الأستاذ/ المربي/ القيادي.. وفي كنن القلوب موضعه (صالح بن عبدالله بن وائل التويجري). الصالح بذاته، وكذا أحسبه بأعماله.. ويكفي أخلاقه التي تلمسها من تعامله. فهو رجل تقف كثيرًا قبل أن تتحدث عنه، ف(بين) رجل لا تدري ماذا تبدي عنه، أو تدع، وآخر لا تجد ما تقول فيه.. (فيصل) المنطق. فما هذه الأسطر إلا ما أعلم يقينًا أني سوف أُسأل عما تحوي يوم القيامة.. فالرجل قد حاكيته عن قريب.. وقريب جدًّا، فإذا هو قلما تتخيل صنوه.. أقصد من ناحية ما تتربه ذاته من تعامله، وتقربه لبذل ما يستطيع فعله.. أكاد أن لا أبالغ إن قلت بل فوق ما يستطيع: ومن أهداك من جاهه فكأنه قدم من ماله هذا عدا ما له من قبول عجيب في أي طبقة من المجتمع.. فما إن تذهب معه لمحفل إلا وتجد لفيف أطياف حوله.. في لقطات تدهش عينيك إن في استقباله، أو الفرح بمشاركته ما يفوق تقديرك.. وما يصحب من صور تسمعها بأذنك أو في التعبير عما تكن القلوب له: وخير الناس عند الله شخص تحلى بالمكارم والصفات إذا جالسته يومًا تجده لطيف القول موصول الثبات وإن فارقته تشتاق دومًا لرؤيته بدون مقدمات ولا غرو؛ فهو المدير السابق للتعليم بالقصيم، تلك المرحلة التي وضع فيها لبنات (بصمات) لفترته شاخصات، وعما صنع مبديات، كشواهد لا تنسى على حقبته القصيرة، التي كم تمنينا أنه لم يؤثر التقاعد عنها، لولا أنه يرى أنه قدم ما يستطيع، وقد رام ما قاله شاعر شعبي، وأحسبه أوجز: ما يهم تعيش وأفعالك (تموت) المهم تموت وأفعالك (تعيش) ثم لسان صنيعه: ليفتح المجال لمن هو بزعمه أنشط منه. وإن لم نحرم من توجهه لأنشطة أخرى.. فمنزله يحتضن بُعيد كل مغرب (يوم الأحد) لفيفًا من قامات المجتمع ورجالات المنطقة، هذا فضلاً عن زوارها ممن لهم به تواصل ومساحة معارف.. فماذا نقول يا «أبا أحمد»؟ هل نلوم على أنك تعجلت المسير؟ أم نطرز ثناء في عمق فهمك للحديث: «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه». فمثلكم هم (الطيبون) الذين بهم نتعذر بزماننا إن ضنت النظائر أو قلت الأمثال.. كما وبمثله تحلو الدنيا، وتزدان السياحة بها.. ألا فسامحنا إن قلنا أنك تجاوزت على نفسك حق قدرها.. وثقلها. إنما نعود ونعذر لك بما تعذرت به أنت لنفسك به.. والدنيا - لا شك - أنها حِقَب، وكل جيل يأخذ فرصته من الجيل السابق. ولولا ذاك (السبب) لزاد ملامة اللائمين عليك. ** **