(الله معاك يالأخضر) شعار رفعناه سابقًا، ونرفعه حاليًا، وسنرفعه مستقبلاً.. منتخبنا مقبل على مرحلة مهمة وحرجة للغاية في تاريخه لتأكيد عودته لأحضان الإنجازات، وعودته للمحفل الأهم بالتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه. والوقوف معه في هذه المرحلة مطلبٌ لا يقبل أنصاف الحلول بعد الخطوات التي قطعها في مشواره من التصفيات، وتربع إثرها على صدارة ترتيب المجموعة الثانية بجدارة. في السابق كانت اللحمة الوطنية السمة البارزة في تشجيع الأخضر، والكل يقف على مسافة واحدة من التشجيع بإخلاص لشعار المنتخب؛ فكان الهلالي يصفق كثيرًا لأهداف ماجد عبدالله، وكان الاتحادي يشيد بمحمد عبدالجواد، فيما النصراوي سعيد بأداء صالح النعيمة، بينما كان الأهلاوي حريصًا على سلامة محمد سويد.. في السابق كان مشجعو الأخضر كالجسد الواحد؛ الكل يفرح لفرحه، ويحزن لحزنه، وكان الأهم رفع علم الأخضر في المحافل الدولية بعيدًا عن الشعارات واختلاف الميول. وفي تلك الحقبة الزمنية بدأت خطوات منتخبنا تسير نحو الإنجازات، بداية من كأس آسيا 84 والتأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس 84، ومرورًا بكأس آسيا 88. مرت سنوات، وتغيرت الحال؛ فأصبح (البعض) - مع بالغ الأسف - يفرح لسقوط الأخضر، ويحزن لفرحته، في معادلة معكوسة، يحركها الميول.. وكثيرًا ما شاهدنا هذه المواقف، وخصوصًا في الألفية الجديدة مع جيل الإنجازات والبطولات التي قادها أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر ورفاقه، الذي شهد حضور الأخضر في المونديال أربع مرات، مع تحقيق كأس الخليج وكأس آسيا وبطولة العرب خلال الحقبة الزمنية من 1994 حتى 2006. التناحر الإعلامي واتباع الهوى الرياضي ساهما في تراجع الكرة السعودية بالتثبيط وتكسير المجاديف؛ فتارة تشكيك، وأخرى اتهامات، طالت نجوم الأخضر في مشاركاته الوطنية من أجل إرضاء ثلة من المتعصبين لأنديتهم.. فمسؤول يتهم لاعبي الأخضر بالمنشطات، وإعلامي يتحدث عن حدث هامشي ك(كابتنية) المنتخب ومشاركة لاعب مكان آخر?!؟؟ وآخرون لا تعجبهم الأسماء المختارة، وبعضهم يفضل بقاء لاعبي فريقه وعدم ضمهم للمنتخب? وهو ما ساهم في تدهور حال المنتخب ووصوله لمرحلة اليأس، التي وصل معها لمركز متأخر في التصنيف العالمي، قبل أن يعود تدريجيًّا بوقفة المخلصين لشعار الوطن. الخميس الماضي فاز الأخضر بجدارة على تايلاند، وواصل تربعه على صدارة المجموعة. فاز بهدف للسهلاوي من صناعة العابد، وفاز بهدف للمؤشر بصناعة مشتركة من يحيى الشهري وتيسير الجاسم، ولكن هذا الفوز لم يعجب البعض?!؟؟ فانتصارات الأخضر تغيظهم، وأحزانه تفرحهم.. اليوم اختبار صعب لهوية البعض وميولهم أمام المنتخب العراقي في قمة عربية كبيرة، ستتضح معها معالم من يدعم الأخضر ومن يخذله.. واليوم صقور السعودية في أمسّ الحاجة لوقفة الجميع، وترك المناوشات على المنابر الإعلامية من (غربان) الفضاء الذين فشلوا كثيرًا في السابق، وسيفشلون مستقبلاً.. اليوم سنقول (كلنا فداء لك يالسعودية)، وسنقولها مستقبلاً كما قلناها سابقًا.