تجول بي صفحات الماضي القريب البعيد على مرأى من ناظري المكلوم رائحة خبز.. فنجان قهوة شموخ أبي.. دفء أمي وصبح لم يعد يشرق كما عهدت. وبلبلة عصافير باتت تعزف أوتار الحزن بعدهما. هيبة ذلك الرجل كجبال راسيات لا تنحني لخطب ما إلا غيمة عانقت قممه فأمطرت وابلاً من الحب والأمان ومراسم رجولة تروى فصولها من سطور عطائه فمدرسة الدنيا لا تدون شهادتها إلا برضا ذاك الوقور وماذا أقول؟ في وشاح الحب الذي خلق على هيكلة (أمي) طهر عفة.. نقاء سريرة.. زبرجد صبر وتضحية تشهد بذلك السنين والسنين ليال من الحنان تدثرت بك أمي وأشرقت علي بابتسامتك الحنونة وكأنما الدنيا اكتست أجمل الحلل وتعطرت بالمسك وريحان السعادة إلى أن حانت ساعة الوداع أمي.. أبي بات كل شيء ضبابي الطبع واللون تعتريه رشفة من الحزن الثمين فلوعة الفقد لا تدرك زمانا ولا ميلادا إلا ابتسامة تلونت بالحنين كلما عادت بي الذكرى إليكما أسكنكما الله الجنة بلا سابقة عذاب ولا مناقشة حساب