التاريخ الذي لا يكذب ولا يجامل بل يوثق بدقة ما يحدث هنا وهناك سوف يسجل وبفخر واعتزاز أن عهد الملك سلمان ملك الحزم وولي عهده الأمين رجل العزم كانا من أخلد العهود في التاريخ السعودي والعربي والإسلامي بما سجلاه لأمتنا من تطور وتنمية وتغيير بصورة أدهشت العالم. وفي كلمته الافتتاحية بأعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى التي وجهها خادم الحرمين الشريفين للأمة كانت تحمل الكثير الكثير من المضامين والمعاني والأهداف وتكتشف من خلال كلماته وعباراته وحتى إشاراته لما وجه به ففيها حس ديني ووضوح سياسي وحصافة إبداعية وحزم واضح فها هو يشير إلى ظاهرة الفساد: «إن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها، وقد عزمنا بحول الله وقوته على مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن، وفي هذا السياق جاء أمرنا بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد العام برئاسة سمو ولي العهد ونحمد الله أن هؤلاء قلة قليلة». ويؤكد جلالته حفظه الله أن: «ما بدر منهم (الفاسدون) لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد الطاهرة الشرفاء من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على كافة المستويات وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص، وكذلك المقيمون بها من عاملين ومستثمرين الذين نعتز ونفخر بهم ونشد على أيديهم ونتمنى لهم التوفيق». ونجد في كلمته الكريمة اهتماما كبيرا بالتنمية والتطوير فيقول أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية: «تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع ثوابتها متمسكين بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا. ورسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونسأله سبحانه السداد والتوفيق». ولا ينسى خادم الحرمين الشريفين أن يشير إلى ظاهرة الإرهاب هذه الظاهرة التي اوجعت العالم فقال: «لقد واصلت المملكة دورها الريادي الفاعل في التصدي لظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه. ودعت المملكة إلى الحل السياسي للخروج من أزمات المنطقة وحل قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية». وأشار معربا عن استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي». وفي ختام كلمته السامية التي تناقلتها مختلف وكالات الأنباء في العالم وراحت تضعها في مقدمة صفحاتها الإخبارية أشار باهتمام إلى سعي المملكة الحثيث لترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعمل على رفع المعاناة عن الشعوب. وماذا بعد لقد كان خطاب المليك تحت قبة الشورى خطابا يشكل اهتمام القيادة بالوطن والمواطنين وحتى المقيمين وينحاز بقوة إلى كل ما من شأنه يهم احتياجاتهم وأمنهم ورغدهم والتركيز على النظرة المستقبلية للوطن في مختلف المجالات.