فتحت هدية إمبراطور اليابان اكيهيتو لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - أمس الملفات المشتركة بين الثقافتين العربية واليابانية. واختار الإمبراطور الياباني أمس أعلى الأوسمة وأكثرها تميزاً لضيفه الكبير، وهو «الوسام السامي زهرة الأقحوان» تقديراً وعرفاناً لدوره العالمي الرائد في نشر الأمن والسلام، باعتباره من أهم الزعامات العالمية التي تدعو إلى التعاون والتكاتف في العالم من أجل مزيد من الرخاء والاستقرار والبناء، لنهضة العالم، والتي عكستها زياراته الحالية إلى دول الشرق الآسيوي. واللافت أن هذه الزهرة على ما تمثله في الثقافة اليابانية من سمو ورقي، فإنها في السياق ذاته، تحظي في الثقافة العربية بتقدير كبير، إذ كانت زهرة الأقحوان موضوعاً لكثير من قصائد الشعراء العرب منذ القدم، ولعل من أبرز من ذكرها امرؤ القيس في معلقته الشهيرة من بينها بيت يقول «بِثَغْرٍ كَمِثْلِ الأُقْحوانِ مُنِّورٍ نَقيِّ الثَّنَايا أشنَبٍ غير أَثْعَلِ». يمنح هذا الوسام من قبل الإمبراطور فقط للرجال من أعضاء العائلة المالكة في اليابان وإلى الملوك أو رؤساء الدول الأجنبية. وبدأ الوسام كوشاح يلبس في عام في 1876 من قبل الإمبراطور ميجي في اليابان، ثم تمت تطويرة وإضافة عقد للوسام في 4 يناير 1888. والوسام مزين بأزهار الأقحوان المذهبة والأوراق الخضراء المطلية بالمينا. ويتميز بشمس مشرقة في الوسط، ترمز إلى العلم الوطني الياباني. يشار إلى أن اليابانيين وقعوا في حب هذه الزهرة واتخذوها شعارًا للبلاط الإمبراطوري، وعلى مدى قرون لم يكن مسموحًا سوى للنبلاء بزراعتها. وتعتبر زهرة الأقحوان رمزاً للعائلة المالكة في اليابان، حيث تحتل مكانة مهمة في الثقافة اليابانية، ويحتفل اليابانيون كل خريف بها من أواخر أكتوبر حتى نوفمبر تشرين الثاني.