ليلة من ليالي الزعيم.. ولكنها لم تكن كمثيلاتها قط.. رغم أن المنجز ليس استثنائياً.. والفرح في الديار الزرقاء لم يكن يوماً ضيفاً عابراً.. ولكنها كانت مختلفة بكل تفاصيلها.. قالها فيصل بلسان راشد: (اطرب جماهيرك ولا تسمع الذم.. وركز مع اللي في المدرج يغنون.. يا هلال عزك عزنا واترك الهم.. للي عليه تعودوا يا ازرق اللون)، فكانت وصفاً لموسمٍ ابتدأ (بشمة) لا تفرق بين عبير المنجز أو نتانة هبته لم لا يستحقه. فما حدث مؤخراً أزكم أنوفاً كثيرة، فلا لوم على من اعتاد على شيء، وافتقد التمييز. فبدأت الحرب مبكراً جداً، من قبل بدء المنافسة، ومن قبل أي صافرة. فذاك المارد الأزرق المهيب، كشر عن أنيابه صيفاً، ليفترس خصومه شتاءً بكل برودة دم، ليجني ثمار عمله خريفاً، جاعلاً أوقات عشاقه ربيعاً دائماً. فأتت الليلة الاستثنائية مصداقاً لما حصل. فقال فيصل مجدداً بلسان الجسمي هذه المرة: (يا هناك ياللي وسط ذاك المدرج.. والله ما تسري من هناك زعلان.. ما جيت انا في المستطيل أتبهرج.. جيتك على العادة أسرّيك فرحان). وكان نجوم الزعيم بقدر تلك الكلمات وذلك العشم الذي يكتنز قلوب عشاقه. خماسية في شباك النصر، كانت قابلة للزيادة لولا تقدير الله أولاً ثم بوادر رحمة أظهرها نجوم الزعيم، وأسدلوا الستار على مهرجان الأهداف ذاك مبكراً رغم تبقي ما يقارب العشرون دقيقة. لعب الهلال كأنه وحيداً على أرضية الدرة، فلم تكن مباراة عابرة فقط، بل كانت لقاء عشاق منتشين فرحاً وحباً. فاللاعب يركل الكرة وكأنه يرسل الهدايا لكل شخص في المدرج. والآخر يهز الشباك وهو يقول: عذراً على غياب لا يليق بكبير القوم وزعيمهم. انتهى الفرح الهلالي، وستبقى تلك الليلة راسخة في أذهان محبيه وكارهيه على حدٍ سواء لفترة طويلة جداً. ليكمل ما تبقى له من منافسات لهذا الموسم. ففي البارح يكون قد أنهى مشوار المجموعات الآسيوية بتأهل لدور الستة عشر. وفي ليلة السبت سيلاقي التعاون طمعاً في كأس المليك الغالي. سعيٌ دؤوب لا حدود له، وشغفٌ لا يتوقف في حصد المزيد من الذهب. فالزعيم الحق لا يركن لمنجز، بل يخلق الحلم ليتحدى نفسه لتحقيقه، ثم يقوم تطويع مستحيل جديد ليصبح أمراً واقعاً بأمر الزعيم. نجدد المباركة لذلك المدرج الماسي، الذي تلألأ في ليلة زرقاء خالصة. فكان الماس على المدرج وعلى الميدان، مكملاً لوحة شديدة الإدهاش و مكتملة الجمال.