أكد المتخصص في مكافحة الجريمة والإرهاب في جامعة القصيم والمستشار في إمارة منطقة القصيم الدكتور يوسف بن أحمد الرميح، أنه يُعرف عن إيران «تاريخياً الفساد والانحطاط الأخلاقي والسلوكي والفكري بصوره وأشكاله وأنواعه كافة»، وأكد في عرض له عن الوضع الأمني لإيران، أن رئيس جمعية العاملين الاجتماعيين الإيراني حسن موسوي جلك أعلن أخيراً أن الإيرانيين «يحتلون المرتبة الثانية عالمياً في تصنيف الشعوب الأكثر حزناً في العالم أجمع، وذلك بسبب انتشار إدمان المخدرات بينهم». وأشار الرميح إلى أن مركز البحوث والتدريب لمنظمة مكافحة المخدرات والإدمان الإيرانية أعلن قبل عامين عن ازدياد الإدمان على المخدرات بين الأطفال بنسبة 100 في المئة خلال فترة السنوات ال10 الماضية، وأن الفئة العمرية بين 15 إلى 19 عام تشكل نسبة 3 في المئة من المدمنين في إيران، إذ اعتقلت السلطات خلال هذه المدة الزمنية أكثر من 4 ملايين شخص بسبب المخدرات، وأشار أن مسحاً ميدانياً أجرته منظمة مكافحة المخدرات الإيرانية كشف عن ارتفاع عدد متعاطي المخدرات في إيران إلى أكثر من الضعف خلال السنوات الست الماضية. وأضاف: «ووجدت الدراسة أن 2.8 مليون مواطن إيراني أي حوالى 3.5 في المئة من السكان يتعاطون المخدرات بانتظام، ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسن) عن المتحدث باسم المنظمة برويز افشار قوله إن هذا الارتفاع في عدد المتعاطين يدق ناقوس الخطر، وإن الأفيون لا يزال الأكثر انتشاراً». ووفق أحدث تقرير لمركز حقوق الإنسان الإيرانية المختص بمراقبة حالات الإعدام في إيران قبل فترة وجيزة (2016) فإن كل 4 ساعات تشهد إيران حالة إعدام واحدة. وأوضح أن أغلب حالات الإعدام المعلنة على صلة بجرائم تتعلق بالمخدرات، وتشير الإحصاءات الرسمية إلى ارتفاع عدد الوفيات بنحو 6.2 في المئة، أي ما يعادل ثلاثة آلاف، و190 ألف مدمن على المخدرات، وهو ما يفوق المعدلات العالمية بكثير، ويعد الإدمان أحد العوامل الخمسة في أسباب الوفاة وأحد أبرز الأمراض الخمسة في البلاد. وقال الرميح إن من الجرائم المسجلة بإيران الشريفة «جرائم الدعارة» فوفقاً لصحيفة «فورين بوليسي» المعروفة، التي أشارت إلى أن إيران والتي تفرض نمط حياة يروج «للفضيلة، تنحدر إلى سلوكيات منحرفة وتفشي للدعارة بشكل علني وسافر، حيث الدعارة تلهب شوارعها بأكثر من 85 ألف عاهرة في طهران لوحدها، وتشير الأرقام إلى 10 إلى 12 في المئة من العاملات في صناعة الجنس هن نساء متزوجات وهذا الرقم يعد كبيراً ومفاجئاً للجميع. وهذا ما أكدته منذ فترة قصيرة صحيفة «انتخاب» الإيرانية المقربة من السلطة هناك»، وتابع: «وتشير دراسة أجراها أحد كبار مسؤولي وزارة الشباب الإيرانية في العام 2015، إلى أن معظم الرجال الذين شملتهم الدراسة يمارسون الجنس قبل الزواج، في علاقات تعتبر محرمة في البلاد، ونتج من نحو 13 في المئة من هذه العلاقات غير المشروعة حالات حمل غير مرغوب بها وحالات إجهاض، تؤشر على خطورة الواقع الاجتماعي في هذا البلد والتغيير الجذري في المجتمع مقارنة مع الجيل السابق. ... دعم الإرهاب سياسة دائمة لها أما على صعيد دعم الإرهاب وتمويله وتقديم تسهيلات بكل الطرق الممكنة للإرهابيين يقول الرميح: «حدّث ولا حرج، والتاريخ يؤكد أنه منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979م، وسجل إيران يحفل بأفعال تثبت تبنيها سياسات نشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة كافة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بالقوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية كافة والمبادئ الأخلاقية عرض الحائط، وقد التزمت المملكة العربية السعودية بسياسة ضبط النفس، والحفاظ على حسن الجوار طوال الفترة الماضية. والحقيقة الأخرى أن هذه السياسات الإيرانية تستند في الأساس إلى ما نص عليه الدستور الإيراني في مقدمته، وعلى وصية الخميني، فيما عُرف بمبدأ تصدير الثورة، الذي تقوم عليه السياسة الإيرانية الخارجية تحت مسمى نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها، كما تدعم إيران الإرهاب بتوفير ملاذات آمنة لقياداته على أراضيها، وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، وتجاوزت هذه السياسات إلى الأفعال بالضلوع في التفجيرات الإرهابية التي ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء، واغتيال المعارضين في الخارج، وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية، ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيال أو محاولته. وكل ذلك تدعمه التواريخ والأرقام والأحداث التي توضح في مجملها حقيقة سياسات إيران العدوانية