ونحن نشاهد توافد الآلاف من الحجاج إلى المملكة وهم يأتون من مختلف بقاع العالم لتأدية فريضة الحج، نرى منظومة متكاملة من مختلف الأجهزة والقطاعات السعودية تعمل بكل دقة وتنسيق وتكامل، بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو وزير الداخلية لتقديم كل أنواع الخدمات والرعاية للحجاج، بإشراف ومتابعة من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وسمو أمير منطقة المدينةالمنورة، حيث يشاهد العالم صورة مشرفة في خدمة ضيوف الرحمن من أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية يكون وراءها منظومة متكاملة تستوعب كل هذه الحشود في زمان ومكان واحد تضم مختلف الوزارات والهيئات والقطاعات ومراكز الأبحاث والمبادرات الاجتماعية والقطاع الخاص، بحيث تعمل جميعها تحت مظلة واحدة وتقدم خدمات على أعلى المستويات. وتستعد المملكة لموسم الحج منذ انتهاء موسم الحج الذي سبقه، حيث تشهد الأراضي المقدسة رعاية عظيمة، فهناك توسعات في الحرمين الشريفين سيستفيد منها حجاج هذا العام والأعوام المقبلة مما يُحد من الازدحام داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، فضلاً عن توفر رعاية صحية وخدمات طبية في مختلف المواقع وشبكة مواصلات متميزة منها قطار المشاعر وحافلات لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، كما تشهد المنطقة المركزية في الحرم المكي الشريف توسعات فندقية كبيرة بانضمام سلسلة من أفخم الفنادق في العالم وهي تحظى بإعجاب الحجاج والمعتمرين، حيث تشير الإحصاءات إلى توفر نحو 185 ألف غرفة فندقية لاستقبال الحجاج، وهي تعد من الأعلى في مكان واحد على مستوى العالم، وكذلك قطار الحرمين الذي يربط جدةبمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وسينقل الركاب في زمن قياسي، وهو في مراحله التجريبية تمهيداً لتشغيله الرسمي، وكذلك الدور التوعوي والإرشادي والإشرافي الذي تقوده إمارة منطقة مكةالمكرمة بقيادة سمو الأمير خالد الفيصل، ومنها الحملة الموسعة التي تحمل عنوان: «الحج عبادة وسلوك حضاري»، والتي تركز على تعظيم سلوكيات الحجاج، والتأكيد على الحج بتصريح، وتنتهي بالشكر لكل الحجاج والساهرين على خدمتهم.. وغيرها من الجهات والقطاعات الحكومية الأخرى، وأيضاً الخدمات والمنظومة الموحدة التي تقودها حكومة المملكة حيث لا يتسع هذا المقال لاستيعابها. هذه الخدمات وحجم الاهتمام بضيوف الرحمن لا ينكره سوى جاحد أو حاقد على المملكة والعالم الإسلامي، فمن زار المملكة أو أدى مناسك الحج أو العمرة يلمس حجم الإمكانات التي تسخرها المملكة لضيوف الرحمن مما ينعكس هذا (الانطباع الإيجابي) على ذويهم في أوطانهم الأم، مما جعل عدداً كبيراً من ملوك وقادة وكبار مسؤولين وأفراد بسطاء من مختلف دول العالم الإسلامي يشيدون بالإمكانات الضخمة التي توفرها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن على مدار العام، مؤكدين أن الحج والحرمين الشريفين خارج دائرة التسييس، فالحرمان الشريفان وضيوف الرحمن في مقدمة أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين. وإن ما تقوم به المملكة من خدمات جليلة وسامية في خدمة ضيوف الرحمن لا تستطيع عشرات الدول مجتمعة القيام به، فخدمة الحرمين الشريفين لهما اهتمام وميزانيات ضخمة تضخها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود واستمرت في زمن أبنائه الملوك حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويشهد القاصي والداني والغني والفقير بما يشاهده من تكامل في الخدمات واهتمام عظيم من مختلف أجهزة الدولة بالحجاج والمعتمرين والزوار للحرمين الشريفين، وستستمر المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن وتقديم أفضل أنواع الرعاية لهم، وستظل المملكة العربية السعودية وملكها راعياً وخادماً للحرمين الشريفين. ** **