مفردة «مختلف» قليلة إن أردنا أن نتحدث عن اليوم الوطني لهذا العام، وبالفعل هو عام مختلف ومختلف جدا؟ الاحتفال بهذا العام مختلف لأن الوطن يواجه تحديات كبيرة.. داخلية وخارجية.. التحديات الخارجية ربما معروفة ومتفق عليها لكن الأخطر هي التحديات الداخلية، التحزبات والولاءات الخارجية والمعزوفة القديمة معزوفة الأممية والتلويح بعباءة التدين. لماذا قلت انه عام مختلف؟ لأنه وربما للمرة الأولى تُسمى الأشياء بأسمائها ويفضح وعلى الملأ كل من تآمر على الوطن ووهب حبه وولاءه لخارج الوطن وأعداء الوطن وعطّل على المدى مسيرة التنمية في هذا الوطن وبسميات مزورة.. انطلت على البسطاء باسم الدين وصنعت لهؤلاء نجومية زائفة.. نجومية شعروا معها بأنهم خارج المسائلة والمحاسبة رغم ما يقترفون. هذا العام مختلف جدا لأنه تأكد ويتأكد ربما وللمرة الألف أن مثقفي هذا البلد وكل مثقف حقيقي لا يمكن أبدا أن يخون ولاءه لقيادته ووطنه وقيمه التي نشأ عليها، وانه حتى وإن اختلف في أطروحاته من اجل قيم الحرية والعدالة والمساواة التي يعتقد بها إلا أنها تظل تحت مظلة الولاء ويظل المثقف وطنيا ولم يقبض من احد ولم يسوق لأحد وبقي وفياً لهذا التراب. والمثقف هذا العام سعيد لأن الأيام أنصفته وأثبتت أن نداءاته وقلقه على بلده كانت في محلها.. ولطالما قال المثقف وصرح بأن محترفي التدين ومزايدي الدين هم الأخطر على الوطن وهم من ضيع شبابنا وعطل قدرات نسائنا تحت حجج شتى واليوم يريدون إضاعة كل الوطن. هذا اليوم هو انتصار للمثقف وللوطني الغيور وغير المزايد أو المتزلف.. وهذا الوطن لن يقوم ويسمو إلا على أكتاف الإنسان الحر. وهذا العام مختلف جدا لأن له قيادة حازمة جدا ومختلفة في معالجاتها ورؤيتها وهي واضحة في الذهاب بصدق نحو المستقبل وماضية نحو التحديث، ليس على المستوى العمراني والبنائي ولكن على مستوى الإنسان وإطلاق قدراته رجلا وامرأة لا فرق، وان الحزم سينال كل من يحاول تعطيل أو التشويش على هذا التوجه، واني اعتقد يقينا أن الكثير من القرارات التي تأخرت كثيرا بحجة «الخصوصية» قادمة وفي صالح الوطن والمواطن. الاحتفال بهذا العام مختلف جدا لأن القيادة توقفت فيه عن لعب دور الأخ الأكبر الصابر المسامح، هي فعلت ذلك كثيرا وجربت ذلك كثيرا، لكن هذا التسامح جعل الصغار يتمادون في التطاول والعداء المبطن على هذا الوطن ولأسباب لا يفعلها سوى جاهل. واليوم ها نحن نواجه التجاوز بالحزم وكما فعلناه مع المشروع الإيراني في اليمن نفعله الآن ضد المشروع القطري الإخواني الأممي محور الشر والسفه المالي ومحاولة تفتيت وتضيع الشعوب. وهي تفعل ذلك بألم لان من خانها وطعنها في الظهر هو أخ وشقيق وجار أو هكذا كانت تظن لكنه لم يكن كذلك.. كان صغيرا في كل شيء. واليوم الوطني هذا العام مختلف لأن هناك أميرا شابا طموحا يسابق الزمن لينفذ توجيهات ملك حازم وحكيم.. ملك أعلن منذ اليوم الأول أن هذه المملكة تستحق دوراً إقليميا أكبر وأقوى وهو ما أزعج القاصي والداني وجعله بكل ما يستطيع يحاول تعطيل هذا الجموح وهيهات. ويا وطني أنت كبير دائما وعظيم دائما ولا وطن مثلك وطن يمتد من الماء إلى الماء ومن الثرى حتى عنان السماء. ونحن اليوم أقوى من أي يوم مضى وواثقون أكثر من أي يوم مضى، وماضون خلف قيادتنا بكل أمل المستقبل وبكل اليقين الذي لم يفارقنا أبدا. ولمولاي خادم الحرمين ولسمو ولي عهده نجدد الولاء ونقول لهم دمتم لنا ودام لنا هذا الوطن.. وطن المجد. ... ... ...