أسرة المعهد: حينما قدمت إلى الأحساء، وباشرت العمل في معهدها العلمي كانت أسرة المعهد تتكون من الزملاء الأفاضل: 1 - حواس بن محمد الحواس-مدير المعهد. 2 - إبراهيم بن محمد إبراهيم المبارك- مدرس. 3 - إبراهيم بن محمد النعيم- مدرس. 4 - عبد الرحمن بن محمد الخثلان - مدرس. 5 - عبد العزيز بن عبد الرحمن الغنام - مدرس. 6 - عبد العزيز بن عبد المحسن الملحم - مدرس. 7 - عبد العزيز المسلم- مدرس. 8 - عبد الله بن إبراهيم الحُمام- مدرس. 9 - فوزي السيد عبد الوهاب- مدرس. (مصري) 10 - محمد بن أحمد العمير -مدرس. 11 - محمد حامد بني هانئ -مدرس. (أردني) 12 - محمد سرور زين العابدين -مدرس. (سوري) 13 - محمد سعيد أحمد الملا-مدرس. 14 - محمد النفيسة- مدرس. 15 - عبد الله أبو شبيب-محاسب. 16 - محمد بن شديد-مراقب. 17 - عبد الله بن أحمد النعيم- مراقب. 18 - عبد الله الرميح- مستخدم. وربما نسيت آخرين، فأنا أكتب الآن من الذاكرة. حديث الكتب: جلبت معي إلى الأحساء مجموعة من الكتب، منها مراجع للمواد التي سوف أدرسها في المعهد، ومنها كتب خصصتها للقراءة العامة. وطَفِقْتُ أبحث عن كتب تتعلق بتاريخ المنطقة وأدبها وثقافتها، فوجدت أن الكتب التي انفردت بالحديث عن الأحساء قليلة جدّاً، فلم ينفتح باب التأليف في تاريخ الإقليم وأدبه على نطاق واسع آنذاك. كان ذهني منحصراً في كتابين تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد للشيخ العلامة محمد بن عبدالله بن عبد المحسن آل عبد القادر (1312 - 1391ه) بجزئيه، الأول مختص بتاريخ الأحساء طبع عام 1379ه، والآخر مختص بالعلم والأدب في هجر، طبع عام 1382ه- 1963م، نشرا على نفقة أمير قطر علي بن عبد الله آل ثاني. وحصلت على الكتاب. والكتاب الثاني شعراء هجر للأستاذ عبد الفتاح محمد الحلو المنشور عام 1379ه، وطبع على نفقة أمير البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة (1312 - 1382ه)، وأعياني الحصول على الكتاب، وبحثت عنه مدة طويلة؛ فقد كان الكتاب نادراً، ونسخة نفدت منذ زمن، ومن لديه نسخة لا يفرط فيها، واجتهد معي في البحث عن نسخة منه تلميذي آنذاك محمد بن حسن آل إسماعيل، وبذل من الجهد في السؤال والتنقيب حتى عثر بعد زمنٍ على نسخة تعود للأستاذ عبد الرحمن بن محمد الحواس من رجالات التعليم في الأحساء، وشقيق الشيخ حواس بن محمد الحواس مدير المعهد العلمي في الأحساء آنذاك، ابتاعه الشيخ محمد بأربعين ريالاً، وقدمه إليّ هدية، فله أجر ما أهدى، وما زلت مديناً له بالشكر والعرفان. ولكن هذا الكتاب رغم ندرته ونفاسته في زمنه تفلَّت مني. وقصة ذلك أن الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو مؤلف الكتاب زاملنا في كلية اللغة العربية - وكنت لا أزال محاضراً - وعلم أن لديّ نسخة من الكتاب، فعزم على إعادة طبعه، ولم يكن لديه نسخة منه، فطلب مني النسخة وبأريحية قدمتها إليه؛ لأنه ذكر أن لديه إضافات ستكون من نصيب النشرة الجديدة، وصدر الكتاب عن دار العلوم للطباعة والنشر في الرياض عام 1401ه - 1981م، وقدم إليّ نسختين لم يكتب عليهما إهداءً، ولم يدون في مقدمة الطبعة الثانية كلمة شكر لمن ضحى بنسخته النادرة، ويسر له بها إخراج الكتاب مرة أخرى. والكتاب الثالث ديوان ابن المقرب، بتحقيق عبد الفتاح الحلو نشرته مكتبة التعاون الثقافي بالأحساء لصاحبها: عبد الله بن عبد