كرة القدم بلا جمهور ليس لها طعم ولا لون ولا نكهة، بل إن أساسها منذ قديم الزمان البشر وتفاعلهم معها فالارتباط تاريخي وأزلي من يوم خرجت على الدنيا تلك الجلد المنفوخة والكل يتفاعل معها سلبا وإيجابا، كم من شعوب في العالم عانت من التعصب في مسابقاتها المحلية وصلت للمشاجرة والضرب والدماء وبعضها تجاوز للقتل وهو نادر وقليل، سأتحدث عن رياضتنا وبدايتها حتى الساعة، مجمل القول ولله الحمد لم تتطور أمور هذه الآفة للقتال داخل أو خارج الملعب، هي مناوشات وكلام قليل وصل لتماسك الأيدي أو الضرب نادرا ما حدثت أحداث ومشاكل حتى أنها لم تكن ظاهرة، حصلت الأندية على بطولات وحدث تنافس وشجار أظنه لم يتجاوز اللسان في الملاعب أو في المجالس، بكل أمانة لم نشاهد وتيرة التعصب تظهر على السطح إلا بعد خروج برامج وقنوات رياضية معاصرة حتمية خرجت مع التطور الزمني والتقني العالمي والإقليمي، الجميع يعرف تلك البرامج ومواعيد عرضها للشاشة، هل الإعلام سبب للتعصب، الجواب نعم، هيئة الرياضة أعلنت قرارات لمحاربة التعصب ومحاسبة أي إعلامي أو جهة تشحن أو تثير الجماهير قولا أو فعلا وهذا يشكروا عليه وخطوة ممتازة لإيقاف حدته بل والقضاء عليه، وأقامت ملتقى الجماهير الأول لأندية جميل، من خلال حضور ومشاهدة له وفعاليته وندواته والقائمين عليه يشكر كل من سعى عليه وأمر به شباب محترم ثقافي وديني من كافة مناطق المملكة هم عينة مثلت منطقتها خير تمثيل، رأيت ابتساماتهم فيما بينهم واحترامهم لبعضهم يفوق الوصف، تعلموا كل خلق وتعامل فيما بينهم حتى دورة في الإسعافات الأولية أتقنوها بنجاح في هذا الملتقى لمواجهة أي ظروف ليكونوا عنصرا مساعدا في حال لا قدر الله حدثت أي مشكلة طبية لأي شاب، كان في ملتقى الجماهير مدربون ومثقفون شاركوا الشباب أفكارهم وآراءهم وسمعوا منهم عن كل منشآتنا في الملاعب لكافة مناطق ومحافظات السعودية، كبيرة جهودهم حتى أنه توج بآخر يوم بحضور الأمير عبدالله بن مساعد ومشاركة شباب الوطن هذا اللقاء الهام، فلله در من ساهم وعمل بإخلاص فيه من أساتذة وإعلاميين نخبة عرفوا باعتدالهم ووسطيتهم الرياضية سواء عادل الزهراني أو صالح الصالح بإشراف مباشر من رجا الله السلمي وتسخير كافة الإمكانات للجماهير لينجح أول لقاء ويحقق الهدف من إقراره وهو نبذ التعصب جملة وتفصيلا بين أبناء الوطن، فكل نجاح يبدأ بخطوة ليؤثر ويتأثر وهو ما حدث ولله الحمد، لا خف على جماهيرنا الغالية فالوعي ملموس وأتت ثماره مبكرا فالشكر لكل مشارك وعامل لهذا الملتقى الهام والذي أتمنى استمراره كل عام. - وقفة هامة الآن مع منتخبنا السعودي وفوزه التاريخي على العراق المستحق أسعد به كل مواطن وإكمال مسيرته للحصول على مقعد مستحق في كأس العالم والذي يتمناه كل نجوم العالم، فما حدث نتيجة عمل وجهد جبار ومنظومة فنية وإدارية ولاعبين يشكرون عليها جميعا، ما أجمل الأخضر عندما يضرب وينتصر ويرفع لواء التوحيد عاليا وخفاقا فالسعادة بانتصار الوطن رياضيا جميلة جدا، كل الشكر لمن صنع لنا منتخبا لا يقهر. - بدر فهد الدهمش