فوزي خياط ل"الحياة": هناك رؤساء تحرير يرتعدون خوفاً من ضياع"الكرسي" حينما تُذكر صحيفة"الندوة"وحينما يُذكر نجاح وتطور صحيفة"الندوة" يذكر على الفور رئيس تحريرها السابق فوزي عبدالوهاب خياط، الذي بدأ من الصفر كمراسل في الصحيفة، ثم رئيساً للقسم الرياضي، إلى أن تدرج في المناصب ووصل إلى منصب رئيس التحرير، على مدار 32 عاماً قضاها في البيت"الندوي"، الذي ترجل عنه باختياره قبل خمسة شهور فقط، حتى يتيح المجال أمام رجالات الصحافة في المجتمع المكي، ممن يهمهم أمر صحيفة"الندوة"، ويراهنون على عودة مجدها كما كانت في السابق. "الحياة"التقت فوزي خياط، الذي يعتبر من القامات الصحافية الكبيرة في المملكة، في حوار تناول قضايا الصحافة والإعلام في المملكة، كما تطرق إلى المشكلات التي اعترضت صحيفة"الندوة"، وأعاقت استمرارها في شكل متطور. وهنا نص الحوار: بداية هل يمكن التعرف على أبرز المحطات في تجربتك الصحافية؟ - إذا تجاوزنا المحطات العابرة في كل من"البلاد"و"قريش"فأولى المحطات الأبرز في حياتي الصحافية كانت في صحيفة"الرائد"ثم كانت مع عكاظ، منذ أن بدأت الصدور أسبوعياً في عهد الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار - رحمه الله تعالى - ثم تواصلت حضوراً مع"عكاظ"اليومية منذ بداية عهد المؤسسات الصحافية، وأعتبر محطة"عكاظ"هي البداية الأميز في تجربتي الصحافية، حتى انتقت إلى"الندوة"، وتواصلت لفترة 32 عاماً. وحين اتأمل اليوم كل هذا المشوار فإنني أشعر بالرضا، لأنني بدأت من الصفر مراسلاً لأخبار مدرستي الابتدائية، وحتى انتهيت رئيساً للتحرير، وفي هذا انتظار لاجتهادي وإرادتي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً. صحيفة"الندوة"ارتبطت بأقدس البقاع على وجه الأرض مكة المكرمةكيف يمكن الحديث عن الدور الذي لعبته منذ انطلاقتها الأولى؟ - منذ أن ولدت"الندوة"كان لها دورها الأميز وإمكاناتها العالية، وقد سادت الندوة وتصدرت الساحة، وكانت الأسبق إلى تحقيق الكثير من النجاحات وفق إمكاناتها الضخمة آنذاك، وحقق لها أحمد السباعي وصالح جمال رحمهما الله تعالى الكثير من النجاحات التي لا تنسى، وهما من الرواد الذين لا تنساهم ذاكرة التاريخ، وحين تولى الأستاذ الكبير حامد مطاوع رئاسة التحرير في عهد المؤسسات قادها إلى التواصل الناجح، واستمرت"الندوة"مدرسة للكثيرين من الذين أصبحوا في ما بعد من القيادات الصحافية الناجحة، وحتى بعدما دبت الخلافات وجاءت على الأخضر واليابس ظلت"الندوة"حيث هي، وتفوقت الصحف الأخرى بركضها، لكن لا أحد ينكر دور هذه الصحيفة في مراحلها الأولى بالذات، وحتى الآن وهي تصارع الحاجة إلى المزيد من الإمكانات، لعلها تدرك تحقيق ولو بعض طموحاتها. تعاقب على رئاسة تحرير"الندوة"أكثر من رئيس، هل تعتقد أن مجدها يمكن أن يعود مرة أخرى؟! - كل شيء ممكن، بخاصة أن