عالمياً يُعرف بالTIPS، وعربياً يُطلق عليه (إكرامية أو بقشيش وبخشيش) حسب اللهجة، أمَّا لدينا فلم يكن سلوكاً مُتعارفاً عليه، ولكنه اليوم بدا مُشاهداً في المطاعم وعلى ألسنة الشباب حتى لو كانت الفاتورة (قطة) على طريقة (شرهه يستاهل) من باب مُحاكاة أهل المال، رغم أنَّ المبلغ في العادة بسيط لا يرقى لمعنى (الشرهة) في العُرّف الاجتماعي، كونه يتم دفعه للنادل أو الشخص الذي قدم لنا خدمة جيدة، وأحياناً من باب الخجل كحالة إلزامية - بدأت تتشكل في مجتمعنا رغماً عنَّا - مثلما يحدث عند الهايبر ماركت أو المحلات، لمن يدفعون العربية أو يحملون الأكياس، أو الحقائب في الفنادق، وعمال صف السيارات.. الخ. من الخطأ اعتبار (الإكرامية) جزءاً من الإتيكيت - برأيي - أنَّ السينما العالمية والروايات، مسؤولة عن الترويج لهذه الكذبة في مَشاهد الطبقات الغنية والأرستقراطية، بينما الواقع يُكذب ذلك فمن يدفع البقشيش هو من يريد إظهار أنَّه يملك المال، بينما الأغنياء حقاً هم الأبخل في هذا الباب، هناك دول عريقة لها إرث وتاريخ إنساني طويل تُحرِّم (الإكرامية) وتُجرِّمها مثل اليابان وكوريا وغيرهما, على اعتبار أنَّ البقشيش ينتشر في الدول الأقل تنظيماً ودخلاً و قدرة مالية واقتصادية، لأن مثل هذه الفوضى المالية تُساعد في عملية خلق توازن بين قلة دخل الفرد وزيادة المصروف، كما يحدث في بعض الدول العربية السياحية، فهناك ستجد نفسك مُلزماً بإدخال يدك في جيبك طوال الوقت.. ربما لن نتفق على وجهة نظر واحدة حيال المسألة، مثلما قد نختلف على الموعد الأفضل للدفع، فالخبراء الراسخون في شؤون (البقشيش) يقولون دفع الإكرامية في النصف الأول من تقديم الخدمة يجعل الخادم يتحمس أكثر لتقديم أفضل ما لديه، بينما أهل التجربة يخالفونهم الرأي على طريقة (تقديم الأجرة نقصان في العقل)، لأن تأخير البقشيش عن موعده، هو الأفضل لبقاء مقدم الخدمة قريباً منك حتى آخر لحظة في انتظار الانتهاء وطلب الفاتورة.. في إحدى الدول العربية كنت برفقة أحد أصحاب (الكروش) الكبيرة، ممن يرون التأخير والترَّيث في مسألة الدفع، حتى أن النادل قال له عندما عاد إلى مكان جلوسه (يا باشه فيه مكالمة في هاتفك لم يتم الرد عليها) صاحبنا نظر إلينا بنصف عين، على طريقة تجلسون معي على نفس الطاولة وما تقولون لي جوالك رن..؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.