88 عاماً.. وأنت يا وطني من خير إلى خير وفي خير يرفل في ثياب خير، ومن مجد إلى أمجاد، ومن عزة إلى عزة، وطن الشموخ والسمو، وطن الكرامة والنمو، وطن لا يحاكيه وطن، ولا تشابهه أرض، وطن الحب والسلام والخير والوئام. 88 عاماً وراية العز ترفرف خفاقة بكل شرف في كل الميادين، وطن يصنع أبناءه فيسهمون في بنائه، وطن لا تعرف عجلة نموه التوقف، وطن ينظر إلى السماء، ويعانق عنانها، وينظر إلى الأرض فيصنع من ترابها المستحيل. 88 عاماً والفرحة عامرة في قلب وطن ينشر الفرح ويزرع البهجة ويبث الدفء في قلوب مواطنيه وساكنيه وقاصديه. 88 عاماً.. والوطن يرفل من خير إلى خير في خير .. وطن يمتد في علو حتى عانق عنان السماء.. ويمتد في عشق حتى لازم شغاف القلب.. ويمتد في ولاء تجدده المواقف والأحداث... ويمتد في انتماء يصلح أن يكون قصة لا تتكرر على غير هذه الأرض ترويها الأجيال للأجيال، وترويها محبة المواطن لمكونات وطنه، حتى طالت وأينعت وأنبتت من إنجاز بهيج. ذكرى يوم الوطن.. ذكرى خالدة يسترجع فيها الحاضرون سيرة السابقين، ويخططون لنفع القادمين، ويؤكدون فيها أنهم يعملون لأن تكون السعودية في مقدمة بلاد العالمين، ذكرى يوم الوطن ليست مجرد تاريخ تمر كل عام، ثم تذهب دون أن تترك أثراً في القلب، وهدفاً في العقل، وعملاً بالجوارح، ذكرى اليوم الوطني تمر باسقة باسمة كل عام، تصنع شلالات خضراء تصب في جداول وطن يمضي نحو الأمام لا يلوي على شيء، بقيادة لا هم لها إلا الوطن وأهل الوطن وما يخدم الوطن. يأتي اليوم الوطني ال 88 والوطن يخطو حثيثاً نحو تحقيق متطلبات رؤيته الطموحة 2030 التي لم تنس الشأن الرياضي والترفيهي من أجندتها بل عملت على تحقيق كل ما يحفز شباب الوطن ورياضييه وتعزيز مكاسبه. يأتي اليوم الوطني هذا العام وقد مرت على أبنائه الرياضيين أشهر من الإنجاز والعمل والمنافسات.. الأخضر شارك في المونديال مع نخبة المنتخبات... والإنجازات تلحق الإنجازات... يأتي اليوم الوطني وأبطال العالم يصلون فرادى وجماعات للمشاركة في منافسات مختلفة وألعاب مختلفة، وقد كان حضورهم مجرد حلم يداعب أحلام شباب الوطن. يأتي اليوم الوطني، وقد زال عن الرياضة صداع أرقها وهم لاحقها وهو هم الديون المتراكمة التي وجدت الحل وأصبحت شيئاً من الماضي بمكرمة تاريخية وتوجيه كريم عرف الجرح فصب عليه الدواء صباً. يأتي اليوم الوطني والناس في هذا الوطن يتابعون الدوري المليء بنجوم كرة القدم الذين جاءوا من كل أرض لتقديم فنونهم في ملاعب الوطن... يأتي اليوم الوطني وقد بقي عامان فقط على الوصول إلى موعد برنامج التحول الوطني (2020م) وسيكون هناك - بإذن الله - أكثر من (450) نادي هواة مسجلاً، يقدِّم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية وفق منهجية منظمة وعمل احترافي، وزيادة نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعيًّا من 13 في المئة إلى 40 في المئة. هذه اللمحات والأرقام تعكس كيف يفكر المخططون لمستقبل شباب البلد ورياضته، وتؤكد أن التخطيط للمستقبل لا ينفك عن العمل للحاضر، وأنهما يسيران بخطين متوازيين لتحقيق أهداف مشتركة قصيرة وبعيدة المدى دون تداخل أو تصادم أو تضاد أو تأثير خط على آخر. إن التخطيط لتطوير الرياضة السعودية من خلال برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 بدأ مبكرًا، وظهر من خلال خطوات عدة، وضعت السطور الأولى لتطوير الرياضة، وتقديمها بشكل مختلف، ونحن تستذكره في هذا اليوم المجيد من أجل أن نقول للمواطن والمقيم كيف تعمل القيادة من أجل المستقبل، وكيف ترسم له، حتى تكون جاهزة دون عقبات في مقبل الأعوام، وحتى تكون قادرة على مواجهة أي تحديات تواجه المخططين والمنفذين في عالم يموج بالتحديات والمتغيرات التي لا يمكن أن يتصدى لها إلا من بدأ مبكراً وخطط لمستقبله في وقت مناسب. في شأننا الرياضي، صدرت سلسلة من القرارات العليا التي هدفت القيادة - يحفظها الله - من خلالها إلى إصلاح القطاع الرياضي، وضخ المزيد من الدماء في أوردته، والسعي به إلى آفاق أوسع، تنقله من دائرته المالية الضيقة، وندرة موارده، وعدم قدرته على مواجهة المصاريف، فضلاً عن ترشيدها، إلى محل استثمار واسع، يضمن تدفق الإيرادات بشكل منتظم، ويمنح رجال المال فرصة تقديم ما لديهم من أفكار تطويرية واقتصادية، ويتوج جهود الدولة الساعية