فاصلة: «إنَّ كل شيء هو كما نقدره» (حكمة إيطالية) لا يزال تويتر يتسيد المشهد السعودي في تشكيل الرأي العام في مجتمعنا. وحسب إحصاءات مؤشر الإعلام الرقمي، الذي رعته ودعمته في خطوة رائدة وزارة الثقافة والإعلام، فإن السعودية احتلت المرتبة الأولى مع 20.8 مليون مستخدم نشط من أصل 32.2 مليون نسمة في استخدام الإنترنت. ونحن أيضًا متصدرون الإحصاءات في استخدام «تويتر»، ولاسيما أن 93 % من الصحف لدينا لها حسابات في تويتر. على أنه يُفترض أن نشر المعلومات تساعد المتلقي في فَهم النص، لكن يبدو أن عدم الوعي والجهل يجعل بعضنا يرسل أي رسالة تصله إلى الآخرين دون أن يدرك مسؤوليته في نقل المعلومات الخاطئة التي تساهم في تضليل الرأي العام. كمثال الرسائل التي انتشرت عن أمثلة لأخطاء وُجدت في مناهج المدارس لدينا، معظمها كان مفبركًا باستثناء صورة الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله - مع الكائن الفضائي؛ ما حدا بوزير التربية والتعليم إلى الاعتذار. والذي أراه كمتخصصة أنه لم يكن مطالبًا به؛ فالمشروع الشامل لتطوير المناهج في المدارس بدأ منذ أكثر من عقد، ولم يكن وزيرًا آنذاك، لكنه قد صرح في جريدة الرياض يوم الاثنين 28 نوفمبر 2016م قائلاً: «ماضون في تطوير المناهج الدراسية تحقيقًا لمتطلبات (رؤية 2030)». وبذلك يمكن أن نتساءل عن الآليات التي على الأقل خطَّطت لها الوزارة في تطوير المناهج، وبذلك أيضًا على الوزارة أن تتحقق من مصداقية ما ينشره البعض في «تويتر»، وحتى مجموعات «الواتس آب». وأرجو عدم التقليل من نصوص تويتر والواتس آب؛ لأنها تعتبر أحد مصادر البيانات الضخمة التي يمكن الاستفادة من تحليلها علميًّا. وإذا كان الوزير قد اعتذر وصرح بأن النسخ سُحبت فإن مصمم الصورة قال عن الكائن الفضائي الذي صوَّره بجانب الملك فيصل بن عبد العزيز - يرحمه الله - إنه شخصية «يودا»، بمعنى أن الصورة ليست خطأ في نظره! أتمنى من جميع الوزارات أن تدرك أن العمل وحده ونشر المعلومات الصحيحة والشفافية في إدارة الأزمات هي الحل تجاه الحملات الإعلامية الموجَّهة ضد الوزير أو وزارته؛ إذ لم يعد رجع الصدى مثل الماضي، وصار أي مواطن يستطيع أن يعبِّر عن رأيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أن ينتظر إجازة الصحيفة الورقية لرأيه. وبذلك فلكل قارئ ومتصفح للإنترنت الحق في التعبير عن رأيه.. والميدان يا حميدان.