ارتبط اسم إيران منذ قيام ثورتها الدموية بمآسي المنطقة وحروبها المدمرة، تمارس التدمير وتنشر ثقافته على مدى يقرب من أربعين عامًا، داعمة ذلك بالنفخ في سلطتها العسكرية وحكاية البرنامج النووي وأسلحة الدمار لارباك كل من يعترض على رغباتها التوسعية في المنطقة ومستغلة حالة الاضطراب التي أصابت الجسد العربي تحديدًا للإمعان في شرها، واليوم تحدثنا كل المعطيات بانحسار هذا المد الصفوي ومواجهته بقيادة أمريكية، وليست السياسة السعودية ببعيد عن أحداث هذا المتغير لمواجهة الطمع غير المشروع لإيران. وعلى الرغم من الحجج وكثرتها من إيران إلا أن الموضوع كبير ولم يسبق السيد ترمب إليه أحد، وقد ظن الكثيرون أن القرار إنما هو مأساة انتقام أخرى. لكن تركزت الإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة على محاولة تحجيم التأثير المزعزع لاستقرار المنطقة وتقييد شراسة إيران وتناقضها والتصدي للعبث والتدخل بشؤون الدول والتآمر عليها. وليحدثنا أصحاب العقول الفذة لماذا تأخرت أمريكا والكونجرس عن تجريم وإيقاف عبث هذه المجموعة الإرهابية فترة من الزمن ولم يتم عقابها. تحمل الإرهاب والبؤس في كفتين متساويتين، وما جرى اليوم خطوات إلى الأمام دل عليها خطاب السيد دونالد ترمب وإستراتيجية جادة تجاه إيران أهمها أن طهران لن تحصل على سلاح نووي، وسيتم فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني بوصفه «منظمة خبيثة» لها تاريخ أسود استخدمت أموالاً طائلة لتمويل عمليات إرهابية. وإيقاف تمويل أنشطته الخبيثة التي تبدد ثروة الشعب الإيراني. حيث شدد على مواجهة التهديدات بالصواريخ الباليستية والأسلحة غير المتماثلة الأخرى الموجهة ضد الولاياتالمتحدة وحلفائنا. بل أكثر، أكثر يا سيادة الرئيس احشد المجتمع الدولي لإدانة الانتهاكات الجسيمة للحرس الثوري وكذلك حقوق الإنسان واحتجازه غير العادل للمواطنين الأمريكيين وغيرهم من الأجانب بتهم زائفة، واحرم النظام الإيراني من جميع المسارات المؤدية إلى سلاح نووي. نحن معك ونبارك الإستراتيجية الجديدة. حيث رحبت المملكة بهذه الإستراتيجية «الحازمة» التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترمب، إزاء إيران، والتزامه بالعمل مع حلفاء أمريكا وعمله على مواجهة التحديات، وعلى رأسها سياسات إيران العدوانية وحرسها الثوري. وها هو إِذ يدنو من مصيره المحتوم. الحرس الثوري؛ الأداة الرئيسة التي استخدمها المرشد الأعلى خامنئي وسلاحه في إعادة تشكيل إيران كدولة مارقة من تلك العناصر المتشددة وغرضها الأول والأخير هو تخريب النظام الدولي، حيث ظل منبعًا للعنف يطفو في كل مكان لا يخضع لمساءلة أو محاكمة وخصوصًا من الشعب الإيراني. يسيطر على كل مشاهد الخراب والصراعات في دول منطقة الشرق الأوسط، واستولى على أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإيراني، وعمل على إضعاف ونشر الفوضى والقلاقل في دول الخليج العربي كما جاء في الخطاب. فقد قام بتسليح بشار الأسد وتوجيهه إلى قتل شعبه في سوريا، وتغاضى عن استخدامه للأسلحة الكيميائية. سعى إلى مساندة تنظيم داعش عبر الجماعات المسلحة في العراق التي ظلت تحت سيطرته، واستخدام الحوثيين في اليمن كواجهة ومقاتلين مأجورين لإخفاء دور إيران في استخدام الصواريخ المتطورة والقوارب المتفجرة لمهاجمة المدنيين الأبرياء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تقييد حرية الملاحة في البحر الأحمر. على النظام الإيراني أن يقوم بشعائرالحداد ويلطم بشدة على حرسه الثوري الفقيد، فما عليكم إلا أن تحصدوا ما زرعتم أعداء الإيجابية والسلام والأمن الإقليمي والدولي، لم يعد هناك مزيد من الصبر لاستغلال الثغرات واختبار عزم المجتمع الدولي مجددًا.