ظلت المملكة المتحدة«بريطانيا» بمنأى عن الأعمال الإرهابية منذ سنوات تجاوزت الثلاثة أعوام، نتيجة تدفق المعلومات الاستخباراتية، كون الأجهزة البريطانية نجحت في نسج علاقات جيدة مع أجهزة الاستخبارات الحليفة مع عدد من الدول الصديقة، ولهذا استطاعت بريطانيا إحباط ثلاث عشرة عملية إرهابية قبل تنفيذها، وذلك بسبب المعلومات الاستخباراتية، إلا أن العملية الأخيرة التي تضمنت هجوماً إرهابياً على البرلمان البريطاني في ويستمنستر، والذي نتج عنها مقتل خمسة أشخاص منهم ضابط وسيدة وثلاثة آخرين من بينهم منفذ العملية الإرهابية. العملية الإرهابية التي شهدتها لندن عصر يوم الأربعاء استهدفت البرلمان البريطاني الذي يعد أعرق البرلمانات، بل هو أول برلمان في التاريخ الحديث، ولهذا، فإن تحديد هدف العملية الإرهابية يعد اختياراً رمزياً لهز ثقة البريطانيين بأجهزتهم الأمنية. أما توقيت الهجوم الإرهابي فيرى الكثير من الإعلاميين، وبالذات في الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا، أن موعد الهجوم تزامن مع الذكرى الأولى للعملية الإرهابية التي نفذت في العاصمة البلجيكية «بروكسل» والتي كانت في 22 مارس عام 2016م، وأن الإرهابيين أرادوا تكرار جريمتهم الإرهابية في العاصمة البريطانية لإعطائها زخماً إضافياً وتكريس الخوف والرعب لدى الأوروبيين. كل هذه التوقيتات والتوقعات إلا أن للرواية وجهاً آخر، كما يقولون، ذلك أن استهداف البرلمان البريطاني قد أعقب نقاشاً لأعضاء البرلمان قبل يوم حول دور الحرس الثوري الإيراني وإسهام نظام ملالي إيران في نشر الإرهاب ودعم الميليشيات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وذكرت أنباء عن توجه البرلمان لتبني توصيته إلى الحكومة البريطانية إلى اعتماد مؤسسة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية مثلها مثل داعش والقاعدة، ولهذا، فإن هناك شكوكاً من توجيه إيران لخلاياها النائمة في بريطانيا لإشعار الحكومة البريطانية بقدرة ملالي إيران على إيذاء كل من يريد الحد من أفعالها ودعمها للجماعات الإرهابية، والذي يعزز هذه النظرية أو الجزء الآخر من الرواية علاقة نظام طهران بالمنظمات الارهابية، بما فيها تنظيم داعش وفلول القاعدة، بدليل وجود كثير من قادتهم يقيمون في الأراضي الإيرانية، وهذا التحليل، وإن لم تطرحه وسائل الإعلام الغربية إلا أن أجهزة الاستخبارات وغرف العمليات لا يمكن أن تستبعد أي نظرية وأي احتمالات، فكل شيء يخضع للتحليل، وتتوجه الأجهزة لجمع المعلومات التي ترجح ما تؤكده المعلومات.