التي تسعى للنجاح في كل المناسبات الوطنية، والتي يشكل معرض روائع آثار المملكة أهمها في شأن التراث الوطني. كانت مراحل العمل في هذا المعرض بمثابة دورة تدريبية لفريق العمل المشارك ووسيلة من وسائل تطوير الأداء وتعزيز المهارات الشخصية، وتلقي خبرات جديدة من خلال الاطلاع على كافة أساليب العمل من مرحلة الإعداد والتنفيذ والمتابعة وتفويج الزوار الى مرحلة تغليف وشحن القطع ومغادرتها. حيث كانت معايشة كنوزه الثمينة ومعلوماته التاريخية إضافة كبيرة ساعدت على اكتساب الخبرات العلمية والعملية. ساهم المعرض في رفع نسبة الوعي بالآثار في المملكة وهوما يحرص عليه سمو رئيس الهيئة ومن خلفه عدد من الجهات المنظمة والداعمة والراعية للمعرض على استمراريتها. بل جعل هناك حراكاً على جميع الأصعدة في الهيئة أثمر وحقق أهدافه المرجوة. مثل هذا المعرض مقتنيات بلغت (467) قطعة أثرية عكست عمقاً تاريخياً وبعداً حضارياً متميزا للمملكة، وأكد أنها ملتقى حضارات توالت على مر التاريخ. إنها خطوات تتسارع وتطور مذهل وتغير يسبق الريح، بالأمس كان المتحف الوطني عبارة عن قاعة صغيرة بمعهد العاصمة النموذجي واليوم نراه صرحاً شامخاً ومعلماً حضارياً كبيراً، بالأمس كنا نجهل آثارنا وتراثنا واليوم تدخل آثارنا ضمن التراث العالمي، وتتجول في أنحاء العالم تفرض وجودها ببعدها الحضاري الذي يؤكد العمق التاريخي لها منذ مليون سنة. إنها لقفزة كبيرة يتضح من خلالها الشوط الكبير الذي قطع في الاهتمام بالتراث الوطني، لما لا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وربان سفينة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان ذلك الرجل الذي آل على نفسه وقال وفعل وقاد السفينة إلى النماء والتقدم حيث بذل كل ما في وسعه لتطوير السياحة والعناية بالتراث الوطني ذلك الرجل الذي جعل له رؤية والتزم بها وحققها ولازال يسعى للمزيد ، لقد نجح في تغيير نظرة المجتمع الداخلي قبل الخارجي للسياحة والتراث الوطني ، حتى جعل أفراد المجتمع يتسابقون في تقديم ما لديهم من قطع أثريه بل ويسعون للمحافظة عليها ليس لتخزينها وحفظها فحسب بل لاستفادة منها في الدراسة والبحث كونها من أدوات تأكيد العمق التاريخي و توثيق البعد الحضاري للمملكة ،وغيرها من الجهود الحثيثة التي بذلها سموه على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي في هذا الشأن وخير ما يؤكد ذلك هو تكريم سموه من قبل منظمة السياحة العالمية في دورتها ال22 المنعقدة في مدينة شنغدو، بجمهورية الصين الشعبية، كرم سموه تقديرًا لدوره في دعم وتنمية الحركة السياحية، وتغيير وتطوير نظرة المجتمع للسياحة والتراث، ودعم جهود وبرامج منظمة السياحة العالمية ،حضر هذا التكريم نائب رئيس الوزراء الصيني، وأكثر من 1100 مسؤول و75 وزيرًا يمثلون 132 بلدًا حول العالم جميعهم شهدوا بتلك الجهود. حري بنا أن نفتخر بما وصلت إليه بلادنا من الرفعة والمكانة الدولية والإقليمية والازدهار والنمو على مستوى الحضور المحلي والعالمي الذي جعلنا نعتز بها وبقائدها على جميع الأصعدة، لاسيما دعمه الكبير والسخي لمشروع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة وهو أحد إنجازاته الكبيرة ومبادراته الإنسانية التي عمت البلاد. هذا البرنامج الذي يهدف لتحقيق الحماية والمعرفة والوعي والاهتمام والتأهيل والتنمية بمكونات التراث الثقافي الوطني وجعله جزءاً من حياة وذاكرة المواطن، والتأكيد على الاعتزاز به وتفعيله ضمن الثقافة اليومية للمجتمع، كما يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في العناية بآثار المملكة ومتاحفها وتأهيلها بما يسهم في التنمية الاقتصادية الشاملة. سيواصل هذا المعرض دوره ويجوب العالم للتعريف بمملكتنا الحبيبة كأحد الأقطاب المؤثرة بالعالم من حيث مكانتها الدينية ومعالمها واثآرها التاريخية وقوتها الاقتصادية وتنميتها البشرية وتأثيرها الإقليمي والدولي في صناعة القرار لخدمة الانسانية، حيث إن يد خادم الحرمين الشريفين البيضاء صافحت كل من لجأ إليها وطلب مساعدتها. نتمنى أن تستمر مثل هذه المناسبات والملتقيات الوطنية في هذا الشأن، خالص الشكر والتقدير والعرفان لسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولجميع مسؤولي ومسؤولات الهيئة واكرر الشكر لمسؤولي ومسؤولات المتحف الوطني على تحليهم بروح فريق العمل الواحد في هذا الحدث الكبير، والشكر موصول لجهاز الأمن في المتحف الوطني ولكل فرد ساهم في نجاح معرض روائع اثآر المملكة في الرياض حتى شد رحالة. ** **