الرحمن الملا عام 1383ه- 1963م. وحصلت على نسخة منه. كنت حريصاً على تكوين مكتبة منزلية فوجدت نسخة من ديوان عليّ بن مقرب العيوني (572 - 629ه) بشرح عبد العزيز بن أحمد العويصي، ومعه في مجلد واحد ديوان فتح الله ابن النحاس (ت 1052ه) نشرهما المكتب الإسلامي بدمشق على نفقة الشيخ علي بن عبد الله بن قاسم بن محمد آل ثاني (1310- 1394ه- 1892 - 1974م) وجدت النسخة لدى الأخ عبد اللطيف بن صالح بن محمد المقرن، فاشتريتها منه مع مجموعة كتب هي: العقد الفريد، تح قيق أحمد أمين وزملائه، سبعة مجلدات بخمسين ريالاً، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبد الباقي، مجلد بمبلغ 15 ريالاً، وديوان ابن زيدون، وديوان الرُّصافي الأندلسي، ومع المتنبي لطه حسين، وعبقرية الإمام علي للعقاد، وبعض مؤلفات بنت الشاطئ (عائشة عبد الرحمن) عن الأسرة النبوية الكريمة. وديوان عنترة، والنابغة الذبياني، وعروة بن الورد، والسموأل في مجلد واحد على طريقة مجلدي الكتب في الأحساء، وهو تجليد يمتاز بالقوة دون الجمال، وفي ظلال القرآن. كان معي حينما ابتعت هذه الكتب محمد سرور زين العابدين، وكان يدرس مادة التفسير في المعهد، فطلب مني أن أتنازل له عن المعجم المفهرس، وكنت ضنيناً به لحاجتي إليه فاعتذرت منه. وعلى ذكر ابن المقرب فقد نشر ديوانه في مكة عام 1307ه ولدي نسخة من هذه النشرة القديمة، ونشر في بمبي في الهند عام 1311ه، وعنيت به وبشعره أيام وجودي في الأحساء، فراسلت بشأنه الشيخ يوسف بن راشد المبارك، فأفادني ببعض المعلومات، واطلعتُ على مقالة عنه لدرويش المقدادي عنوانها (ابن المقرب: شاعر مجهول، من أعظم شعراء الخليج العربي) نشرها في مجلة العربي، العدد السابع عشر، أبريل (نيسان) 1960م. ولندرة ما كتبه عنه نقلته بنصه في إحدى الكراسات. ومما ورد في المقال: أن الملك عبد العزيز كان يكثر من قراءة ديوانه في شبابه، ولما تولى الحكم كان يستشهد بشعره، وأمر أن يكتب البيت التالي على لوحة علقت في قصره: ويضيف قائلاً: «وبعد أن سمعتُ البعضَ من أدباء الكويت يردد بعض أشعاره أحببتُ معرفةَ سيرته، فأخذتُ أسأل عنه. وكان بالكويت الأديب السيد أحمد مبارك، وهو من أدباء الأحساء بالمملكة العربية السعودية، ويعمل في الوقت الحاضر مستشاراً بالسفارة السعودية بعَمَّان، فسألته عنه، فروى لي بعض أخباره، تلا عليّ الكثير من شعره الذي يحفظه، وعلمت منه أيضاً أن بدار الكتب بالقاهرة ستَّ مخطوطات لديوان الشاعر، وأنه عازمٌ على دراستها تمهيداً لنشر الديوان في طبعة وافية». وأحمد المبارك الذي عناه هو الأديب الشاعر السفير أحمد بن علي آل مبارك، ولد في الأحساء عام 1337ه- 1916م، ونشأ في بيئة علمية، وأتم دراسته في مصر، وعمل في السفارة السعودية في الأردن، ثم انتقل مستشاراً للسفارة السعودية في الكويت. توفي رحمه الله عام 1431ه- 2010م في الأحساء. ومن ذكرياتي معه أنه تجشم السفر من الأحساء إلى الدمام ليحضر محاضرتي (خصوصية الأدب السعودي نظرة مستقبلة في المنهج والمضمون) التي ألقيتها في نادي المنطقة الشرقية الأدبي في الدمام مساء يوم الثلاثاء 12-11-1421ه، الموافق 6-12-2001م. وكان من المبادرين للتعليق على المحاضرة فأشاد وأثنى في تعليق طويل، فكان ما طرحته من رؤية يتفق مع ميوله وآرائه في الأدب، فكان يحرص على أصالة الأدب وامتيازه واستناده إلى مقاييسه