تطور المشهد الثقافي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بشكل لافت وسريع وجاذب منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر العام 1971م، من خلال ألوان ومحاور ومفاصل عديدة، تشمل مختلف مجالات الإبداع والتميز والعطاء، وفي كل إمارة من إمارات الدولة السبع هناك خصوصية مختلفة وتميز ما تجمع ألوان الطيف الثقافي تحت راية واحدة وشعار واحد، في ظل تناغم وتكامل وانسجام يشكل بمجمله المشهد الثقافي العام في دولة الإمارات، ولا مبالغة في القول إن الثقافة لم تغب يوماً عن المشهد الإماراتي، بل كانت حاضرة قبل ميلاد دولة الإمارات، وكانت إمارة الشارقة مثلاً ترتبط بعلاقات ثقافية مع المملكة العربية السعودية، قبل تأسيس دولة الإمارات، وفي الشارقة كان هناك ملحقية ثقافية للسعودية، وفوق كل هذا كانت الإمارات مليئة بالأنشطة والفعاليات الثقافية المحلية هنا وهناك، وكان هناك مثقفون كثر، يقومون بدورهم ومهاماتهم التنويرية والتثقيفية بشكل جيد، وما إن قامت دولة الاتحاد حتى أخذ حكام الإمارات على عاتقهم مهمة التأسيس الثقافي الفاعل والنشط على مستوى الإمارات، وعلى مستوى كل إمارة، وبدأت الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية في الظهور بشكل تدريجي منظم وقوي، ومنذ نحو 47 سنة يكاد لا يمر يوم على الإمارات من دون نشاط أو برنامج أو فعالية ثقافية كبيرة، وذات طابع عالمي وعربي. أصبحت الإمارات محطة أساسية في المشهد الثقافي العربي والعالمي، فغالبية المثقفين العرب كانوا هنا في مناسبة ما، بل نكاد الجزم بأن الإمارات جذبت كل المثقفين العرب، ولا يوجد مثقف في مختلف مجالات الأدب والإبداع إلا وكانت الإمارات محطة مهمة وحاضرة في حياته، فالفنانون هنا دوماً، والممثلون في عالم المسرح والسينما والتلفزيون هنا، والمخرجون والكتّاب والروائيون والقاصون والرسامون والمفكرون، وكل المشتغلين في الكتابة، لهم في الإمارات ذكريات وصولات وجولات ثقافية متنوعة وحضور مهم، تأثّرَ وأثّرَ، وإصدارات مختلفة لأعمالهم الثقافية والأدبية لما تشكله هذه دولة من بيئة صالحة وجاذبة للمثقف العربي. وفي كل إمارة هناك نشاط ثقافي مميز، لكنه يكون أكثر قوة ووضوحاً وتأثيراً وجذباً، وذا أبعاد عربية وعالمية، في كل من إمارة أبوظبي، وإمارة دبي، وإمارة الشارقة، ففي أبوظبي هناك هيئة الثقافة والسياحة التي تشرف وتتصل بكل الأنشطة والبرامج الثقافية، وفي دبي هناك هيئة الثقافة والفنون، وفي الشارقة هناك دائرة الثقافة والإعلام، بكل أقسامها ودوائرها، ومعهد الشارقة للتراث، وهيئة الشارقة للكتاب، ومؤسسة فن، ومهرجان الطفل السينمائي والمسرح المدرسي، وثقافة بلا حدود، وغيرها من المؤسسات التي تشتغل في الثقافة وتدخل كل بيت. هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة منذ تأسيسها وهي تأخذ على عاتقها الالتزام بالمحافظة على تراث وثقافة وتراث وتقاليد أبوظبي، وإعلائها وترسيخها على المستوى العالمي، وتعمل الهيئة على تطوير المشهد الثقافي للإمارة، من أجل أن تكون أبوظبي مقصداً عالمياً مستداماً ومميزاً، في ظل المحافظة على هويتها الثقافية الأصيلة ونظامها البيئي، كما تعمل على صون التراث الثقافي الغني والتاريخي للإمارة، وتعزيزه بكل الوسائل الممكنة، انطلاقاً من إدراكها لأهمية الدور الذي تقوم به من أجل تشكيل مستقبل دولة الإمارات، كما