في"الندوة"رجالاً، كل واحد منهم قادر بمفرده على إعادة"الندوة"إلى طريق المجد، وجعلها واحدة من كبريات الصحف في المنطقة العربية بأسرها، لكن هذا الممكن يظل صعباً على أرض الواقع فإن العمل ثقيل، وإن أكثر رجالاتها منصرفون للعمل الجاد من أجل تحقيق هذا الهدف، وهذا الكيان يحتاج إلى قناعة وإلى اتحاد الجهود، وإلى عمل جماعي خَلاق، وعلى رغم أن هذا صعب كما قلت لكنه ليس بمستحيل أبداً. ما هي مشكلة صحيفة"الندوة"الرئيسية؟ - كما قلت إن الخلافات داخل المؤسسة حالت دون توحد الجهود، وبالتالي أنهكت الجسد وأدمته بالوهن! ومنذ خروج الأستاذ حامد مطاوع من رئاسة تحرير الصحيفة، فإن الخلافات حالت دون الاهتداء إلى رئيس التحرير المناسب لقيادة الصحيفة، وهذا زاد الوضع سوءاً، على رغم وجود قامات قادرة على ذلك من أبناء المؤسسة، وفي مقدمهم الاستاذان أسامة أحمد السباعي ومحمد أحمد الحساني، كما أن الاستاذ يوسف دمنهوري رحمه الله تعالى حاول في بداية تسلمه المسؤولية أن يفعل شيئاً، لكن الخلافات كانت تمكنت آنذاك من الجسد"الندوي"، وبدأت تقعده دون حراك! وأنا ما زلت على قناعة مطلقة بأن الأمر بيد أصحاب المؤسسة ويتوقف على قناعتهم ببناء مؤسسة صحافية حضارية، بعيداً عن الخلافات وهم أصحاب قامات عالية وقادرة بلا شك، وإذا صلحت الأحوال واشتدت السواعد، فإن تحرير الصحيفة سيتم دعمه بالكفاءات العالية وليس بأنصاف وأرباع القدرات نتيجة ضعف الإمكانات، وعندها ستنطلق الصحيفة نحو أهدافها بقوة وعنفوان. التطورات الكبيرة التي وصلت لها صحيفة"الندوة"أخيراً في الشكل والمضمون نالت الإعجاب، ترى ما الذي أخر تلك التطورات كل تلك السنوات، سيما الفترة التي كنت تقود فيها الصحيفة؟ - أولاً هذه التطورات ليست"كبيرة"كما ورد في السؤال ولكنها تطورات جيدة، قياساً بأن الإمكانات ما زالت هي الإمكانات، وبالنسبة لأسباب تأخر مرحلة هذه التطورات الجيدة إلى الفترة الأخيرة قبل تقديمي الاستقالة، فذلك يعود إلى مرحلة الانتظار الطويلة لتوافر الإمكانات حتى أنني قررت تقديم استقالتي، فعملت على إعداد برنامج تطويري - بحسب المتاح - حتى أسلم الصحيفة وهي في أحسن مما استلمتها، ولا أنكر الوقفة الشجاعة من أخي الأستاذ حاتم عبدالسلام الذي دعم التوجه بعمل انتحاري لتكون الخطوة ناجحة، فقام بدعم القسم الرياضي وإعداده ليكون قادراً على إصدار ملحق خاص يومي مع الصحيفة بالألوان، ووافق على تعيين كثير من المحررين المستجدين، ومنح بعض كُتاب الصحيفة مكافآت، وبدأنا الإصدار الجديد بالتطور النسبي لما كانت عليه الصحيفة، ولاقت الخطوة صدى طيباً، وهذا جعلني أعجل بالرحيل، فقدمت استقالتي... والآن أخبرني الابن العزيز رئيس التحرير الحالي هشام كعكي بأن هناك مرحلة تطوير جديدة للصحيفة، وستبدأ خلال هذا الشهر أو خلال الشهر المقبل، وأتمنى له النجاح، ف"الندوة"تحتاج إلى الكثير حتى تعود إلى ما نتمنى أن تصل إليه. الصحافة بين الشباب والحرس القديم في ما يتعلق بالصحافة في المملكة، هل تعتقد أن هناك ما يمكن وصفه بالصحافيين الجدد، أو الصحافة الجديدة؟ وما هي مواصفاتها، وما أبرز ملامحها؟! - ليس هناك صحافيون جدد... ولا صحافة جديدة، هناك دائماً صحافيون مقتدرون، وصحافة متطورة تواكب التطور الحضاري للحياة عموماً. وإن القول بأن هذا صحافي جديد وآخر صحافي قديم، لا يعني أبداً أن الأول ناجح ومتجاوب مع المتطلبات الحضارية المتطورة وأن الآخر يعلوه الغبار ويتخلف عن الأول بأسلوب عفا عليه الزمن، ولا أحد يستطيع أو يجرؤ على قول كهذا، وهو يقارن بين أي صحافي جديد وبين الدكتور هاشم عبده هاشم أو تركي السديري أو خالد المالك ? مثلاً - صحيح أن الصحافي الجديد قد يكون متسلحاً بشهادة علمية أعلى، وبروح وثابة أقوى، ولكن الآخر هو الأقوى تجربةً والأمهر ممارسة والأنضج رؤية، وربما أيضاً الأفضل موهبة، وهي الأساس في العمل الصحافي، فالدكتور في الجغرافيا - مثلاً - لا علاقة له بالصحافة إذا لم يكن موهوباً ومتمرساً، ولكن هذا لا يعني ألا نحفل بالجيل الجديد من الشباب، شريطةً أن يكون موهوباً بالدرجةِ الأولى، وقادراً على إقناعنا بفكره ورؤيته مثلما يقدم لنا غترته المُنشاة! في رأيك، طول بقاء رؤساء التحرير في مناصبهم، هل يخدم الصحف؟ ولماذا لا نرى دماء جديدة شابة في قيادة تحرير غالبية الصحف وليس فقط في بعضها؟ - الفيصل ليس عدد السنوات ولا سِن الأشخاص، ودعوى الدماء الجديدة ليست موضة حتى نرفع شعارها، بل العبرة دائماً في الاقتدار، ومؤشره الحقيقي هو مستوى الصحيفة وليس كلام الناس! وأنا لا أُؤيد تحديد سنوات الاستمرار لرؤساء التحرير، فمن الظلم مثلاً أن نُقصي الدكتور هاشم عبده هاشم أو تركي السديري أو خالد المالك لمجرد أنهم قضوا سنوات طويلة في مراكزهم، ونتجاهل النجاحات الكبيرة التي تحققت على أيديهم، ولا تزال تتحقق لصحفهم، وإذا قلنا إن بعض الشبان نجحوا، فيجب ألا ننسى أن بعضهم فشلوا بدرجة امتياز! والمسألة ليست بحرف الدال، ولا بالسن، ولا بالأناقة... المسألة تُقاس بالنجاحات الفعلية التي تتحقق للصحف هذه أو تلك وهي الفيصل من دون غيرها من الأسباب! من خلال تأملك للمشهد الإعلامي، ومن خلال اشتغالك فيه، هل تعتقد بوجود صحافة سعودية لها ملامحها الخاصة، أُسوة ببعض البلدان العربية؟ فهناك مثلاً الصحافة اللبنانية والصحافة المصرية؟ - بشكلٍ عام، نتمنى أن نكون كذلك فقد أمضت الصحافة السعودية حقبة كبيرة من الزمن، وهي تعمل على أن تكون لها شخصيتها ومميزاتها ونكهتها وأسلوبها، وعندما نقرأ بعض الصحف الكبرى لدينا نتفاءل بأن لنا هذا التكوين المميز، ولا يسيء إلى هذا إلا بعض الصحف الأدنى التي لم تستطع بعد أن تُسهم في بناء صحافة سعودية لها ملامحها الخاصة! من وجهة نظرك، ما أبرز التحديات التي تواجها الصحافة والإعلام في المملكة؟ - هذا التطور المدهش في سرعة تقديم المعلومة، وهذا الأسلوب الرائد في التعامل مع الأحداث، وهذا النجاح المبهر في التحليل وقراءة ملامح الغد، كلها أصبحت من عناصر الإعلام الناجح الذي يتطلع إليه المتلقي ويركض معه بإعجاب، وهو أكبر تحدٍ من أجل أهمية وضرورة المواكبة. هل كنتم تحرصون في"الندوة"على تدريب الصحافيين وتأهيلهم؟ - بلا شك نحن في"الندوة"كنا نؤمن بأهمية التدريب وضرورة التأهيل، ولكن العين بصيرة، واليد قصيرة! رئيس تحرير بجرة قلم جاهل وأحمق هل يمكن الحديث عن مواقف صعبة اضطرتك إلى اتخاذ قرارات حاسمة؟! - عندما قصم ظهري التعب في أول مشواري مع صحيفة"الندوة"، فقد بدأت متعاوناً وكنت موظفاً حكومياً، وكانت الصحف آنذاك تصدر في طبعة واحدة فلا تبدأ الطباعة إلا مع الفجر، فكنت أنام ساعتين ثم اذهب لعملي الحكومي. وقادني التعب إلى التفرغ لمهنة الصحافة، على رغم خطورة هذا القرار، لأنه لم تكن هناك وربما حتى اليوم أية ضمانات في العمل الصحافي، فقد يأتي رئيس تحرير لا يوازيك فهماً ولا تاريخاً ولا تجربة، فيصدر قرار إبعادك بجرة قلم جاهل وأحمق، وهناك دائماً بعض رؤساء التحرير الذين يغارون من الناجحين المشهورين، فيعمدون إلى إيذائهم من دون الاستفادة منهم ومن خبراتهم، ولهذا فلا زلت أتمنى ألا يترك الأمر بلا حسيب أو رقيب لرؤساء التحرير، ولا بد من كبح جِماح بعض المزاجيين منهم! يُقال إن الصحافة لم تتطور في اهتماماتها ولا تزال لا تهتم إلا بالأشياء المثيرة فقط، فماذا تقول؟ - وماذا يمنع من الاهتمام بالأشياء المثيرة إذا كانت مقبولة وسوية إلى جانب الأشياء المفيدة؟ لأن الاعتماد على الأشياء المثيرة وحسب، يقود إلى السقوط من اهتمام القراء خصوصاً الشريحة المثقفة والواعية منهم. كيف يمكن التفريق بين الشخصي والموضوعي في العمل الصحافي؟ - بمعرفة ما يهم الأشخاص وحدهم، وما يخدم المجتمع بأكمله. إلى أي حد تمثل الصحافة أداة تنوير وتثقيف، وأيضاً تقويم لعمل المؤسسات الرسمية؟! - بقدر ما تلتزم بالصدق والنزاهة والحرص على تقديم الخبر الصادق والتحليل القوي الناجح، إلى جانب الرأي الموضوعي والنقد الهادف، وبقدر ما توظف الصفحات التي تقدمها للالتزام بالمواد الجادة والقوية بعيداً من الإسفاف، والصحافة الناجحة خبراً وصورة يمكنها أن تكرس لوعي متفتح وقوي بقدر استقطابها للمهم والأهم، وبالأسلوب النظيف والنزيه. تجربة الصحف الدولية"الحياة والشرق الأوسط"مع الطبعات المحلية، هل تتابعها؟ وماذا تعني لك؟ وهل يمكن أن تنافس الصحف المحلية؟ - بالطبع أتابعها، وهي بكل كياناتها القوية، وقدرات أجهزتها الصحافية, واتساع نشاط ركضها المميز تشكل مصدراً مهماً للأخبار وفاعلاً في تغطية الأحداث ومتابعة مستجداتها وتحليلها، وهي كما قلت بكل إمكاناتها وتميز القدرات العاملة فيها نجحت في تقديم ما يغري القارئ بمتابعتها واقتنائها. لماذا يُحَمِل رؤساء التحرير مسؤولية أي خطأ لمسؤولين أقل منهم؟! - ليس كل رؤساء التحرير يفعلون هذا، وإنما هي صنيعة الذين يحرصون على كراسيهم ويرتعشون خوفاً من إبعادهم منها! وأعجب دائماً من بعض رؤساء التحرير الذين إذا سئلوا عن خبر أو لقطة أو مقال سارعوا إلى القول بأنهم لا يعلمون، ويطلبون الفرصة للبحث عن المتسبب، ومثل هؤلاء أعتقد أن مهمتهم تكمن في محادثات الهواتف فقط وحضور المناسبات! ما السّر في أن معظم رؤساء التحرير - وأنت واحد منهم - كانت بداياتهم في الصحافة الرياضية؟! - يحدث ذلك لأن النشاط الرياضي يعتبر هو أنشط وأضخم نشاطات المجتمع، ولذلك يستأثر باهتمام الكثيرين جداً. والحقيقة أيضاً أن هذا الاتساع والانتشار جعل الصحافة الرياضية هي الأقرب إلى القراء. وقاد الصحافيين الرياضيين إلى شهرة واسعة جداً وباكرة، وذلك هو الأمر السائد حتى اليوم وعلى وسائل الإعلام كافة، وهذه الخطوة ربما هي السبب أيضاً في كراهية بعض المرضى للرياضة والرياضيين! هيئة الصحافيين، ماذا قدمت للصحافيين والصحفيات؟! - هي خطوة، ونتمنى أن تحقق المأمول في المقبل من الأيام بإذن الله تعالى. ما رأيك بهامش الحرية في صحفنا المحلية اليوم، وهل تود أن يتسع؟! - إذا مارست الصحافة حرية سوية ومنطقية وخدمت بذلك المجتمع وأدت مسؤوليات ناجحة، فإنها تمارس حرية لا اعتراض عليها، ولهذا دائماً فإننا نحتفي بالحرية التي تلتزم بخدمة القضايا والوطن من دون ذلك أو شطط، وكلما نجحنا في تأكيد مفهوم الحرية بممارسة ناجحة، كما حصلنا على المزيد منها، لأن الصحافة اليوم بالذات تتمتع بحرية واسعة في أداء مسؤولياتها وعليها - أي الصحافة نفسها - أن تعي ما هو مطلوب منها، وما هو مرفوض بميزان المنطق! وكيف تجد الحياة اليوم بعيداً من العمل؟! - مليئة بالتأمل، والركض المريح! وما الجديد المقبل؟ - عدد من الكتب أعكف على إنجازها وأولها كتابي الوجداني من عينيك أبتكر غدي ودفعت به إلى المطابع. وماذا عن الأصدقاء؟ - يقول نزار قباني: أنا الحزن من زمان صديقي وقليلٌ في عصرنا الأصدقاء! وماذا تردد دائماً؟ - قول الشاعر: ولئن جرحتنا أكف الحياةِ سكبنا الرضا في شفاهِ الجراحِ ومن أقرب الناس إليك؟ - الذين لا يستبدلون الوردة بالسكين!! وكيف ترى الحب اليوم؟ - بخير، فما زال الحب هو البوابة الكبرى للسلام. ومن تكره؟ - أصدقاء المنصب! ومن تحترم؟ - الصادق والنزيه. صعقني العرابي عندما تحولت الوردة في يده إلى سكين تحدث عن هؤلاء: الدكتور هاشم عبده هاشم؟ - عرفته منذ أن كان رئيساً للقسم الرياضي في صحيفة"المدينة"، وكنت أنا في الخطوة الأولى... هو اليوم صارية عالية... أعجب جداً بطاقته الإبداعية كصحافي وككاتب، وأحب فيه قامته الشامخة. الأديب عبدالله جفري؟ - هذا الفنان ما زال يحلق بنا في الفضاءات الرحبة فيملأ سلالنا خوخاً، وكرزاً، وعنباً، وما زلت أتعلم منه كيف تُكَوّن الكلمة هالة من الحس... وكيف يصبح هتاف التعلم موالاً. الأستاذ عبدالله عمر خياط؟ - أستاذي... وما زال يؤازرني بحَدَب الشقيق ووفاء الإنسان... الإنسان... ليظل هرماً صحافياً لا يهرم. الدكتور عبدالرحمن العرابي؟ - أحببت فيه ابتسامته... وكلمته الطيبة... وأناقته... لكني صعقت فلا أدرى كيف تحولت الوردة في يده إلى سكين! الدكتور فهد حسن آل عفران؟ - جنتلمان... وهو يعمل بطاقة شابة متحفزة لتأكيد نجاحاته، وأتمنى ألا يحتفي ب دم الناس. الأستاذ رضا لاري؟ - صحافي عنيد... وكاتب سياسي كبير... وهو شخصية إعلامية جديرة بالاحترام والتقدير. في رحلاتك أي الدول أقرب إليك؟ - أحب ضجيج القاهرة... ويأسرني دلال بيروت. من أقرب الشعراء إلى نفسك؟ - ليس هناك أقوى من شعر المتنبي من وجهة نظري، ولا هناك أبهى من شعر الدكتور غازي القصيبي... ولا أحلى من قصائد يحيى توفيق... ولا أجمل من بوح عبدالمحسن الحليت... ولا بديل أبداً عن مدرسة نزار قباني وإمبراطوريته الشعرية الدائمة. بمن أعجبتَ من جيل الأدباء العمالقة في بلادنا؟ - أعجبت جداً بفلسفة حمزة شحاته... وبفكر محمد حسن عواد. ما الذي يثير حنقك؟ - هؤلاء الذين ينتقدون قنوات الأغاني الفضائية في التلفزيون، ويقولون بأنها تافهة ومسيئة إلى الأدب، ولكنه إذا ما جلسوا أمام أجهزة التلفزيون لا يشاهدون غيرها. ألا تعتقد بأن النشاط الرياضي طغى على كل شيء... وأفسد الاهتمامات الجادة لدى الشباب بالذات؟ - الأنشطة الرياضية بطبعها واسعة، ولها مساحاتها الكبيرة... والاهتمام بالرياضة والكورة بالذات شيء جميل إذا لم ينحرف بالاستفراق والتعصب، ودائماً هناك بيت يضع في أسلوب تربيته تنشيط كل الاهتمامات وتوجيهها وإثرائها. في لحظات الصفا مع النفس إلى ماذا تستمع؟ - بشكل عام استمع دائماً إلى فنان العرب محمد عبده، وهاني شاكر. ما زال الناس يتحدثون عن الوفاء... كيف هو اليوم؟ - مهما تكن الحال، فإن الوفاء باق ما بقي الخير. ترى ماذا بقي من الأماني والطموحات؟ - لا ينتهي الطموح، ولا تجف الأماني، ولا يموت الإنسان، فالحياة لا تكون جميلة إلا بالأماني... ولا حافلة إلا بالطموحات. هل أنت راض عما حققتَ في مشوارك حتى اليوم؟ - كل الرضا والحمد لله. ما أثمن ما تحرص عليه؟ - محبة الناس، ومن قبل ومن بعد أن تظل صلتي بالله عامرة. على أي الأشياء تبكي؟ - على فَقْد أبي وأمي... لقد شعرت يوم فقدتُ أبي بأن الساعد الأشم الذي كان يساندني بعد الله قد توارى... ويوم ماتت أمي فقدت الصدر الذي كنت أدفن فيه تعبي... وألمي. وبأي الأشياء تفرح؟ - بأسرتي التي حرصت على تواصلها بكل ما أملك... وأصبح الأبناء والأحفاد هم الدوحة التي تشيع في النفس الرضا والسعادة. كلمة أخيرة تود أن تقولها للقراء عبر"الحياة"؟ - احرصوا على ابتسامتكم!