اليوم ستلعب الأفيال مع الديوك! فهل فهمت كلامي؟! لو أنت محب لكرة القدم فستعرف فورًا من العبارة أن الأفيال هم منتخب ساحل العاج، وأنه سيلاقي المنتخب الفرنسي (الديوك) في مباراة تلعب اليوم! هكذا ببساطة تختصر سطرين من الكلام بعبارة في نصف سطر! في التسويق كلمة Slogan تعني الشعار، أي الكلمة أو العبارة التي تصاحب الاسم، واشتهرت بها بعض الجيوش عبر تاريخها، وأصبحت المنظمات والشركات الكبرى حول العالم تهتم بها جدًّا، فشعار آبل: فكر باختلاف، وشعار ماكدونالدز: أنا أحبه، وسامسونج: تخيل.. وهكذا! في عالم الرياضة الأمر يتسع جدًّا! قامت الألقاب باللعبة التسويقية للأندية مقام وظيفة هذا الشعار المصاحب. عندك الأتزوري أو الأزرق يعني منتخب إيطاليا، وهولندا لقبها الطواحين، والسامبا هي البرازيل، والناسيونال مانشافت طبعا هم الألمان.. أي الماكينات! على مستوى الأندية الأمر شعبي جدًّا وممتع! عندك أكثر من لقب للنادي الواحد! يوفنتوس يسمى لافيكيا سنيورا أو السيدة العجوز! و(الحمير الوحشية) نسبة للون قميصه! وهم البيانكونيري أو الأسود والأبيض! والروسونيري طبعًا غريمه ميلان وتعني الأحمر والأسود، النيراتزوري هم إنتر ميلان وتعني الأزرق والأسود!.. لا، لم أنتهِ من أندية إيطاليا؛ لأن هناك روما الملقب ب»الجيالوروسي» أي الأصفر والأحمر! ريال مدريد مثلاً له أكثر من اسم! بلانكوس (الأبيض)، جالاكتيكوس (النجوم)، فيكينجوس (محاربو الفايكنج)، والميرينجي (حلويات شعبية بيضاء)! وطبعًا وهو موضوع مقالنا اليوم (الملكي)، وهو لقب ريال مدريد الأكثر استعمالاً وتداولاً من الصحافة! أما عندنا - فالحمد لله - فيوجد الملكي والزعيم والعميد والعالمي! والليوث والفرسان والراقي والسكري! والأساطير والتماسيح والمونديالي!.. والألقاب لن تكفي المقال حتى يساورك الشك في أنه دوري الألقاب لا دوري البطولات! يا عزيزي الكريم، يوفنتوس ينزل الملعب بتميمة (حمار)! ولكن الواقع أنه أغنى عاشر نادٍ في العالم بمداخيل 341 مليون يورو من التسويق الرياضي! وبطل إيطاليا وأكثرها ألقابًا ب 61 لقبًا! هذه الألقاب في بعض الأندية لها خطوط تسويق تجني منها أرباحًا طائلة طالما تعامل معها النادي بحرفية المسوق؛ لذا في رأيي الشخصي عند إطلاق لقب جميل سأرضى به، ولا يهمني طالما حقق مداخيل ونجاحًا بالتسويق، وأبهر المنافس قبل المناصر بأداء جميل داخل الملعب كرويًّا! وخارجه ماليًّا! أما النقطة الأخرى فهي قضية لقب الملكي بين الهلال والأهلي، التي مللنا منها، والتي دخلت في عامها السابع! وأصبح الوضع - كما قلت - قبل ذلك كثيرًا (كلام ليس عن الرياضة.. بل عما حول الرياضة!) بشكل شخصي، وبدون تحيز لأحد إلا إنهاء هذا اللغط، أقول لمن عنده عقل: لقب «ملكي» لا علاقة له بالفريق الأكثر فوزًا بكأس الملك! لأن هذا إن كان صحيحًا فإنه سيزول بزوال السبب! وهو أن يأتي فريق آخر يتصدر الفوز بهذه البطولة! ففي إسبانيا برشلونة فاز بكأس الملك 28 مرة! بينما ريال مدريد 19 مرة! ولكن الكل يعرف أن مدريد هو صاحب لقب «ملكي» بموجب اهتمام وتدخل من البيت الملكي عام 1920! وعليه فإن الهلال هو صاحب هذا اللقب، وبموجب تسمية «ملكية» واهتمام «ملكي»، إضافة إلى عقود من إطلاق هذا اللقب على النادي من الصحافة والإعلام ومن الجماهير على السواء! عرفًا حتى عرفًا لا يحق لنادٍ الحصول على لقب تم إطلاقه جماهيريًّا على نادٍ آخر، لو غدًا جاء الهلال - مثلاً - وطالب بلقب النمور - وهو لقب الاتحاد - فماذا سيكون الوضع؟!.. الإجابة عن هذا السؤال (أبرك) من المقال كله!