بما يشبه (السرادق) أو مجلس العزاء الكبير، نصب المعزون (هاشتاق) في تويتر (وفاة الشيخ محمد السبيعي)، عبَّر فيه مواطنون وجمعيات خيرية عن صادق المشاعر والحزن العميق لوفاة الشيخ السبيعي، الذي أكدوا وقوفه معهم ومساندته لهم؛ فكان عونًا بدعمه ورعايته لمشاريعهم الخيرية واحتياجاتهم. ولقد توافد المغردون للترحم عليه بتعداد مآثره وعطائه اللامحدود لأبناء مجتمعه، سواء بصفته الشخصية أو من خلال مؤسسة السبيعي الخيرية التي خصصها لدعم أعمال البر، وبناء الفرد والمجتمع، وتطوير العمل الخيري. في مجتمعنا قليل من رجال الأعمال يعرف لهم المجتمع مساهماتهم في خدمة المجتمع عبر مشاريع خيرية.. فهذه المبادرات الاجتماعية لا تزال يعتريها الكثير من القصور، لكنَّ هناك رجالاً أسسوا العمل الخيري في المملكة، ويأتي الشيخ محمد إبراهيم السبيعي على رأس القائمة، الذي توفِّي - رحمه الله - يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز 100 عام، وتُعتبر سيرته لمن يطلع عليها ملهمة لكل شاب، سيعرف بنفسه أن الانطلاقة من الصفر ممكنة جدًّا لمن لديه العزيمة والإرادة؛ فهذا الرجل عصامي بما تعنيه هذه الكلمة، وتُعتبر حكايته مليئة بالعِبر، وتفتح الأمل لكل من يريد أن يكون عصاميًّا مثله؛ فقد بنى ثروته بالاعتماد على الله، ثم على قدراته؛ فلم يمنعه أن قُدِّر له أن يعيش حياة قاسية جدًّا من محاولة الدخول إلى عالم الثروة! وُلد الفقيد في مدينة عنيزة في عام 1333 هجريًّا, وانتقل للمدينة المنورة، ثم مكةالمكرمة، واستقبله اليُتم صغيرًا، وعندما كَبُر تنقل بين وظائف عدة، ثم عمل بالصرافة، إلى أن أنشأ مع أخيه أحد البنوك. مثل أولئك الرجال الذين يبذلون ويساهمون في خدمة المجتمع يستحقون التكريم من مجتمعهم، وإن كان ذلك بعد رحيلهم. وعند الحديث عن التكريم فمن أبرز التغريدات التي أشادت بجهود الفقيد كانت تغريدة معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، الذي ترحم على الشيخ محمد مشيدًا بمساهماته الكثيرة في المجال الصحي. وكنت أتمنى أن تكرِّم الوزارة الفقيد بعمل أو مبادرة تليق بجهوده، وأن لا يُكتفَى بتغريدة؛ ولهذا أدعو معالي الوزير تكريمًا للراحل إلى إطلاق اسمه على أحد المستشفيات تخليدًا لذكراه وعرفانًا بما قدَّمه -رحمه الله-.