الصحيحة. والكتاب الرابع أنوار البدرين في تراجم علماء القطيفوالأحساءوالبحرين لعلي بن حسن البلادي البحراني (1274 1340ه): فقد كنت أبحث عنه منذ تاريخ 25-8-1392ه. الموافق 3-10-1972م حصلتُ عليه بعد سنوات من المكتبة الإسلامية لصاحبها عبد الوهاب بن عباس في البحرين مع كتب نادرة منها: حضارة العرب في الأندلس لعبد الرحمن البرقوقي ط 1341ه- 1923م، وبلاغة العرب في الأندلس لأحمد ضيف ط 1342ه- 1924م. وأثر الفلسفة الفرويدية في الأدب العربي المعاصر الذي كنت أبحث عنه منذ يوم الثلاثاء 7-3-1391ه الموافق 10-4-1973م، ولم أظفر بهذا الكتاب حتى الآن، وربما ليس له وجود بهذا العنوان. وأدركت المكتبة القطرية في آخر أيامها الذي أنشأها الأمير علي بن عبد الله آل ثاني في الأحساء عام 1382ه، وكان مقرها في حي الصالحية في الهفوف، وتوزع الكتب التي ينشرها الأمير على نفقته، ويتولى نشرَها المكتبُ الإسلامي لزهير الشاويش، ويقدر ما نشره الأمير نحو مئة كتاب في التفسير والحديث والفقه والتاريخ والأدب (الأعلام ط7، 4-309). حينما أتيت إليها أول مرة كانت الكتب الموجودة للتوزيع قليلة جدّاً، أو هكذا قال لي المسؤول عن المكتبة، كانت تعيش آخر أيامها فيما يبدو، فلم أظفر منها إلا بأقل القليل منها ديوان ابن دراج القسطلي (ت 541ه)، تحقيق: محمود علي مكي، نشره المكتب الإسلامي بدمشق عام 1381ه- 1961م، وشرح مقصورة ابن دريد للخطيب التبريزي . وكنت أرجع إلى هذا الشرح في مكتبتي، ثم فقدته فأعياني العثور عليه. حتى عثرت عليه بأخرة في المكتبة بعد أن فقدته سنوات، وكتاب: أعلام الخليج الحلقة الأولى، لمحمد شريف الشيباني وهو خاص بترجمة سمو الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، طبع في دمشق عام 1380ه- 1960م، والمنازل والديار لأسامة بن منقذ، ولهذا الكتاب نشرة حققها: د. مصطفى حجازي. كان في سوق الخميس مكتبتان مكتبة التعاون الثقافي لعبد الله بن عبد الرحمن الملا، وكانت تضم طبعات نادرة من كتب التراث، ولكنها كانت غالية الثمن بمقياس تلك الأيام. ومكتبة الفلاح لصاحبها محمد بن إبراهيم الطريري - رحمه الله - . وهذه المكتبة كانت في البطحاء في الرياض، ثم نقلها معه إلى الأحساء، وكانت تقع في زاوية بين شارعين بالقرب من المعهد، ولم تكن تقتصر على بيع الكتب، بل تبيع إضافة إلى ذلك اللوازم المدرسية، وكنت دائم التردد على المكتبة، وانعقدت بيني وبين صاحبها ألفة وصحبة؛ فقد كان على جانب من اللطف وحسن المعاملة. اشتريت من مكتبته مجموعة من الكتب، منها: الأعلام، الطبعة الثالثة بمئة ريال، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير بأربعين ريالاً، وقصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار بأربعة عشر ريالاً، والحضارة الإسلامية لآدم متز بثمانية عشر ريالاً، والقاموس المحيط، بخمسة وعشرين ريالاً ومختار الصحاح، بثمانية ريالات وأعداد من مجلة العربي، منها العددان: 167، 168، وشرح مراقي السعود على أصول الفقه لمحمد الأمين الجَكَنِي الشنقيطي. قرأت في الأحساء كتباً كثيرة، منها روايات تاريخ الإسلام لجرجي زيدان وعددها ثلاث وعشرون رواية، وثلاثية نجيب محفوظ، والجريمة والعقاب لفيدرو دوستويفسكي، ودفاع عن البلاغة للزيات، والبلاغة العربية في دور نشأتها لسيد نوفل وهو في عداد الكتب التي فقدتها، وقصة فلسطين لمحمد عزة دروزة.