إلى جعل الرياضة أحد الموارد المالية الجيدة، بدلاً من كونها تستنزف المال على الدوام. خلال الأشهر الماضية تلاحقت القرارات وبدا واضحاً للعيان أن الهيئة ا لعامة للرياضة بقيادة معالي الأستاذ تركي آل الشيخ وبتوجيهات من القيادة الرشيدة - أيده الله - تعمل على ضخ المزيد من القرارات والتوجهات التي تهدف إلى صناعة نشاط رياضي لا يرتبط بفئة معينة ولا بهوايات معينة ولا بعمر معين.. رياضة متنوعة يمارسها الجميع، ويشارك بها الجميع، وتتاح فيها الفرصة لكل راغب في المشاركة والمنافسة وحصد الجوائز. وخلال الأشهر الماضية توالت القرارات التي هدفت إلى إصلاح الشأن الرياضي، وتطوير آلياته، ورفع مستواه، وفي كل مرة كان معالي رئيس هيئة الرياضة يؤكد أن القرارات للجميع وأن الهدف صالح الجميع. القرارات لم تمس شريحة معينة.. الجمهور الرياضي كان له نصيب: فمن تخفيض أسعار التذاكر إلى الدخول مجانا في حالات معينة إلى وضع جوائز محفزة في جميع المباريات ، وتوج ذلاك كله بالوجيه التاريخي من سمو ولي العهد - حفظه الله - بمنع تشفير الدوري ومنح الجميع حق المشاهدة المجانية له، وأخيراً منح فرصة تاريخية بمشاهدة السوبر الإيطالي بين اليوفي والميلان هنا في المملكة . المدرب الوطني كان له نصيب من العناية فقد ألزم صناع القرار الأندية بضم مدرب وطني على الأقل في كل جهاز فني، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تطوير قدرات المدرب الوطني ومنحه المزيد من فرص الاحتكاك بالمدربين العالميين الذين يشرفون على الأندية، وقبلها تم تكليف اتحاد القدم بتقديم دراسة حول إيجاد برنامج متخصص لابتعاث المدربين الوطنيين واعتماد اللائحة التنظيمية والمعايير اللازمة لها. في مثل هذه الأيام من العام الماضي أصدر معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة (15) قراراً وصفت في حينها بالتاريخية. من ضمن هذه القرارات وبناء على ما رفعه رئيس الاتحاد السعودي من تراكم مكافآت الحكام فقد وجه معالي رئيس هيئة الرياضة بتشكيل لجنة لوضع الحلول، كما تم تشكيل لجنة لحصر المنشآت المتعثرة والمشاريع المتأخرة ومسببات ذلك والآلية المناسبة لمعالجتها وقد تم سحب بعض المشاريع بالفعل من مقاوليها، كما تم تنفيذ عدد من مشاريع الصيانة والنظافة والتشغيل في عدد من الأندية من مقاوليها، وتشكيل لجنة للتحقيق في تسليم بعض المنشآت دون اكتمال أعمال أو ترسية عقود الصيانة، التوجيه بتحسين بيئة الملاعب وترقيم المقاعد وربطها بالتذاكر الإلكترونية، كما تم التوقيع مع شركة «كوموسا» لاستضافة المملكة نهائي السوبر العالمي على كأس محمد علي كلاي للملاكمة، وإبرام اتفاقية مع رابطة «لا ليغا» لرعاية وتسويق وتأسيس أكاديميتين في الرياضوجدة، بجانب ثلاث اتفاقيات لاستضافة نهائيات العالم للسيارات والدرون وكذلك بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج، وتوقيع اتفاقية مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لتطوير صناعة كرة القدم في المملكة، وافتتاح مركز التحكيم الرياضي السعودي، كما صدر قرار السماح للعائلات بدخول الملاعب لأول مرة في المملكة. كما تم توقيع اتفاقية رعاية وتسويق كرة القدم السعودية مع STC بقيمة 6 مليارات و600 مليون ريال لمدة 10 سنوات، وصدور توجيه باستحداث بطولة الملك عبد العزيز الدولية للخيل في المملكة، وإطلاق مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للهجن في الرياض ومسابقة كأس ولي العهد في الطائف، وإطلاق بطولة كأس الهيئة العامة للرياضة للرياضات الإلكترونية وبطولة المملكة للبلوت، وتوقيع اتفاقية لإنشاء ثلاث صالات للبولينج والبلياردو في الرياضوجدة والدمام، وساحة خاصة برياضة السيارات، والإعلان عن إطلاق بطولة الملك سلمان الدولية لكرة اليد بمشاركة عدد من المنتخبات العالمية، وبمجموع جوائز يزيد على 5 ملايين ريال، واتفاقية مع WWE لإقامة منافسات المصارعة بشكل حصري في المملكة لمدة 10 سنوات. تلك القرارات وما لحقها تباعا خلال الموسم الماضي قوبلت بارتياح لدى الشارع الرياضي الذي تشكلت لديه قناعة راسخة بأن رياضة وطنه في أمان وأنها تسير كما خطط لها وكما يريد القائمون عليها من نجاح إلى نجاح، وان حضورها سيتواصل وإنجازاتها ستتلاحق، وأنها مثل هذا الوطن الشامخ لا حدود لخططها وأحلامها ولا سقف لآمالها وطموحاتها.