طوال 35 عاماً. وكلها حقائق تدحض بالدليل القاطع تلك الأكاذيب التي يروجها النظام في طهران، بما في ذلك مقال وزير الخارجية الإيراني في صحيفة «نيويورك تايمز»، ورسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة. فقد أسست إيران العديد من المنظمات الإرهابية في الداخل «فيلق القدس»، وفي الخارج عمدت إلى تأسيس «حزب الله» في لبنان، و«حزب الله الحجاز»، و«عصائب أهل الحق» في العراق، وغيرها. كما أسست ودعمت العديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول أمثال الحوثيين في اليمن. والمتتبع لأهم الأحداث الإرهابية في العالم يصعب عليه أن يجد حدثاً أو عاماً برئت فيه يد النظام الإيراني من حادثة أو أكثر. ففي العام 1982م تفجرت أزمة «الرهائن»، التي استمرت 10 سنوات، وتم اختطاف 96 أجنبياً في لبنان، وكان بينهم 25 أميركياً، وكانت معظم عمليات الخطف من تنفيذ «حزب الله»، والجماعات المدعومة من إيران. ويحمل العام 1983م خاتماً خاصاً في العمليات الإرهابية بدءاً من تفجير السفارة الأميركية في بيروت بمعرفة عملاء «حزب الله» في عملية راح ضحيتها 63 شخصاً، وفي العام نفسه نفذ إسماعيل العسكري، أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني عملية انتحارية في بيروت استهدفت مقر مشاة البحرية الأميركية، وأسفرت عن مقتل 241، وإصابة أكثر من 100، من العسكريين والمدنيين الأميركيين. وبالتزامن مع هذه العملية تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت بمعرفة «حزب الله»، وخلف التفجير 64 قتيلاً بينهم المدنيون، وشهد العام 1984م هجوماً شنه «حزب الله» على ملحق للسفارة الأميركية في بيروتالشرقية مخلفاً 24 قتيلاً بينهم أميركيون. ولم تسلم الشعائر الدينية والأرض المقدسة من إرهاب نظام طهران، فقد شهد العام 1986م حادثة هي الأغرب من نوعها حين حرضت إيران حجاجها على القيام بأعمال شغب أثناء تأدية المناسك مما أدى لحدوث تدافع بين الحجيج راح ضحيته 300 من ضيوف الرحمن. وشهد العام 1987م إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق السعودية نفذه عناصر من «حزب الله الحجاز» المدعوم من النظام الإيراني. ولم يكتفِ النظام الإيراني خلال هذا العام بالهجمات الإرهابية داخل المملكة، فقد تورط في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران. كما اعتدت السلطات الإيرانية، وفي العام نفسه، على القنصل السعودي في طهران رضا عبدالمحسن، واقتاده عناصر من الحرس الثوري إلى المعتقل، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد مفاوضات بين السعودية وإيران. وخلال الفترة من 1989م إلى 1990م تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسيين السعوديين عبدالله المالكي، وعبدالله البصري، وفهد الباهلي، وأحمد السيف في تايلاند. وفي العام 1992م أثبت القضاء الألماني تورط الاستخبارات الإيرانية في تفجير مطعم ميكونوس في برلين لقتل 4 معارضين إيرانيين. ولا ينسى العالم تفجيرات بوينس آيرس التي وقعت عام 1994م وخلفت 85 قتيلاً وأكثر من 300 مصاب، وهي العملية التي اعتقلت الشرطة البريطانية عام 2003م هادي بور السفير الإيراني السابق لدى الأرجنتين بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم. وشهدت مدينة الخبر السعودية عام 1996م حادثة مأسوية بتفجير أبراج سكنية بمعرفة عناصر «حزب الله الحجاز» المدعوم من إيران، وقد خلف الهجوم الإرهابي 120 قتيلاً، بينهم 19 أميركياً. وتولت إيران توفير الحماية والأمن لمرتكبي الحادثة وضمنهم المواطن السعودي أحمد المغسل، الذي تم القبض عليه عام 2015م وهو يحمل جواز سفر إيرانياً، وأثبتت التحقيقات أن الملحق العسكري الإيراني لدى البحرين آنذاك أشرف بنفسه على العملية. وبعد هجمات 11 سبتمبر، وفرت إيران ملاذًا آمناً على أراضيها لزعامات من تنظيم القاعدة بينهم سعد بن لادن، وسيف العدل وغيرهما. ورفض النظام الإيراني تسليمهم لبلدانهم، وفي عام 2003م دعمت إيران عناصر شيعية عراقية لتشكيل أحزاب وجماعات موالية لنظام طهران، وقد تورطت هذه التنظيمات في مقتل 4400 جندي أميركي، وعشرات الآلاف من العرب السنة. وانتقد الرميح وصف المسؤولين القطريين ب«إيران الشريفة» فهي دولة تورطت في ما هو أكثر من ذلك، وأكد أنه أينما حلت البعثات الدبلوماسية الإيرانية فإن هناك عملاً على تشكيل شبكات تجسس وتنظيمات مدعومة لتنفيذ عملياتها الإرهابية. وقد توالى الكشف عن شبكات التجسس الإيرانية في السعودية عام 2013، والكويت عامي 2010، و2015، وفي البحرين عامي 2010، و2011، وفي مصر أعوام 2005، و2008، و2011، وفي الأردن عام 2015، وفي اليمن 2012، والإمارات 2013، وتركيا 2012.