تعمل على وضع هذا الإرث العريق ضمن سياق عالمي من خلال برنامج مكثف من الأنشطة الثقافية، والمعارض والمتاحف، بهدف تعزيز التفاهم بين مختلف ثقافات العالم، وترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية مستدامة على المستوى العالمي. دار الكتب الوطنية تأسست دار الكتب الوطنية في 1981 لتكون واحدة من أضخم كنوز المعرفة في الإمارات، ومورداً بالغ الأهمية للمفكرين والباحثين والعلماء. وتعمل دار الكتب الوطنية على تطوير وتوسيع أنشطتها في كل أرجاء إمارة أبوظبي عبر افتتاح مكتبات مكرسة لخدمة مختلف المناطق والتجمعات السكنية والأطفال، بالإضافة إلى المكتبات المتنقلة، وقد كان لدار الكتب الوطنية إسهامها الكبير في نشر العلوم والثقافة في المجتمع المحلي، وتحقيق النتاج الفكري العربي والإسلامي والعالمي بالاعتماد على مصادره المعرفية الأصيلة، مع التركيز على القضايا ذات الصلة بالإمارات، وإرساء وتنظيم قناة وصول سهلة لمصادر المعلومات، ودعم وتشجيع حركة النشر المحلية وترجمة أمهات الكتب العالمية، وتشجيع الموهوبين من المؤلفين والباحثين الإماراتيين عبر نشر مؤلفاتهم وأعمالهم الأكاديمية، وتولت دار الكتب الوطنية منذ 1988 مسؤولية جمع وحفظ وعرض المخطوطات العربية والإسلامية القديمة. مشروعات ثقافية أساسية لدى الهيئة حزمة من المشروعات الثقافية الكبرى، وتتقدم بخطى سريعة لتصبح مركز تجارة الكتب العربية ونقطة الارتكاز لتجار وموزعي وناشري الكتب في منطقة الخليج العربي، وتنفذ الهيئة مجموعة من مبادرات النشر لدعم عملية تنمية وتطوير صناعة الكتاب، كما تنفذ حزمة متنوعة من المشروعات التي تشجع إنتاج المادة المكتوبة دعماً لتطوير صناعة الكتاب، وتركز هذه المشروعات على تقدير ومكافأة المنتج المميز ودعم الكّتاب الشباب وتشجيع المواهب والإبداع. ومن بين أهم تلك المشروعات «جائزة الشيخ زايد الدولية للكتاب»، وجاء إطلاق هذه الجائزة تكريماً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي ورئيس دولة الإمارات لأكثر من 30 عاماً، ولقيادته توحيد الدولة ومسيرتها التنموية، وتمنح الجائزة سنوياً للمؤلفين والمفكرين والناشرين العرب المميزين وللمواهب الشابة من الذين كان لكتاباتهم وترجماتهم في مجال العلوم الإنسانية دور مهم في إغناء الثقافة والآداب والحياة الاجتماعية العربية علمياً وموضوعياً. وتعتبر جائزة الشيخ زايد للكتاب مؤسسة ثقافية مستقلة تبلغ القيمة المالية الإجمالية لمكافآتها 7 ملايين درهم. معرض أبوظبي للكتاب يعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب أكثر معارض الكتب طموحاً وسرعة في النمو، حيث تزيد الكتب المعروضة سنوياً على 500 ألف عنوان، ويجتذب المعرض أعداداً ضخمة من الناشرين وموزعي الكتب والقراء من كل أرجاء العالم للحضور في هذا السوق التجاري النشط والمهم لكبريات دور النشر العالمية، ويهدف إلى إحياء اهتمام الناس بعالم الكتب والتأكيد على أهمية الكتاب باعتباره أداة بالغة الأهمية للتنمية المعرفية والتقدم، كما يمثل المعرض فرصة مهمة لعشاق القراءة لاختيار ما يناسبهم من بين مجموعات متنوعة من الكتب بمختلف اللغات، وفي شتى ميادين المعرفة. شاعر المليون انطلق برنامج «شاعر المليون» في العام 2006، وهو برنامج مسابقة تلفزيونية للمنافسة في الشعر النبطي ويهدف البرنامج إلى إحياء الشعر النبطي، والذي يعتبر مرتبطا ببادية