احتضن توقيعه لوحات رسمها وأوراق نقش فيها خطه الجميل إبداعا حفرت ذاكرة ملهمة لأجيال لاحقة في القصة والرواية. حتى في أوقات مرضه ومعاناته تحرك توقيعه على أعماله ليهديها لمحبيه الذين يزورونه ليخففوا من آلامه وربما غربة تنال أي مبدع أو مثقف يقترب من لهيب الأسئلة في مجتمع الإجابات الجاهزة. لم تكن تلك الأعمال مثل: «جاردينيا تتثاءب في النافذة»، و«الغيوم ومنابت الشجر» و«ريح الكادي»، لولا فردانيته المحلقة بأجنحة خيالات الاطلاع الواسع والكتابة، وموهبة في استغلال وجدانية ذاتية مرهفة عكسها في سطوره التي نثرها في أعماله، يقول: «الكتابة التي تحيط بكل وجوه الواقع هي التي تريحيني وتستميلني.. » اليوم بعد سنوات من رحيله، لابد من عودة لذلك المبدع عبر وسائل غير تقليدية فالرواية والقصة اليوم يجب أن لا تكتفي بالرف في المكتبة، أو بالدراسات النقدية التقليدية التي ستصطف لاحقا بجوار ذلك العمل الإبداعي في رف المكتبة ذاتها، ولا ضير في ذلك الاصطفاف المعرفي المتراكم فالدنيا في أعماقها مكتبة؛ لكن من ناحية الأثر والتأثير والدخول السهل إلى الثقافات الأخرى لابد من الامتداد عبر وسائط مختلفة كالفيلم القصير أو المسلسل أو فيلم كارتوني أو مسرحية مستلهمة من إحدى أعماله التي كتبها، لاسيما في الحراك الذي تشهده المملكة حاليا وأن كل المؤشرات توحي بحراك أكبر في المستقبل اتجاه الفن والسينما، فاستنهاض واستنطاق أعمال المبدعين لدينا الذين أثروا المكتبة الثقافية العربية في الرواية والقصة عبر الفنون البصرية أولى من غيرهم. إمضاء القاص والروائي عبدالعزيز مشري: (1956م-2000م): تحرك على أوراق خياله؛ لينقش ذاكرة ملهمة. ** **