ففي العام 1982م تفجرت أزمة «الرهائن»، التي استمرت 10 سنوات، وتم اختطاف 96 أجنبياً في لبنان، وكان بينهم 25 أميركياً، وكانت معظم عمليات الخطف من تنفيذ حزب الله، والجماعات المدعومة من إيران. ويحمل العام 1983م خاتماً خاصاً في العمليات الإرهابية بدءاً من تفجير السفارة الأميركية في بيروت بمعرفة عملاء حزب الله في عملية راح ضحيتها 63 شخصاً. وفي العام نفسه نفذ إسماعيل العسكري، أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني عملية انتحارية في بيروت استهدفت مقر مشاة البحرية الأميركية. وأسفرت عن مقتل 241، وإصابة أكثر من 100، من العسكريين والمدنيين الأميركيين. وبالتزامن مع هذه العملية تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت بمعرفة حزب الله، وخلف التفجير 64 قتيلاً بينهم المدنيون. وشهد العام 1984م هجوماً شنه حزب الله على ملحق للسفارة الأميركية في بيروتالشرقية مخلفاً 24 قتيلاً بينهم أميركيون. وفي العام 1985م وقع حادثان؛ الأول محاولة تفجير موكب الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت آنذاك، رحمه الله، ونتج عنها 4 قتلى. أما الثاني فكان خطف طائرة ركاب تابعة لخطوط (TWA) وعلى متنها 39 أميركياً بتدبير إيراني. وهي العملية التي استمرت أسابيع وراح ضحيتها أحد مشاة البحرية الأميركية. ولم تسلم الشعائر الدينية والأرض المقدسة من إرهاب نظام طهران، فقد شهد العام 1986م حادثاً هو الأغرب من نوعه حين حرضت إيران حجاجها على القيام بأعمال شغب أثناء تأدية المناسك مما أدى لحدوث تدافع بين الحجيج راح ضحيته 300 من ضيوف الرحمن. وشهد العام 1987م إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق السعودية نفذه عناصر من «حزب الله الحجاز» المدعوم من النظام الإيراني. ولم يكتفِ النظام الإيراني خلال هذا العام بالهجمات الإرهابية داخل المملكة، فقد تورط في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران. كما اعتدت السلطات الإيرانية، وفي نفس العام، على القنصل السعودي في طهران رضا عبد المحسن، واقتاده عناصر من الحرس الثوري إلى المعتقل، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد مفاوضات بين السعودية وإيران. ولا يخفى على أحد حقائق تورط إيران في عمليات اغتيال تمت لعدد من المعارضين لنظام طهران؛ فقد تورطت عام 1989م في اغتيال عبد الرحمن قاسمل وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبد الله آزار في فيينا. وفي عام 1991م اغتال عناصر من الحرس الثوري في باريس شهبور باختيار آخر رؤساء الحكومات في إيران تحت حكم الشاه. وأسفر الحادث عن مقتل رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية. وفي برلين وفي العام 1992م اغتالت إيران صادق شرفكندي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وراح في العملية مساعدوه الثلاثة، فتاح عبدولي، وهومايون أردلان، ونوري دخردي. وخلال الفترة من 1989م إلى 1990م تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسيين السعوديين عبد الله المالكي، وعبد الله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف في تايلاند. وفي العام 1992م أثبت القضاء الألماني تورط الاستخبارات الإيرانية في تفجير مطعم ميكونوس في برلين لقتل 4 معارضين إيرانيين. ولا ينسى العالم تفجيرات بوينس آيرس التي وقعت عام 1994م وخلفت 85 قتيلاً وأكثر من 300 مصاب، وهي العملية التي اعتقلت الشرطة البريطانية عام 2003م هادي بور السفير الإيراني السابق لدى الأرجنتين بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم. وشهدت مدينة الخبر السعودية عام 1996م حادثاً مأساوياً بتفجير أبراج سكنية بمعرفة عناصر «حزب الله الحجاز» المدعوم من إيران، وقد خلف الهجوم الإرهابي 120 قتيلاً، بينهم 19 أميركياً. وتولت إيران توفير الحماية والأمن لمرتكبي الحادث وضمنهم المواطن السعودي أحمد المغسل، الذي تم القبض عليه عام 2015م وهو يحمل جواز سفر إيرانياً. وأثبتت التحقيقات أن الملحق العسكري الإيراني لدى دولة البحرين آنذاك أشرف بنفسه على العملية. وبعد هجمات 11 سبتمبر، وفرت إيران ملاذًا آمناً على أراضيها لزعامات من تنظيم القاعدة بينهم سعد بن لادن، وسيف العدل وغيرهما. ورفض النظام الإيراني تسليمهم لبلدانهم. وفي عام 2003م دعمت إيران عناصر شيعية عراقية لتشكيل أحزاب وجماعات موالية لنظام طهران، وقد تورطت هذه التنظيمات في مقتل 4400 جندي أميركي، وعشرات الآلاف من العرب السنة. وفي عام 2006م أعلن النظام الإيراني تخصيص مكافأة 1000 دولار عن قتل كل جندي أميركي في أفغانستان. وكان ضرورياً أن تتخذ أمريكا موقفاً من نظام طهران، فأصدر مجلس الشيوخ قراراً بإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وهو نفسه ما فعله الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، والكونغرس عام 2007م. ولم تقف الممارسات الإرهابية الإيرانية ضد السعودية، فتورطت عام 2011م في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في كراتشي. وفي نفس العام نجحت سلطات الأمن الأميركية في إحباط محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وأثبتت التحقيقات الأميركية تورط النظام الإيراني في الحادث الإرهابي. ولعلنا جميعاً نتذكر قضية خلية العبدلي الشهيرة في دولة الكويت، والتي أصدرت محكمة الجنايات الكويتية فيها حكماً بالإعدام على اثنين من المدانين فيها أحدهما إيراني. بعد ثبوت اتهامهم بالتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية، وارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت. وليس أدل على تورط إيران في دعم الإرهاب من اعتراف محمد علي جعفري بوجود 200 ألف مقاتل إيراني في سوريا، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، واليمن. لكن «إيران الشريفة»، بحسب وصف الوزير القطري، تورطت فيما هو أكثر من ذلك، فأينما حلت البعثات الدبلوماسية الإيرانية تعمل على تشكيل شبكات تجسس وتنظيمات مدعومة لتنفيذ عملياتها الإرهابية. وقد توالى الكشف عن شبكات التجسس الإيرانية في السعودية عام 2013م، والكويت عامي 2010م، و2015م. وفي البحرين عامي 2010م، و2011م. وفي مصر أعوام 2005م، و2008م، و2011م. وفي الأردن عام 2015م. وفي اليمن 2012م. والإمارات 2013م. وتركيا 2012م. ويحفل السجل الإيراني بانتهاكات متعددة ومتكررة لحرمة وحصانة البعثات الدبلوماسية على أراضي إيران. ذلك السجل الذي يضم بين صفحاته وقائع عديدة لعل أبرزها اقتحام السفارة الأميركية عام 1979م واحتجاز دبلوماسييها لمدة 444 يوماً. ثم الاعتداء على السفارة السعودية عام 1987م. تلاه الاعتداء على السفارة الكويتية. وأخيراً الاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد 2016م. واخيراً أقول بعد هذا كله هل من العقل والمنطق والحكمة أن توسم الفاجرة بالشريفة وأن توسم إيران الفاجرة بالشرف فأي شرف تدعيه إيران وويلاً للشرف من شرف إيران إذا كان هذا هو الشرف المزعوم فما هو إذن العهر والفسق والفجور يا ترى.