عرب الخليج العربي، من الناحية اللغوية والنمطية. ويتألف البرنامج من مرحلتين: المرحلة الأولى تقوم اللجنة بتنظيم جولة في دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية لإجراء اختبار أداء المتسابقين، أما المرحلة الثانية فتكون في مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، حيث يتنافس المتأهلون للتصفيات النهائية من خلال البرنامج الذي يبث على الهواء مباشرة. ويتم بث الحلقات المباشرة عبر قناة بينونة وقناة الإمارات، ويحظى البرنامج بمعدلات مشاهدة عالية وجماهيرية كبيرة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بقرار صادر عن الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي بتاريخ 3 فبراير 2013. مبادرات محمد بن راشد العالمية في 4 أكتوبر 2015، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية كأكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة، وتستهدف أكثر من 130 مليون إنسان خلال السنوات القادمة، وتركز في برامجها على المنطقة العربية، والتنمية الإنسانية بشكل متكامل يبدأ بتوفير الاحتياجات البشرية الأساسية من صحة، ومكافحة الأمية، والفقر، ونشر الثقافة وتطوير التعليم، والعمل كذلك على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة، ودعم الحوكمة الرشيدة في المنطقة، بالإضافة إلى توفير أكبر حاضنة للمبتكرين، والعلماء، والباحثين العرب. تعمل المؤسسة ضمن أربعة قطاعات رئيسة: نشر المعرفة، تمكين المجتمع، ابتكار المستقبل، الريادة. تحدي القراءة العربي «تحدي القراءة العربي» هو أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، ويهدف تحدي القراءة العربي إلى تنمية حب القراءة لدى جيل الأطفال والشباب في العالم العربي، وغرسها كعادة متأصلة في حياتهم تعزز ملكة الفضول وشغف المعرفة لديهم، وتوسع مداركهم، كما أن القراءة تؤدي إلى تنمية مهارات الطلاب في التفكير التحليلي والنقد والتعبير، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح الفكري والثقافي لديهم من خلال تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة في نطاقات ثقافية متعددة. حيث تخطت مبادرة تحدي القراءة العربي في دورتها الثالثة هذا العام 10.5 ملايين مشاركة من الطلبة والطالبات العرب المتنافسين على لقب بطل تحدي القراءة العربي لهذا العام، بإجمالي جوائز يصل إلى 11 مليون درهم إماراتي، وتميزت دورة هذا العام باستقطاب مشاركات أوسع من الطلاب والطالبات العرب المقيمين خارج الدول العربية، وذلك بعد فتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الباب رسمياً لمشاركات جميع الطلاب والطالبات العرب من كل أنحاء العالم خلال حفل العام الماضي، ليرتفع عدد الدول المشاركة في تحدي القراءة العربي هذا العام إلى أكثر من ضعف مشاركات العام الماضي بواقع 44 دولة عربية وأجنبية، بالمقارنة مع 16 دولة عربية العام 2017. جائزة الصحافة العربية جائزة الصحافة العربية هي جائزة سنوية أطلقها نادي دبي للصحافة هدفها تقدم الصحافة العربية وتشجيع الصحافيين العرب على الإبداع، وتأسست الجائزة في نوفمبر 1999 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وانطلقت أول دورة للجائزة في 2001، وقد أسند مشروع نظام الجائزة الأساسي، الذي وضعه نادي دبي للصحافة، إدارة الجائزة إلى مجلس مستقل يتألف من