كانت احتفالية للثقافة وليست فقط معرضاً للكتاب، الاحتفالية التي أتحدث عنها هي احتفالية معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2017، الذي حضرت اليوم الرابع منه، احتفالية باذخة مفعمة ببرنامج ثقافي متميز ومنظم ومتنوع، فقد احتوى مواضيع ثقافية حيوية منها: الترجمة، المحرر الأدبي، الصوالين الثقافية النسائية وتخللها إيقاعات موسيقية وأغنيات رقيقة وأمسيات شعرية وفنية وتواقيع كتب وفعاليات للأطفال. وندوات ومحاضرات عن ضيف الشرف (الصين) الجميل أنني وجدت احتفاليات ثقافية أخرى، وكأن الإمارات تتعاطى حباً مع الثقافة يومياً، فقد وجدت في مطار الشارقة لافتة إعلانية عن برنامج ثقافي للأطفال . أسافر إلى إمارة دبي فأجد مؤسسة الأديب سلطان بن علي العويس والتي تمثِّل صرحاً ثقافياً شاسعاً فيها، وفي الشارقة أيضاً فعاليات ثقافية، وفي الإمارات الأخرى لا شك هناك مؤسسات ثقافية، إذا الاهتمام بمسارات الثقافة المختلفة هو قرار سياسي من قادة الإمارات، فالثقافة تمر بكل الإمارات فيجد كل مواطن في إمارته احتفالية، لتصبح الثقافة حق للمواطنين جميعاً، وهنا ينمو الإماراتيون متساوين ثقافيا ، والتنمية الثقافية في الإمارات ليست بمعزل عن التنمية التربوية والتعليمية والاجتماعية فجميعها تتعالق وتتداخل ،فهناك برنامج الكتابة الدولي والذي يقام لاول مره في المنطقة ، ليحتوي المواهب الشابة وتلك المواهب من المدارس، ولكن يرعاهم متخصصين لكي يصبحون مفكرين مبدعين يساهمون في تنمية وطنهم ، آيضا مشروع تحدي القراءة العربي مشروع عملاق أبهج طلاب المدارس العرب ، وعزز ثقافة القراءة. الثقافة في الإمارات فردية وحكومية، هي جهود فردية لأن الإبداع فردي وليس جمعي ، ولكنها تحظى بدعم مادي ومعنوي من مؤسسات الدولة المعنية ، كما يحدث في الدول المتقدمة وعندما يمر بالمؤسسة أي ظرف يهز احد أركانها ، تقوم الدولة بدعمها ومساعدتها ماديا ومعنويا ، أيضاً لاحظت تدفق الجوائز بدء من جائزة الشيخ زايد للكتاب مرورا بجوائز الترجمة، وإصدارات الطفولة ،والآداب ، والفنون .والجوائز تساهم في استمرار الإبداع . الثقافة في الإمارات لم تنم الإماراتيين فقط، بل كل من يقيم على أرض الإمارات ، وزوارها ، وكأن الإمارات تفتح يديها لدول الجوار والوطن العربي وأيضا العالم، لتبقى تحية وارفة بالتقدير لمنظمي معرض أبوظبي الدولي ( الأنيق ) للكتاب 2017 ، ولسيدة الملتقى أسماء المطوع، وللمبدعات منها حولها، ولكل من يرعى بحب زهور حقول الثقافة .