87 فرحة في قلب وطن ينشر الفرح ويزرع البهجة ويبث الدفء في قلوب مواطنيه وساكنيه وقاصديه. 87 عاماً.. والوطن يرفل من خير إلى خير في خير.. يمتد في علو حتى عانق عنان السماء، ويمتد في عشق حتى لازم شغاف القلب، ويمتد في ولاء تجدده المواقف والأحداث، ويمتد في انتماء يصلح أن يكون قصة لا تتكرر على غير هذه الأرض ترويها الأجيال للأجيال، وترويها محبة المواطن لمكونات وطنه، حتى طالت وأينعت وأنبتت من انجاز بهيج. ذكرى يوم الوطن.. ذكرى خالدة يسترجع فيها الحاضرون سيرة السابقين، ويخططون لنفع القادمين، ويؤكدون فيها أنهم يعملون لأن تكون السعودية في مقدمة بلاد العالمين، ذكرى يوم الوطن ليست مجرد تاريخ تمر كل عام، ثم تذهب دون أن تترك أثراً في القلب، وهدفاً في العقل، وعملاً بالجوارح، ذكرى اليوم الوطني تمر باسقة باسمة كل عام، تصنع شلالات خضراء تصب في جداول وطن يمضي نحو الإمام لا يلوي على شيء، بقيادة لا هم لها إلا الوطن وأهل الوطن وما يخدم الوطن. يأتي اليوم الوطني ال 87 والوطن يخطو حثيثاً نحو تحقيق متطلبات رؤيته الطموحة 2030 التي لم تنس الشأن الرياضي والترفيهي من أجندتها بل عملت على تحقيق كل ما يحفز شباب الوطن ورياضييه، وتعزيز مكاسبه. يأتي اليوم الوطني هذا العام ومازال الوطن يعتمر الفرحة ببلوغ المنتخب الأول مونديال 2018 بعد غياب مونديالين متتاليين، وهو ما يؤكد أن رياضتنا تسير في الطريق الصحيح، وأنها عادت إلى جادة الدعم والتفوق من جديد. عودة إلى رؤية 2030.. فقد نصت على أن «من التزاماتنا أن نكون داعمًا لوسائل ترفيه هادفة للمواطنين.. سنقوم بزيادة الأنشطة الثقافية والترفيهية وتنويعها للإسهام في استثمار مواهب المواطنين، وسنطور الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الاجتماعية والثقافية وتسجيلها رسميًّا، وسنطلق البرنامج الوطني (داعم) الذي سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الرياضية والثقافية، ويوفر الدعم المالي اللازم لها، وينشئ شبكات وطنية، تضم النوادي كافة، بما يساعد في نقل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية لهذه الأندية، وزيادة الوعي بأهميتها». وبحلول عام (1442ه - 2020م) سيكون هناك -بإذن الله- أكثر من (450) نادي هواة مسجلاً، يقدِّم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية وفق منهجية منظمة وعمل احترافي، وزيادة نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعيًّا من 13 % إلى 40 %. هذه اللمحات والأرقام تعكس كيف يفكر المخططون لمستقبل شباب البلد ورياضته، وتؤكد أن التخطيط للمستقبل لا ينفك عن العمل للحاضر، وأنهما يسيران بخطين متوازيين لتحقيق أهداف مشتركة قصيرة وبعيدة المدى دون تداخل أو تصادم أو تضاد أو تأثير خط على آخر. إن التخطيط لتطوير الرياضة السعودية من خلال برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 بدأ مبكرًا، وظهر من خلال خطوات عدة، وضعت السطور الأولى لتطوير الرياضة، وتقديمها بشكل مختلف، ونحن تستذكره في هذا اليوم المجيد من أجل أن نقول للمواطن والمقيم كيف تعمل القيادة من أجل المستقبل، وكيف ترسم له، حتى تكون جاهزة دون عقبات في مقبل الأعوام، وحتى تكون قادرة على مواجهة أي تحديات تواجه المخططين والمنفذين في عالم يموج بالتحديات والمتغيرات التي لا يمكن أن يتصدى لها إلا من بدأ مبكراً وخطط لمستقبله في وقت مناسب. في شأننا الرياضي، صدرت سلسلة من القرارات العليا التي هدفت القيادة -يحفظها الله- من خلالها إلى إصلاح القطاع الرياضي، وضخ المزيد من الدماء في أوردته، والسعي به إلى آفاق أوسع، تنقله من دائرته المالية الضيقة، وندرة موارده، وعدم قدرته على مواجهة المصاريف، فضلاً عن ترشيدها، إلى محل استثمار واسع، يضمن تدفق الإيرادات بشكل منتظم، ويمنح رجال المال فرصة تقديم ما لديهم من أفكار تطويرية واقتصادية، ويتوج جهود الدولة الساعية إلى جعل الرياضة أحد الموارد المالية الجيدة، بدلاً من كونها تستنزف المال على الدوام. و هنا، سوف نستعرض القرارات التي صدرت خلال عام مضى فقط، وهي مع ما سبق من قرارات تكشف أن المشرع يخطط بهدوء لنقلة تكون حديث الناس، وتصنع اختلافًا، يلاحظه الجميع، ويؤطر لمستقبل يزهو به الجميع. * تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة عامة للرياضة ومن ضمن ما تهدف الهيئة -بحسب التنظيمات- إلى وضع الخطط والمعايير لإنشاء المرافق والمنشآت الرياضية، وإدارتها، والاستفادة من بيوت الشباب، والترخيص لإقامة منشآت ومرافق ممارسة الأنشطة الرياضية، ووضع اللوائح والمعاييرالمنظمة لذلك. وتختص الهيئة في سبيل تحقيق أهدافها بتنسيق الجهود مع اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية والتعاون معها، والعمل