أعضاء في اتحاد الصحفيين العرب وشخصيات إعلامية عربية ويترأس المجلس رئيس اتحاد الصحفيين العرب وتتولى أمانة عامة مقرها نادي دبي للصحافة الإدارة التنفيذية للجائز. شهدت جائزة الصحافة ومازالت العديد من وقفات المراجعة والتطوير والتقييم تماشيا مع تطور مهنة الصحافة ومن أجل أن تبقى مواكبة لها، وتشمل فئات جائزة الصحافة العربية اليوم كلا من: جائزة شخصية العام الإعلامية، جائزة العامود الصحافي، جائزة الصحافة الاستقصائية، جائزة الصحافة العربية للشباب، جائزة الصحافة الثقافية، جائزة الصحافة السياسية، جائزة الصحافة الاقتصادية، جائزة الصحافة التخصصية، جائزة الصحافة الرياضية، جائزة أفضل صورة صحافية، جائزة الصحافة للرسم الكاريكاتيري وجائزة الحوار الصحافي. مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي دعت مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي المبتكرين الصناعيين من مختلف دول العالم إلى المشاركة في الدورة الأولى من برنامج تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين الهادف للبحث عن حلول لأربعة تحديات عالمية ملحة بما يؤدي إلى تحسين حياة البشر في المناطق الريفية والمنعزلة بالبلدان الأقل نمواً. وتتضمن التحديات الأربعة، تحدي الطاقة المستدامة أي توفير مصدر طاقة نظيف ومستمر لسكان المناطق الريفية والمنعزلة حول العالم، وتحدي الفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية بما يوفر اتصالاً مستمراً ومنخفض التكلفة بشبكة الإنترنت لسكان المناطق النائية، وتحدي التطوير الزراعي والقضاء على الجوع أي تمكين المزارعين في البلدان الأقل نمواً من زيادة المحاصيل الزراعية والغذائية باستخدام الأساليب المتقدمة للإنتاج الزراعي المستدام، وأخيراً تحدي المدن المستدامة والذي يعنى بتوظيف التكنولوجيا في المدن للحد من انتشار الأمراض المعدية. هيئة دبي للثقافة والفنون تم إطلاق هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) في 8 مارس 2008 في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2021 التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارة كمدينة عربية عالمية تساهم في رسم ملامح المشهد الثقافي والفني في المنطقة والعالم، وأعلنت الهيئة عن إطلاق العديد من المبادرات التي تثري النسيج التاريخي والمعاصر للثقافة في الإمارة، ومن بين أبرز المبادرات: «جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» لداعمي الفنون، وهذه المبادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي لتكريم الأفراد والمؤسسات الذين تقدموا بدعم مالي أو عيني للفنون البصرية وفنون الأداء والأدب والسينما في المنطقة. و»موسم دبي الفني»، وهي المبادرة الشاملة الأولى للفنون، وتضم («أسبوع الفن» و»آرت دبي» و»أيام التصميم- دبي» و»معرض سكة الفني»)، و»معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة» (كوميك كون). وتسعى المبادرة لتسليط الضوء على المشهد الإبداعي المتنامي للإمارة ضمن دائرة الحراك الثقافي العالمي، ومعرض سكة الفني، وهو معرض سنوي يهدف إلى تسليط الضوء على المواهب الفنية في دولة الإمارات، ومهرجان دبي لمسرح الشباب، وهو مهرجان سنوي يحتفي بفن المسرح في دولة الإمارات العربية المتحدة. الشارقة عاصمة الثقافة العربية والإسلامية تتميز الشارقة بزخم استثنائي في عالم