على الارتقاء بأدائها. كما تختص الهيئة بتشجيع الاستثمار في المجال الرياضي. * إعادة هيكلة القطاع الرياضي وصندوق تنمية الرياضة حيث أعلن مجلس الشئون الاقتصادية في الثالث عشر من نوفمبر الماضي (13 صفر) ضمن مناقشته موضوع إعادة هيكلة القطاع الرياضي وتطويره وتنميته، بما يخدم تنافسية الرياضة في المملكة على كل الأصعدة، وفي حينه وجَّه المجلس الهيئة العامة للرياضة والجهات المعنية الأخرى باتخاذ ما يلزم لإنشاء صندوق تنمية الرياضة. * تخصيص الأندية القرار التاريخي وهو ما يعد تتويج القرارات المتلاحقة لدعم النشاط الرياضي وتحريك مياهه الراكدة ذات العلاقة بالمال والاقتصاد، ومده بمفاصل جديدة، تعينه على التحرك بديناميكية أكثر، وتمنح أهل الرياضة المجال لمصافحة أهل الاقتصاد، وتقديم عمل يخدم الوطن وأهله، كان بقرار مجلس الوزراء التاريخي الذي صدر في الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي (21 صفر)، الذي أعلنت فيه الموافقة على تخصيص الأندية الرياضية التي تشارك في بطولة الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم (دوري المحترفين)، وتحويل الأندية الرياضية، التي تقرر اللجنة المشار إليها في البند (خامسًا) من هذا القرار تخصيصها، إلى شركات بالتزامن مع بيعها. وتتولى الهيئة العامة للرياضة منح هذه الشركات تراخيص وفق شروط تضعها لذلك، ولا شك هنا أن انتقال ملكية وإدارة الأندية الرياضية إلى القطاع الخاص ولو بشكل جزئي، بعد أن كانت مملوكة للدولة، أمر من شأنه أن يطور العمل في الأندية، ويحررها من روتينية الإجراءات اليومية، ويجعلها قادرة على التحرك في مساحات أوسع لتقديم خدمات أفضل في المستقبل. وقد جاء ترحيب الشارعين الرياضي والاقتصادي بقرار خصخصة الأندية السعودية ليؤكد أن القرار قد طال انتظاره، وأن الجميع يتفق على أنه الحل الأبرز لمشكلات الأندية السعودية المالية، وقدرتها على مواصلة الحضور الفاعل المشرف في المستقبل. أهداف ومستهدفات هيئة الرياضة تضمنت أهداف ومستهدفات الهيئة العامة للرياضة في برنامج التحول الوطني ما يأتي: - زيادة نسبة ممارسي الرياضة والأنشطة البدنية بشكل منتظم. ويرتبط ذلك بهدف زيادة ممارسة المواطنين للأنشطة الرياضية والبدنية في رؤية 2030. - تطوير الجيل القادم من الشباب، وزيادة فخرهم واعتزازهم الوطني، وتحسين نظريتهم ورضاهم عن برامج الهيئة. ويرتبط ذلك بترسيخ مفهوم الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافية في رؤية 2030، والمحافظة على الهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها للأجيال القادمة، وزيادة ممارسة المواطنين للأنشطة الرياضية والبدنية. - حسن استثمار المنشآت الرياضية والشبابية للهيئة. ويرتبط ذلك في رؤية 2030 بتحقيق التوازن في الميزانية، والارتقاء بمستوى أداء ومرونة الأجهزة الحكومية. - تمكين وضمان استدامة رياضيي النخبة في تحقيق أداء عالي المستوى في المحافل الدولية للفوز في الميداليات في الألعاب المختلفة. ويرتبط ذلك بهدف زيادة ممارسة المواطنين الأنشطة الرياضية والبدنية. إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية في أبريل أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، وذلك بمنطقة (القدية) جنوب غرب العاصمة الرياض، التي تعد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلومترًا مربعًا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى. ويضم المشروع أربع مجموعات رئيسية، هي: الترفيه، رياضة السيارات، الرياضة والإسكان والضيافة؛ إذ يوفر المشروع بيئات مثالية ومتنوعة، تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطلق وتجربة برية ممتعة، إضافة إلى رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات الأوتودروم والسرعة بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام، ومسابقات رياضية شيقة وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوغرام ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من أرقى البنايات المعمارية والفنادق بأفضل المعايير والمواصفات العالمية الراقية بإطلالة ساحرة وتصميم أنيق؛ وذلك لتوفير المزيد من الراحة والانسجام للزوار. هيئة الرياضة تحتفل باليوم الوطني هذا وقد وضعت الهيئة العامة للرياضة برئاسة معالي الأستاذ تركي آل الشيخ من ضمن خططها الاحتفال باليوم السعودي ضمن عدة فعاليات تقام هذه الأيام في الأندية والملاعب والمنافسات المحلية، بهدف تعزيز اللحمة الوطنية وتذكير الأبناء بما قدمه الآباء، وإنجازات السابقين وأجيال التأسيس وبناء الوطن الكبير، كما ستستفيد الهيئة العامة للترفية من منشآت الهيئة العامة للرياضة في إحياء عدد من الاحتفالات الخاصة باليوم الوطني.