الثقافة والفنون، ونظراً لكل ذلك التدفق الكبير والنشاط الدائم والدعم غير المحدود من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، راعي وشيخ الثقافة في الإمارة، فقد كانت الشارقة في العام 1999 عاصمة الثقافة العربية، وفي العام 2014 عاصمة الثقافة الإسلامية، وفي عام 2015 عاصمة السياحة العربية، وهي من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي وصل في نوفمبر الجاري إلى نسخته الرابعة والثلاثين، تعتبر عاصمة الكتاب، والشارقة دوماً هي عنوان أساسي في الثقافة، يسجل للإمارة وحاكمها، ولدولة الإمارات وقادتها، ولشعبها ولكل العرب المشتغلين في الثقافة، وكل مثقفي العالم الذين يحل كثير منهم ضيوفاً ومشاركين في المعرض وفي بقية الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، وتقوم دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة المعنية بالثقافة بمختلف محاورها ومفاصلها بتنفيذ وتنظيم العديد من الأنشطة والبرامح، وتضم الدائرة إدارات وأقساما عدة كل إدارة تنفذ مشروعاتها وبرامجها. معرض الشارقة الدولي للكتاب اليوم يكمل معرض الشارقة الدولي للكتاب مسيرة 37 عاماً، وتقوم هيئة الشارقة للكتاب التي تأسست العام الماضي بمهمة تنظيم المعرض لتواصل دور ومهمة دائرة الثقافة والإعلام في هذا الصدد، هو أحد أهم أربعة معارض كتب في العالم، ويحتل مكانة متقدمة على مستوى العالم. لم يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب معرضاً عادياً، بل معرض ثقافي وفني شمولي، فهو يحتضن كل أفراد المجتمع، وحاضن للجميع، من مؤسسات عامة وحكومية وخاصة، ومفكرين ومثقفين وشعراء ومبدعين في كافة ألوان الإبداع، كما أنه محطة لقاء بين الجميع، ومحطة تبادل معارف وأفكار وتجارب وخبرات، وتفاعل وتواصل، كما أن المعرض لا يتحدث بلسان الشارقة فقط، بل بلسان الإمارات والعروبة والإسلام، وهو رسالة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إلى العالم أجمع، في ظل سعي دائم من أجل إثراء التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، وإحداث تأثير فاعل ومستمر في الاهتمام بالكتاب، وجعل القراءة عادة يهتم بها أفراد الأسرة كافة، للنهوض بواقعهم، وتنمية مهاراتهم، وفهم الماضي لمعايشة الحاضر والاستعداد للمستقبل. معرض الشارقة والمملكة ما من شك أن هناك علاقة ثقافية مميزة بين المملكة والإمارات عموماً وإمارة الشارقة خصوصاً، فالبلدان يمثلان بيئة ثقافية وتاريخية وجغرافية واجتماعية موحدة، وهذا يمنح البلدين التميز في العلاقة، فما بالك عندما يكون هناك سعي جاد متبادل من أجل تعزيزها وديمومتها، كما أن مسيرة وتاريخ العلاقات الثقافية، إن جاز التعبير، بين إمارة الشارقة ودولة الإمارات من جهة، وبين المملكة العربية السعودية، هي مسيرة زاخرة بالمحطات الثقافية المهمة، وبالإنجازات التي تخدم المجتمع الإماراتي والمجتمع السعودي، في ظل تفاعل وتواصل مستمر يسهم في تطوير البناء الثقافي في بلدينا، لدينا سمات وعناصر ومكونات ثقافية مشتركة، ومن المهم العمل من أجل التأكيد عليها باستمرار، فهي مفصل أساسي في الخصوصية والهوية، وعنوان للانطلاق إلى العالم لا يمكن التفريط به . ولا زالت المسيرة مستمرة في ظل دعم ورعاية قادة الإمارات، وبعد أكثر من أربعة عقود من الزمن وأصبحت محط أنظار المثقف الخليجي والعربي والنظر إليها بإعجاب.